- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

فاس عدوة الحنين الأندلسي

- الإعلانات -

لاسم الأندلس هالة تبجيل وهيبة في النفوس وشوق في قلوب، مغاربة كانوا أو سواهم. اسم يوقظ أحلام يقظة وزمان وصل وحسرة ما زالت غصتها حية حتى اليوم، تستحضرها الذاكرة مشاهد حية تجسدها مسلسلات وأشعار ترويها حكايات وأخبار تنثرها حبات أمجاد وحرقة خيبات، مواقف انتصارات وخزي هزائم تلاحقنا من زمن الضياع حتى زمن الفراغ.

كانت الأندلس وبقيت عبر القرون حلما يروى، أسطورة حية تناقلتها الألسن مثل محكيات ألف ليلة وليلة أو أوديسا عربية، جنة تسكن القلب قريبة من الوجدان، بعيدة المنال. توارت في غياهب ماض طافح بأسماء فلاسفة وفقهاء وشعراء ومفكرين ومخترعين ومبدعين. نموذج عقد زمن فريد تعايشت في رحابه الديانات وتلاقحت تحت سمائه الثقافات، فأنتجت حضارة ما زالت حلم الزمن. ثم انفرط عقد هذا الزمن وضاع معه صيت هذا الوطن، الذي أُطلق عليه اسم “الفردوس المفقود”. لم ينجب مثيله فوق البسيطة، لم تحفظ له أرض ولا موطن، اسم، لم تبق ذكراه المتواصل غير مدينة فاس. فحمل جزؤها الغربي اسم “عدوة الأندلس”. والعُدْوَةُ هي شاطئ الوادي وجانبه، كما جاء في المعجم. إنها عدوة تقع على ضفة نهر، تعددت أسماؤه عبر توالي الزمن؛ فحمل تارة اسم واد فاس وأخرى واد الجواهر أو واد بين المدن أو واد بوخرارب، لأنه كان يفيض حتى يخرب البيوت. فعدوة الأندلس هي التوأم الثاني المكون لمجموع هذه المدينة المتاهة الممتدة بجزأيها القيرواني والأندلسي ذات الاثني عشر قرنا.

عدوة الأندلس مدينة مستقلة بذاتها وقد سبقت العدوة المقابلة لها عدوة القرويين واللمطيين وجودا ومنشئا، حتى وإن كانت أقل مساحة وسُكانا وأقل معالم عمرانية من شقيقتها، ففيها النواة الأولى وفيها سمقت صوامع مساجدها العتيقة.

أطلق عليها مؤسسها الأول إدريس الأول، رأس الدولة الإدريسية، اسم عدوة البرابرة، ثم حين سكنها الوافدون الأندلسيون فصارت مقاما لهم، حملت لاحقا اسم “الأندلس”. فأول من عمروها مهاجرون سياسيون، لجؤوا إلى فاس على إثر أحداث وقعة ربض قرطبة، أي الأحياء الواقعة على الضفة اليسرى للواد الكبير. حين انتفض أكثر سكانها سنة 818 م ضد سياسة الخليفة الأموي الحكم ابن هشام انتفاضة كادت تنهي فترة خلافته، وكانتقام منه، قام باكتساح منطقة الربض وتحويلها إلى أرض زراعية بعد أن صلب ثلاثمائة من الأعيان، فلم يبق أمام السكان للنجاة بأنفسهم خيار غير مغادرة قرطبة على عجل. فاستقر منهم أكثر من ثمانمائة أسرة في فاس، كما أورد ابن أبي الزرع في روض القرطاس.

ثم تلت هذه المرحلة وفود من الصناع والحرفيين الأندلسيين، الذين قدموا إلى الدولة الإدريسية الفتية والتي كانت هي الأخرى في حاجة إلى الخبرات في الصناعات اليدوية؛ مثل الدباغة وصناعة الخزف والزراعة وخاصة في البناء. تم تلت هذه الهجرة، هجرات عبر فترات لاحقة للعنصر الأندلسي إلى فاس؛ فقدم عدد كبير من الأندلسيين الذين استقر أغلبهم في عدوة الأندلس.

بعد الفترة الإدريسية وتولي دولة مغراوة وتوترت العلاقة بين أميرها فتوح بن دوناس بن حمامة، الذي حكم عدوة الأندلس من (1059 ـ1062) وأخيه حاكم عدوة القرويين عجيسة بن دوناس، اللذين ما زالت بوابتا العدوتين تحمل اسميهما، انقطعت العلاقة بين المدينتين الجارتين وتمادت العداوة بين الأخوين إلى درجة بناء أسوار مانعة بين العدوتين، اللتين يفصل بينهما واد بين المدن. لقد بقيت المدينتان منفصلتين إلى أن وصل يوسف ابن تاشفين إلى فاس، فهدم الأسوار من أجل إعادة توحيدهما. علاوة على ذلك، عمل الأمير المرابطي على جلب الصناع والحرفيين من الحواضر الأندلسية إلى فاس وغيرها من المدن، بهدف توسيع مساجدها وسقاياتها وحماماتها وفنادقها ومنشآتها العمرانية. كما وفدت على فاس شخصيات مهمة علمية وسياسية تقلدت مناصب حكومية وعلمية وأخرى فنية، انتشرت من خلالها عادات في الطبخ والملابس وأساليب الاحتفالات والفنون والآداب؛ ومن بينها الآلة الأندلسية في المدن المغربية العتيقة.

غير أن الهجرات المكثفة والكبيرة كانت بعد سقوط مملكة غرناطة سنة 1492، حيث هاجرت أعداد كبيرة من الأسر المسلمة واليهودية الأندلسية إلى المغرب، وخاصة بعض المدن تطوان وفاس.

كلما ذُكرت عدوة الأندلس إلا وذكر بالدرجة الأولى مسجدها الكبير، الذي يحمل اسم “جامع الأندلس”. مسجد له شبه كبير بجامع القرويين. وهما جامعان توأمان تعلو كلاهما صومعة زناتية، وإن كانت صومعة الأندلس أقل ارتفاعا من صومعة القرويين. تقول الروايات التاريخية إن بانيتهما سنة 859 ـ 860 م في عهد الخليفة الإدريسي يحيى الأول شقيقتان وافدتان مع أسرتهما من القيروان. فاطمة ومريم الفهريتان، الأولى شيدت جامع القرويين، والثانية جامع الأندلس. عرف هذا المسجد الأخير الكثير من الزيادات والتغييرات العمرانية على عهد الدول التي حكمت فاس، ما جعل أكثر معالم إنشائه الأولى تندثر. لقد ساهم الأندلسيون هم بدورهم في توسيع هذا المسجد وبنائه حتى يكون معلمة علمية لها مكانتها المميزة وحتى تكون قادرة على منافسة جامع القرويين. شهد هذا الجامع نشاطا علميا كبيرا حاضر فيه خيرة علماء المدينة. كما تشكلت حوله، شأن كل المساجد الشهيرة في العالم الإسلامي، حركة تجارية، إذ نجد عند سفحه سوقا تجاريا ما زال قائما إلى اليوم يتقاطع محج الصفاح. وكانت به قيسارية ذكرها حسن الوزان.

لقد هيمن اسم جامع الأندلس، الذي اشتهر هو الآخر بنشاط علمي وإشعاع معرفي مثلته كراسي تدريس العلوم العقلية والنقلية، على اسم أول مسجد بني في مدينة فاس عامة وقد أسس عام 808 ميلادية على عهد إدريس الأول والذي يقع شمال شرق جامع الأندلس ويحمل أسماء عديدة؛ منها جامع الأشياخ، وجامع الأنوار، وجامع الأمغارات. إن لهذا المسجد أهمية تاريخية، حيث كان مسجد خطبة الأدارسة الرئيسي إلى أن نقل الخطبة منه إلى جامع الأندلس سنة 933 م حامد الحمداني، ممثل الدولة الفاطمية بالمغرب. كما نقل الخطبة من المسجد الأول في عدوة اللمطيين جامع الشرفاء إلى جامع القرويين. وهذا ما جعل جامع الأشياخ يتراجع عن الصدارة وبقي مغمورا وأطلالا مهملة إلى يومنا هذا، إلا من لافتة تشير إلى لمحة من تاريخه. تعود تسمية المسجد جامع الأشياخ، حيث كان مكان مبايعة القبائل المغربية لإدريس الأول. واسم الأنوار هو أحد ألقاب إدريس الأول. والأمغارات هو جمع أمغار أي الشيوخ أو الأمراء في اللغة الأمازيغية.

لقد كانت لجامع الأندلس مكانة علمية نافست جامع القرويين، حيث كانت تحاديه ثلاث مدارس علمية وكلها تعود إلى الفترة المرينية؛ فحين ينحرف الإنسان يمينا من باب الجامع الرئيسي المطل على منحدر الصفاح، يجد على بعد بضعة أمتار من إحدى أبواب الجامع الفرعية دربا يجاور سقاية وفي نهايته مدرسة عريقة تعرف بالسبعيين، نسبة إلى المدرسين وإلى الطلبة المتخصصين في حفظ ودراسة قراءات القرآن على روايات الأئمة السبعة (نافع، عاصم، حمزة، ابن كثير، ابن عامر الشامي، أبو عمر البصري والكسائي). وقد حملت هذه المدرسة أسماء عديدة مثل الأساتيذ والصغرى تميزا لها عن جارتها مدرسة الصهريج الكبرى، وأيضا اسم مدرسة التجويد كما هو مسجل في السجلات القديمة. كما ينسب اسمها إلى الفيلسوف الأندلسي والصوفي عبد الحق بن سبعين (1217ـ1269)، الذي قضى الفترة الخصبة من حياته الروحية في المغرب. وفي هذه الفترة، ألف أيضا معظم رسائله، إذ قيل إنه سكنها دارا قبل تحويلها إلى مدرسة على يد أبي الحسن المريني عام 1321م. اشتهر هذا الفيلسوف، ابن مدينة محيي الدين ابن عربي وابن عصره مرسية، برسالته “المسائل الصقلية” والتي هي أجوبة عن أسئلة وجهها الإمبراطور ألماني الأصل ملك صقلية فريدريك الثاني إلى الدولة الموحدية. عرفت فلسفة وفكر ابن سبعين انتشارا في أوروبا آنذاك، وقال بابا عصره: “ليس للمسلين اليوم أعلم من ابن سبعين بالله”، وكان الفيلسوف عبد الحق ابن سبعين يطلق على نفسه اسم ابن دارة، والدارة في علم الحساب تعادل حرف العين والعين يعادل عدد 70.

فعلى الرغم من صغر مساحة هذه المدرسة وبساطة عمرانها، فإن شهرتها بلغت الآفاق، حيث كانت المدرسة الوحيدة في فاس المتخصصة في علوم القراءات ودراستها والقراءات هي إحدى الوسائل المساعدة على تفسير القرآن.

إلى جانب هذه المدرسة، هناك إلى جوارها مباشرة توجد مدرسة ثانية، أسست هي الأخرى في السنة نفسها وعلى يد أبي الحسن المريني. وعرفت بمدرسة الصهريج لاشتمال فنائها على صهريج غاية في الإبداع العمراني. تتناقل الرواية الشفوية أنه كان في هذه المدرسة صهريج، يتكون من قطعة واحدة من الرخام، أبحر به من الأندلس إلى مدينة العرائش، ثم نقل من هناك إلى فاس. وهذه المدرسة هي الوحيدة في فاس كلها التي بداخلها صهريج ولا مثيل لها إلا مدرسة بن يوسف في مراكش. فمدرسة الصهريج تعد إحدى التحف الفنية المرينية، حيث اجتمع فيها فن الجبس بدقة متناهية وفن الزليج وفن النقش على الخشب والرخام. كما علت جدرانها وأعمدتها كتابات جميلة بخطوط متنوعة منها الخط الكوفي والثلثي. إنها تحفة نادرة، وذلك لما أضفى عليها الصانع المغربي من جمال وفنية ودقة عمرانية. وقد بنيت إقامة للطلبة الذين كانوا يدرسون في جامع الأندلس. وهذا يدل على اهتمام الدولة المرينية بالطلبة، الذين أقامت من أجل راحتهم وتحسين شروط الدراسة ومناخها عددا من المدارس في كثير من مدن المغرب.

كلتا المدرستين تقع في زقاق اسمه “اليسمينة” نسبة إلى العلامة أبي محمد عبد الله محمد ابن الحاج المشهور بابن الياسمين الفاسي، الذي اشتهر بالهندسة والتنجيم وخاصة في العد والحساب بالإضافة إلى بروزه في علوم أخرى كالمنطق والشعر. والياسمين هو اسم أمه، التي كانت سوداء. وكانت وفاته سنة 1204. وقد عثرت الجامعة العربية على مخطوط له في فاس، يشتمل على جانب من المعادلات الرياضية، التي تعد من آخر ما توصل إليه علم الرياضيات والحساب الحديث. كما كانت له مراسلات علمية مع عدد من العلماء الرياضيين؛ ومن بينهم الرياضي الأزباكستاني أبو الريحان محمد ابن أحمد البيروني.

بعد مغادرة زنقة اليسمينة نجد في المنحدر غرب جامع الأندلس والمدرستين مسجدا يعرف الآن بمدرسة الواد. هذا المسجد في الأصل كان هو الآخر مدرسة دراسة وسكن للطلبة جامع الأندلس وهي أيضا من العهد المريني، بناها أبو سعيد عثمان المريني (1276ـ 1331) ثم هدمها ومسجدها قرونا لاحقة السلطان إسماعيل ابن محمد العلوي وجددها على شكل مسجد؛ إلا أن سبب هدمها غير واضح في المراجع التاريخية. ومن الروايات التي ساقها الدكتور عبد الهادي التازي في كتابه القيم “القرويين” أن سبب هدمها من طرف السلطان إسماعيل يرجع إلى أنه كانت قد وقعت فيها أحداث جريمة قتل، ومورست فيها ممارسات لا تليق بطلبة العلم، فكان ذلك سببا لهدمها. وسميت بالواد لأن وادا يجري بداخلها.

عن يمين مدرسة الواد وفي نهاية الطريق المقابل لزقاق اليسمينة المفضي إلى حي المصمودة يوجد مسجد بسيط له صومعة زناتية على شاكلة صومعة جامع الأندلس خالية من كل فنون الزخرفة مثل المسجد نفسه، يحمل اسم أحد كبار أقطاب علماء فاس والعالم الإسلامي، الفقيه الحافظ أبو ميمونة درّاس بن إسماعيل الفاسي، الذي عاش في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي؛ فقد لقب بالدَرَّاس لكثرة دراسته للعلم، حتى اشتهر بهذا اللقب. ارتبط اسم درَّاس بن إسماعيل بالجهود التي بذلها في نشر المذهب المالكي بالمغرب، وقد كان المغاربة قبله على مذهب أبي حنيفة. ويعتبر الدراس أول من أدخل مدونة سحنون في الفقه المالكي إلى مدينةَ فاس. كانت للإمام الدراس رحلة طلب العلم إلى تونس، حيث درس ودرَّس بها ومن بين من سمع عنه من كبار العلماء تونس أحد أعلام الفقه المالكي، والذي يلقب بمالك الصغير ابن أبي زيد القيرواني صاحب كتاب “الرسالة”. كما رحل الدراس ابن إسماعيل إلى مصر والأندلس وسمع عنه جمهور كثير من الفقهاء وأشار القاضي عياض إلى أنه زار بلدته سبتة وسمع عنه خيرة علمائها.

في نهاية العقبة الواقعة على يسار زقاق اليسمينة، والتي تحمل اسم “عقبة الملكية” نسبة إلى سينما الملكي. وتعد هذه القاعة من القاعات السينمائية العريقة بفاس والتي على غير عادة القاعات السينمائية الأخرى التي كانت من تأسيس وملك الفرنسيين، إذ أسس هذه القاعة مغربي اسمه ابن المختار في سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي، واستمرت في تقديم الفرجة السينمائية إلى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، حيث أصابها الكساد والإفلاس الذي أصاب السواد الأعظم من القاعات السينمائية المغربية.

غير بعيد من سينما الملكي هناك ضريح أبي الحسن علي الشهير بأبي غالب الصاريوي. إنه ملاذ النساء، حيث يخصص له يوم الأربعاء للزيارة. وكان يقام له في فصل الخريف ويوم الأربعاء بالتحديد موسم قبل إحاطة ضريحه بالبنايات السكنية والمتاجر، تحضره القبائل بخيولها وأهازيجها، ويتم ختان أولاد الفقراء والمساكين من البادية والمدينة من طرف حلاقي المدينة إجلالا لهذا الولي الذي يعد ولي الحجامة (الحلاقة) وكعملية مساهمة تضامنية وتكافلية اجتماعية من طرف هؤلاء الحلاقة، الذين كانوا في الماضي يقومون بدور الأطباء والمروضين الصحيين في الحي. وموسم الختان هذا لا يزال إلى اليوم مستمرا؛ فقد تبنته السلطات المحلية.

على بعد مسافة 500 متر من الباب الرئيسي لجامع الأندلس وانحدارا في اتجاه قنطرة واد بين المدن، يلاقينا ضريح أحد أعلام فاس العلمية وعلماء العالم الإسلامي. الفقيه والمحدث والمؤرخ محمد بن جعفر الكتاني (1857 ـ 1927)، الذي رحل إلى الشرق، زار مصر والشام والحجاز وأخذ عن علماء هذه الأمصار. وبعد خلع السلطان مولاي عبد العزيز وتولي أخيه السلطان مولاي حفيظ عاد إلى المغرب، لكن الأوضاع السياسية لم تكن مستقرة، فعاد إلى المشرق وسكن المدينة المنورة وقام بحركة علمية في الحرمين الشريفين. ودرس الفقه على المذاهب السنية الأربعة. ونظرا لعلمه الغزير وسعة اطلاعه، أخذ عنه العلم علماء المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والشام والعراق والهند وتركيا وعلماء من غير هذه البلاد. ومن أشهر كتبه “سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس” وكتاب “الأزهار العاطرة الأنفاس بذكر بعض مناقب قطب المغرب وتاج مدينة فاس”؛ فمؤلفاته التي تم طبعها وصلت إلى عشرين كتابا بين التاريخ والفقه والحديث والنوازل الفقهية. كانت مجالسه العلمية بعد عودته من الشرق قل أن شهدت جامعة القرويين مثلها في كل المجالات التي كان يحاضر فيها؛ وعلى رأسها شرح مسند الإمام أحمد. كانت وفاته ستة أشهر بعد عودته من المشرق ودفن أولا في مدافن الكتانيين بقباب عدوة الأندلس، ثم نقل جثمانه إلى هذا الضريح فوق درب اللمطي في حومة الصفاح، والذي اشتراه من أجل دفنه أبناؤه وبعض تلامذته. كانت للإمام محمد بن جعفر الكتاني، الذي يتحدر من عائلة علماء ورثوا العلم أبا عن جد، مواقف مشرفة مع المقاومة الريفية بقيادة المجاهد محمد ابن عبد الكريم الخطابي، فقد كان محمد ابن جعر الكتاني يعرف بملاذ المجاهدين الريفيين.

تبقى عدوة الأندلس، وإن كانت لا تصل إلى صيت ومكانة عدوة القرويين التي حظيت باهتمام أكثر السلاطين الذين حكموا المغرب، مدينة يمثل اسمها وإلى اليوم تاريخ حقبة حضارية من أهم الحقب التاريخية لا الإسلامية فحسب بل الإنسانية والحضارية، تجربة دينية وثقافية كان عمرها زهاء ألف سنة.

#فاس #عدوة #الحنين #الأندلسي

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد