فرانسوا هولاند يتأسف لتقليص فرنسا تأشيرات المغاربة ويدعو إلى إحياء الشراكة مع دول المغرب
نشرت في:
في مقالة رأي نشرها على موقع صحيفة “لو فيغارو” يوم 7 أغسطس/آب 2022، أعرب الرئيس السابق فرانسوا هولاند عن أسفه من سياسة بلاده الخاصة بتقليص شديد للتأشيرات الممنوحة لمواطني المغرب العربي ودعا إلى إحياء شراكة مربحة للطرفين مع هذه المنطقة التي اعتبر أن لفرنسا مصيرا مشتركا معها مما يفرض عليها وعلى أوروبا الالتفات نحوها والاهتمام بالتحديات التي تواجهها خاصة في مثل هذا الوقت المضطرب دوليا.
وصف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند الروابط بين بلاده ودول المغرب العربي ب”العلاقات الاستثنائية” لما تحويه من مزيج مكوّن من تاريخ وجغرافيا وتبادلات شتى نتجت عن تيارات الهجرة التي “شكّلت فرنسا نفسها وربطت بين مجتمعاتنا بعيدا عن اللغة”.
ودعا هولاند في مقالته إلى التضامن والعمل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط معتبرا أن المنطقة “بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعميق هذه العلاقة وإعطائها معناها الكامل” بالنظر إلى “الاضطرابات الدولية وخاصة الحرب في أوكرانيا التي تؤثر بلا هوادة على الاقتصاد العالمي، متسببة في ارتفاع عامّ للأسعار يضغط على مستوى معيشة شعوب الضفتين.
فرانسوا هولاند: إني أشاطر الملك محمد الخامس رسالته
في هذا السياق أكّد الرئيس الفرنسي السابق أنه يشاطر الملك المغربي محمد السادس في الرسالة التي أراد تمريرها أثناء إلقائه خطاب عيد العرش، يوم 30 يوليو/تموز الماضي. وقال هولاند إنه ذكّر لمرات عديدة كلّما زار “الجزائر والمغرب وتونس” بأن “مصيرنا مشترك”.
ويرتكز هذا “المصير المشترك” على دعائم عدة ذكرها فرنسوا هولاند هي الطاقة والأمن والتنمية الاقتصادية والتغير المناخي والاستقرار في مناطق الساحل وغربي القارة الأفريقية.
فرانسوا هولاند: مصيرنا مشترك فيما يتعلق بمسائل الطاقة والدور الرئيسي للجزائر التي تضمن بحكمتها الإمداد السليم للسوق
فثمّن فرانسوا هولاند الدور الرئيسي الذي تلعبه الجزائر في مجال الطاقة و”التي تضمن بحكمتها الإمداد السليم للسوق”. وأشاد بمساعي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من أجل احترام الفرقاء في مالي لما يُعرف باتفاق الجزائر الخاص بالسلم والمصالحة بين الأطراف المتنازعة.
كما أعرب هولاند عن تقديره لجهود التونسيين الذين ما زالوا يعانون إلى يومنا هذا من عواقب “الفوضى الليبية” واستقبالهم لمنفيين ليبيين.
من جهة أخرى استنكر الرئيس السابق الاشتراكي الانقسامات حول الصحراء الغربية التي اعتبر أنها تشكل “عائقا في وجه التبادلات بين دولتين عظيمتين تفخران بما هما عليه وتتطلعان إلى العمل من أجل الصالح العام”.
“أفريقيا بأسرها تحتاج إلى مغرب مُزدهر وقوي لمواكبة التحولات الناجمة من تعاقب الأزمات الصحية والأمنية والبيئية” بحسب فرانسوا هولاند الذي يعني هنا المغرب العربي أو كما يُفضّل البعض تسميته بالمغرب الكبير.
وبالتالي ف”على فرنسا وأوروبا أن تفهما أن ما هو على المحك الآن هو سياسة متوسطية تُبنى على استثمارات ذات منفعة متبادلة وعلى ابتكارات إيكولوجية وشراكات متعددة في الصحة والتكوين والأبحاث وكذلك على التضامن السياسي مع احترام توجهات كل طرف”.
وحذّر هولاند من عدم مبالاة أوروبا بتحديات قارة سيبلغ عدد سكانها أكثر من 2 مليار نسمة بحلول عام 2050 مما قد يدفع “بتلك الدول الصديقة” إلى البحث عن شراكات أخرى.
واعتبر أنه “حان الوقت لإعادة إطلاق الشراكة مع المغرب العربي بأسره وطرح جميع المواضيع التي يمكن أن تبعدنا عن بعض وتوطيد كل ما يجمعنا حتى نتمكن من الانتقال إلى مرحلة جديدة وبسرعة”. ولذا ف”يجب على فرنسا أن تبدي استعدادها”.
وذكّر فرانسوا هولاند أن بلاده سبق وأن شهدت اختلافات في وجهات النظر مع دول المغرب ولكنها تمكنت دائما من تخطيها، لأن ما يجمعها بهذه الدول أمور أساسية تتجاوز نقاط الخلاف.
فرانسوا هولاند: يؤسفني أكثر قرار السلطات الفرنسية بتخفيض شديد لعدد التأشيرات التي كانت تُمنح لأشخاص مرتبطين بثقافتنا وبلدنا بشكل كبير. هذه الطريقة تؤذي بلاد داعٍ، دون أن تكون فعالة في السيطرة على الهجرة غير الشرعية
في هذا السياق أعرب الرئيس السابق عن أسفه من قرار السلطات الفرنسية تطبيق تخفيض شديد لعدد التأشيرات التي كانت تُمنح لأشخاص تصل بينهم وبين فرنسا روابط ثقافية عميقة.
واعتبر أن “هذه الطريقة تؤذي بلاد داعٍ، دون أن تكون فعالة في السيطرة على الهجرة غير الشرعية”.
يُذكر أن فرنسا كانت قرّرت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين والمغاربة بنسبة 50% وللتونسيين بنسبة 30%، مُبررة ذلك برفض سلطات بلدانهم استعادة رعاياها من المهاجرين غير الشرعيين الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل من على التراب الفرنسي.
#فرانسوا #هولاند #يتأسف #لتقليص #فرنسا #تأشيرات #المغاربة #ويدعو #إلى #إحياء #الشراكة #مع #دول #المغرب
تابعوا Tunisactus على Google News