فرّقوني عن أخي في لامبيدوزا لأنني قاصر.. هو وصل إلى بريطانيا وأنا عالق في إيطاليا
*داني، قاصر من السودان، يتدبر أمره في مدينة فينتيميليا الإيطالية على الحدود مع فرنسا، بانتظار إيجاد طريقة للوصول إلى بريطانيا حيث سبقه أخوه. الشقيقان وصلا إلى جزيرة لامبيدوزا منذ نحو شهر وفرقتهما السلطات في إيطاليا كونه قاصر.
رنا الدياب، موفدة مهاجرنيوز إلى الحدود الفرنسية الإيطاليةلم يبتسم داني ولا مرة رغم أنه صاحب فريق مهاجر نيوز في أماكن مختلفة من مدينة فينتيميليا الإيطالية الحدودية مع فرنسا. هو طفل بجسد ضخم، عيناه تملؤهما القسوة رغم استجابته الطفولية لكل ما يُطلب منه أو يدور من حوله. يروي قصته وهو جالس على قطعة خشبية على الشاطئ قرب مطعم مطل على البحر يلجأ إليه الكثير من المهاجرين مساء بعد إغلاقه.داني، قاصر من السودان، وصل إلى لامبيدوزا في 29 آب/أغسطس مع أخيه الذي قاد قارب الرحلة من تونس إلى إيطاليا قاطعا البحر المتوسط. فرقتهما السلطات عن بعضهما لأنه قاصر. وتمكن أخاه من الوصول إلى بريطانيا “في حين أنهم نقلوني إلى سيسيليا ونقلوا أخي إلى مدينة أخرى. هناك لم أتمكن من التحرك لأنه ليس لدي المال، انتظرت 10 أيام حتى أعطوني 25 يورو، خرجت من سيسيليا إلى ميلانو إلى روما ثم إلى فينتيميليا”.ويسهب “عمري 17 عاما، وأنا حاليا بدون هاتف، منذ شهر أحاول العبور ويعيدونني. حاولت مشيا وبالقطار وبالشاحنة، وحتى حاولت من تورينو عن طريق سويسرا، في كل المرات أعادوني. أخي عليه أن يأتي إلى إيطاليا لأنه بصم في لامبيدوزا ولأن بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي، لكن لا أستطيع التواصل معه، أعيش هكذا، دون اتصال”.أثناء حديث داني، وصل ثلاثة مراهقين إلى الشاطئ، ابتعدوا عن الأعين وخلعوا ملابسهم وفركوا أجسادهم بالصابون، واستحموا بماء البحر ثم جلسوا على الشاطئ يتنشفون بأشعة الشمس.”لم أعد أستطيع حمل أشياء ثقيلة”يكمل داني، الذي يلبس سترة شتوية رغم الطقس الحار، “خرجنا من السودان بسبب الحرب، أنا من الخرطوم وأهلي نزحوا إلى جنوب السودان. نحن ثلاثة صبيان وأربع بنات. فقط أنا وأخي أصبحنا في أوروبا. أتينا عبر طرق التهريب من ليبيا ثم إلى تونس، بقينا شهرا كاملا في محاولة الدخول لتونس وكسرت يدي هناك، لم أعد أستطع حمل أشياء ثقيلة”.يكمل مشيرا إلى معصمه المنتفخ “تونس صعبة جدا، ولا يوجد عمل. كنا نأكل هناك أحيانا وأحيانا كثيرة نمضي أوقاتنا بدون أي طعام. الخبز ليس متوفرا دائما. لا أعرف كثيرا أخبار أهلي، أحيانا يساعدني من حولي قليلا بالتواصل ولكن أحيانا أبقى أسبوعا كاملا بدون تواصل. هنا كل شخص يعيش لنفسه. ولا أملك أي مال لشراء هاتف”.ويضيف “كنت أعمل في السودان في غسيل السيارات، عملت في البناء. هنا على الأقل لا أحد يضربني. يعطونني وجبة لكن صغيرة، لا تشبعني”.هاتان الخيمتان لـ”أنقذوا الطفل” المتواجدتان في مقر “كاريتاس” في المدينة الحدودية الإيطالية توفر من خلالهما المنظمة مساحة للعناية خصوصا بشؤون الأطفال غير المصحوبين والنساء وأطفالهن. توفران الحاجات الأساسية كالطعام وتبديل الملابس والاستحمام.خيمتا “أنقذوا الطفل” في مبنى “كاريتاس”. موفدتا مهاجر نيوز رنا الدياب ومايا كورتوا إلى فينتيميليا المدينة الحدودية في إيطاليا.لكن فعليا الخيمتان ليستا سوى مساحة صغيرة جدا وغالبا ما يملؤها الأطفال الصغار والنساء، والكثير من المراهقين يتناثرون في المدينة حالهم كحال البالغين الآخرين.تحدث مراهقون من السودان كانوا قد تجمعوا أمام مدخل “كاريتاس” بانتظار حصولهم على الملابس عما تعرضوا له في رحلاتهم للوصول إلى إيطاليا. وقالوا “إن الفترة كانت سيئة، خصوصا الماء، كان صعبا أن نشرب الماء، عشنا بين أشجار الزيتون في تونس، لم نر المهرب إلا يوم الرحلة. كنا على متن قارب فيه 47 مهاجرا انطلق من صفاقس. خرجنا من السودان بسبب الحرب، أهلنا بقوا هناك. نحن من دارفور، وصلنا البارحة، وزعونا على مدن إيطالية أخرى. نريد الذهاب إلى فرنسا ومن ثم إلى بريطانيا، نفضل ذلك بسبب اللغة. تناولنا الطعام صباحا هنا وعدنا من أجل الملابس، نحتاج إلى ملابس جديدة. سجلونا أكبر من عمرنا. سننام تحت الجسر على الكراتين”.ومن اللافت وجود علم السودان في الأماكن المختلفة حيث يترك فيها المهاجرون رسومات، وتؤكد سيلفيا دوناتو منسقة “أنقذوا الطفل” في منظمة “كاريتاس” أنه “في الأسابيع الأخيرة، هناك الكثير من القصر غير المصحوبين أتوا من السودان”.علم السودان معلق على قماش خيمة “أنقذوا الطفل”، وعليه كتابات خطها طفل مر سابقا في “كاريتاس”. موفدتا مهاجر نيوز رنا الدياب ومايا كورتوا إلى مدينة فينتيميليا الإيطالية.ووصل إلى إيطاليا أكثر من 12 ألف قاصر منذ مطلع العام. وتعهدت اليونيسف بالتعاون من أجل توفير الحماية والدعم الاجتماعي لهم.وتدين منظمات إعادة فرنسا لقصر بعد دخولهم أراضيها معتبرة أن هذا مخالف لقوانين الاتحاد الأوروبي.*تم تغيير الاسم بناء على طلب اليافع
#فرقوني #عن #أخي #في #لامبيدوزا #لأنني #قاصر. #هو #وصل #إلى #بريطانيا #وأنا #عالق #في #إيطاليا
تابعوا Tunisactus على Google News