في عاصمة العلوش..أسعار الاضاحي غير معلومة والمستهلك يرفض المجازفة
لا حديث قبل حوالي ثلاثة أسابيع من عيد الاضحى في سيدي بوزيد الا عن بورصة العلوش و عن إمكانية الارتفاع المرتقب للأسعار في ظل نقص العرض و إرتفاع كلفة التربية بعد الغلاء المشط في أسعار الاعلاف و نقص المراعي أو إمكانية الانحدار المرتقب للأسعار في ظل وفرة الاضاحي عند المربين و المقدرة هذه السنة حسب الجهات الفلاحية الرسمية بحوالي مليون و اربعمائة الف راس ( 1400000 رأس ) على مستوى وطني و 313 الف راس على مستوى جهوي ( 263 الف راس معدة للبيع في مختلف الأسواق و الجهات التونسية و 50 الف راس معدة للبيع والاستهلاك داخل ولاية سيدي بوزيد ) * بسبب الأعلاف ” شطت ” الأسعار موزاييك في سيدي بوزيد تحدثت في ظروف و بورصة العلوش مع الفلاحين و ” القشارة ” و عدد من المستهلكين و الجهات ذات العلاقة بالقطاع و حسب المعطيات المتوفرة فأن الأسعار مشطة و مرشحة للارتفاع شأنها في ذلك شأن السنوات الماضية و لعل السبب الرئيسي في ذلك هو طول فترة انحباس الأمطار على مدار الموسم الفلاحي المنقضى ليكون له تأثير مباشر على سعر علوش العيد خاصة تزامنا مع الارتفاع المشط في أسعار العلف مثلما اكده حسناوي العياري ( فلاح و مربي أغنام بمنطقة الأحواز بسيدي بوزيد ) حيث شدد على أن غلاء العلف يعد سببا رئيسيا لإمكانية غلاء ثمن العلوش هذه السنة و قال أن ” شكارة الشعير ” أصبحت في حدود ال 55 دينارا فيما بلغ قنطار ” النخالة” حوالي 35 دينارا حسب ما هو متوفر في ما يسمى ب ” السوق السوداء ” فضلا عن الارتفاع المذهل في أسعار الأدوية و غيرها من اليد العاملة ( تهيئة و تنظيف الزرابي و تشريب المواشي …) لذلك ستكون اسعار الاضاحي مرتفعة و مرتفعة جدا، حسب تقديره. * إمكانية العزوف أما جمال الحميدي و هو تاجر و قشار فقد أشار الى أن إرتفاع ثمن شراء العلوش في البداية ( فترة ما قبل التسمين و التحضير ) و التثقيلات الإضافية المتاتية من الأعلاف و الادوية و اليد العاملة و غيرها سيكونان وراء عزوف القشارة عن شراء إعداد هامة من ” العلوش ” بهدف تربيته و تسمينه ثم بيعه قبل العيد خوفا من عدم تحقيق أرباح معتبرة و خوفا من الخسارة و بهذه الفرضية يعتقد الحميدي أن الفلاح سيكون المستفيد الوحيد متى يهرب القشارة و “يعزفون ” عن ارتياد السوق للقيام بالشراءات اللازمة من الاضحية لاعادة بيعها ثانية بعد تسمينها * ” الكورونا ” سبب رئيسي في حجب السعر الحقيقي للأضاحي من جهة اخرى أكد عدد من المستهلكين ممن تحدثنا معهم عن ظروف ما قبل عيد الاضحى أن بورصة الأضاحي بولاية سيدي بوزيد غير معلومة بسبب اختلال العرض والطلب نتيجة وباء كورونا المستجد و تعليق الأسواق الأسبوعية و منع الانتصاب ب ” رحب ” الماشية و الفضاءات المعدة لذلك كما لا تزال الأعداد و الأسعار الحقيقية للقطيع المعد للعيد غير معلومة و هي فرضية اخرى تؤكد أن مربي الماشية هم أصحاب القرار و بامكانهم أن يتحكموا في الأسعار و لا يفرطون في قطيعهم الا بما يضمن لهم ارباحا منشودة * الأسعار الرائجة مرتفعة و ” البركوس البرقي ” سيد الاضاحي ما يجب أن يعلمه الجميع أن عدد مربي الخرفان و الأضاحي و خصوصا العلوش في مختلف مناطق سيدي بوزيد هام ( معتمدية جلمة نموذجا إذ يتوفر بها حوالي 120 الف راس من الاضحية ) رغم عزوف البعض منهم بفضل ما اكتسبته الجهة من سمعة جيدة في تربية الماشية عموما و الأغنام خصوصا ما بوأها أن تكون ” عاصمة” العلوش ليؤمها في الحالات العادية و الطبيعية التجار و المواطنون من مختلف أنحاء البلاد و خاصة من الجهات الساحلية ( سوسة وصفاقس و المنستير و المهدية ) و العاصمة فضلا عن بقية الزوار و القادمين إليها من مختلف المناطق الريفية التابعة للجهة والجهات المجاورة. و رغم تعليق الانتصاب في الأسواق الأسبوعية و الرحب بالاضاحي فان اعدادا هامة من المستهلكين يصرون على تأمين عيدهم و عدم الإنتظار به الى آخر وقت عكس السنوات الفارطة و ذلك خشية من مزيد تفشي العدوى بفيروس كورونا المستجد و ما يروّج عن إمكانية التمديد في تعليق الأسواق المعدة لذلك و ما يمكن أن ينتج عنه من نقص في العرض. لذلك اختارت موزاييك ان تقوم بزيارة ميدانية لعدد من مربي الأغنام لمعاينة القطيع المعد للبيع و الاطلاع على الأسعار المتداولة حاليا فكان ” البركوس البرقي ” و الأكباش من ذات الفصيلة متوفر بإعداد هامة و أما عن صنف العلوش فإنه محدود لذلك بدت أسعارها مرتفعة و تتراوح ما بين 650 و 800 دينار نتيجة تفاقم المصاريف و ارتفاع كلفة إنتاج الخرفان ذات الأحجام الثقيلة و في هذا الإطار يقول المربي حسناوي العياري أن الأسعار التي تباع بها الخرفان حاليا تعد رحيمة لأنها لم تتجاوز اقصاها الى حدّ الآن 800 دينار و هي مرشحة للإرتفاع خلال الأيام القليلة القادمة بحكم التثقيلات و النفقات الإضافية التي تتزايد يوما بعد يوم و عدم وجود الأضاحي من الأحجام الصغيرة و الخفيفة كما أن إمكانية الإختيار ستكون محدودة نظرا لتقارب أحجام و أسعار الاضاحي المتوفرة و قال ان أسعار اللحوم ما بعد عيد الأضحى المبارك ستشهد ارتفاعا كبيرا و هاما لقلة توفر السلع خاصة بعد ان كان حجم الخسارة على الفلاحين ثقيلا جدا بسبب ” اللوبيات ” و الدخلاء على القطاع الذين اجتمعوا على تدمير الفلاح و كسر عضامه … * قبل ان تصبح عملية الإختيار صعبة! و في ذات السياق بيّن عبد الرزاق أحد المستهلكين أنه تحول إلى أحد كبار مربي الاضاحي بمنطقة ” التوامى ” التابعة لمعتمدية سيدي بوزيد الشرقية لإقتناء أضحيته في هذه الأيام و من الحجم المتوسط قبل أن ترتفع الأثمان و تصبح عملية الإختيار عسيرة كما بين أنه سيواصل الإشراف على تربية خروفه بنفسه و سيتولى الإنفاق عليه بقية الأيام و مراقبته قبل الدخول في دوامة التلاعب بالأسعار و غيرها و بيّن أن الأسعار هذه الأيام مازالت في المتناول حيث أنه اشترى خروفه ب 420 دينارا فقط و هو يعدّ ” علوشا ” جيدا لذلك فهو ينصح أصدقاءه المستهلكين بالإسراع لإقتناء و اشتراء أضحيتهم قبل فوات الفرصة و قبل حدوث الإكتظاظ الشديد في أسواق و بطاحي الحيوانات اذا تم تفعيلها في ظل ازمة الكورونا بالجهة * التعامل مع المنتجين في هذه الظروف افضل و في حيينا اكد أحد معارفنا و يدعى فتحي بوزيدي أن احد جيرانه اشترى اضحيته من أحد المربين الذين يعرفهم ب 550 دينار فقط و اعتبره فرصة ثمينة غير أنه أعاب على نفسه التأخير في موعد اشتراء خروفه الذي تعود اقتناءه منذ حلول شهر رمضان من كل سنة لكن ظروفا عديدة حالت دون ذلك و بين البوزيدي أن كل تأخير في الشراء يكلف المستهلك مبالغ إضافية كما أنه لا يحبذ اشتراء الخرفان وما شابهها من الوسطاء أو “القشارة” لأنهم يرفعون دائما في الأسعار و لا يراعون القدرة الشرائية للمواطن كما لا يقدرون ظروف و معاناة الفلاحين أو المربين و اعتبر أن أفضل و سيلة للتعامل مع مثل هذه الأشياء لا تكون إلا مع المنتجين بصفة مباشرة * الحذر واجب و لابد من عدم التعامل مع التجار الدخلاء و نيابة عن التجار فقد ذكر صلاح الدين الغانمي ( تاجر أغنام ) أن بورصة العلوش هذه السنة ستكون ساخنة في الأسواق خلال ما تبقى من الزمن و في قيام الأسواق الاسبوعية منها و اليومية في حال تفعيلها و قيامها و ستكون كل الاضاحي من الأحجام الثقيلة لذلك فإن أثمانها ستكون ثقيلة على المستهلك لذلك فإنه يوصي بملازمة الحذر و معرفة أحوال السوق و إمكانيات المواطن حتى لا يغرق التاجر في ما يسمى بوفرة العرض و محدودية الطلب خصوصا و قال ” ان تجار المدن الكبرى صاروا ينقلون البضاعة الى جهاتهم بأنفسهم و لا ينتظرون تحولنا نحن كتجار الى مناطق ” نفوذهم ” و أوصى صلاح الدين كل المستهلكين بعدم التعامل مع التجار الدخلاء الذين شوّهوا القطاع باعتمادهم عديد الطرق التي تضخم الخرفان من جرّاء استهلاك مفرط في الماء باستعمال كميات إضافية من الملح في المواد العلفية و الاستعمال المفرط لأدوية أخرى معدة للتسمين ” * الاضاحي سليمة و لا خوف على المستهلكين و من جهته اكد محمد حمدوني رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد لموزاييك أن الخرفان المعدة للاضحية لهذه السنة و المتوفرة بمختلف مناطق الانتاج في سيدي بوزيد سليمة و خالية من الأمراض و التشوهات و لا خوف على المستهلكين منها * محمد صالح غانمي
تابعوا Tunisactus على Google News