“قدر”.. فيلم يرصد مآسي الفقر والتهميش في تونس (خاص)

احتضنت قاعة الكوليزي وسط العاصمة تونس الفيلم الروائي الطويل” قدر” للمخرجة التونسية إيمان بن حسين، في عرضه الأول.

والفيلم من بطولة الممثلة اللبنانية تقلا شمعون والتونسيين مهذب الرميلي ووجيهة الجندوبي ومعز القديري ورابعة السافي ويونس الفارحي ويوسف القبلاوي ومحمد الداهش ورياض حمدي.

ومن المقرر أن يجول هذا الفيلم المهرجانات السينمائية العربية والدولية بعد طرحه بقاعات السينما في تونس.

ويعالج الفيلم العديد من القضايا الاجتماعية ومن بينها العنف المسلط على الأطفال والوصم الاجتماعي وغياب الأساليب البيداغوجية في التعامل مع انحرافات الأطفال والفقر والتهميش.

تطرق الفيلم أيضا إلى الوضع السياسي وإلى غرف صناعة الحكم وما تخفيه من مؤامرات ودسائس وما تخلف من مآسٍ وتراجيديا.

يروي فيلم “قدر” على امتداد 100 دقيقة قصة طفل عانى منذ طفولته من الفقر وتنشئة اجتماعية جمعت بين سوء معاملة الوالدين والمربين معه.

هذا الطفل يصبح بعد سنوات طبيب تشريح وأداة في يد عصابة تعمل ضمن شبكة سرية في إدارة الحكم وحياكة الدسائس بهدف تطويع النظام لخدمة قوى خارجية.

هذا الطبيب يواجه صراعات مع الماضي الذي نشأ فيه وخلف له أحزانا وآلاما وكرها بداخله، ليدخل في دوامة التسلط والتعذيب المادي والنفسي وينخرط في جرائم ومأساة التحكم في الشعوب الفقيرة.

وكانت تقنية العودة للبدايات (الفلاش باك) تتراوح بين أحداث الحاضر وصور الماضي لإبراز الحالة النفسية للشخصيات ورحلة القدر في أن الإنسان وليد البيئة التي عاش فيها.

تقلا شمعون.. بطلة

وقالت الممثلة اللبنانية تقلا شمعون إنها اللبنانية الوحيدة الموجودة بالفيلم وأنها سعيدة جدا بالمشاركة في فيلم تونسي كبطلة، مؤكدة أن تجربتها الأولى في السينما التونسية كانت حلما وتحقق.

وأكدت في تصريحات لـ”العين الاخبارية” بعد عرض الفيلم في تونس: “يتمثل دوري في الجلاد الذي يصنع الشرّ.. وفي الوقت نفسه الضحية التي تعرّضت للشرّ”.

وتابعت قائلة إن “الفيلم مستوحى من أحداث واقعية، ويتحدث عن جهات خفية تصنع قدر الشعوب الفقيرة ما جعلني أتحمس لهذا الدور”.

وأكدت أن الفن له مسؤولية تاريخية ووطنية لذلك يجب أم يغوص في العمق لتعرية الواقع والنهوض به.

من جهته، أكد الممثل التونسي مهذب الرميلي أن دوره في الفيلم هو تجسيد للطفل الذي يعد نتاج التنشئة الاجتماعية في العائلة والشارع والمنظومة التعليمية والتربوية وكذلك انعكاس للمنظومة التي تحكم البلاد.

وأكد في تصريحات لـ”العين الاخبارية” أنه تقمص دور طبيب التشريح في الفيلم الذي يعمل ضمن شبكة سرية في إدارة دواليب الحكم وحياكة الدسائس موضحا أنه هو أداة تنفيذ فقط.

وأوضح أن “المساءلة الحقيقية يجب أن تكون حول صناعة القدر الذي نحن من نصنعه بأنفسنا وبأيادينا”.