قد تنقذ الكوكب من المجاعة.. ماذا نعرف عن اللحوم المزروعة في المختبر؟ | التلفزيون العربي
اللحوم المزروعة في المختبر، والتي يمكن الإشارة إليها أيضًا باللحوم المستنبتة، هي لحوم حقيقية تنمو مباشرة من الخلايا الحيوانية.
وينقل موقع “لايف سينس” عن إريك شوزل، نائب رئيس المنتجات والتنظيم في شركة “أبسايد فودز” قوله: “إن هذه المنتجات هي لحوم حقيقية، مصنوعة دون الحاجة إلى تربية الحيوانات وذبحها”.
أول شريحة لحم “همبرغر” مزروعة
وقد صنعت القطعة الأولى من اللحوم المزروعة في المختبر في عام 2013 حيث قدم فريق من جامعة ماستريخت أول شريحة لحم “همبرغر” منتجة من الخلايا الجذعية للأبقار. وفي ذلك الوقت، كلف إنشاء تلك اللحمة أكثر من 300 ألف دولار. وبعد عامين فقط، تمكّن الباحثون من خفض التكلفة إلى 11.36 دولارًا.
ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، سيتجاوز عدد سكان العالم 9.1 مليار بحلول عام 2050، وحينها لن تتمكن النظم الزراعية من توفير ما يكفي من الغذاء لإطعام الجميع. لكن اللحوم المزروعة في المختبر قد تساعد في ملء هذا الفراغ.
كيف تزرع اللحوم؟
وفقًا للباحثين في مجلة الزراعة التكاملية، يتم تصنيع اللحوم المزروعة في المختبر باستخدام تقنية عمرها أكثر من 100 عام لنمو الأنسجة العضلية في المختبر.
ويقول شوزل من شركة “أبسايد فودز”: “تشبه عملية صنع اللحوم المزروعة تخمير الجعة، حيث إنها عملية زراعة خلايا صناعية تعتمد على تقنية التخمير المحفورة جيدًا”. ويضيف: “بدلاً من زراعة الخميرة أو البكتيريا، نزرع الخلايا الحيوانية. نأخذ كمية صغيرة من الخلايا من حيوانات ذات جودة عالية، مثل بقرة أو دجاجة”.
وبعد ذلك، توضع الخلايا في بيئة نظيفة ومنضبطة وتوفر لها العناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجها للتكاثر بشكل طبيعي، بحسب شوزل. وقال: “يمكننا إعادة إنشاء الظروف الموجودة بشكل طبيعي داخل جسم الحيوان بحيث يمكن للخلايا أن تستمر في النمو. وبمجرد أن يصبح اللحم جاهزًا، نقوم بحصاده ومعالجته مثل منتجات اللحوم التقليدية، ثم نقوم بتغليفه أو طهيه أو تحضيره للاستهلاك”.
هل هي أكثر استدامة؟
تؤثر تربية الماشية على البيئة بشكل كبير. وتقول منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن إجمالي الانبعاثات من الثروة الحيوانية العالمية تمثل 14.5% من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وتمثل تربية الماشية من أجل لحوم البقر والحليب حوالي 65% من انبعاثات قطاع الثروة الحيوانية.
وبحسب “لايف سينس”، تشير الأبحاث إلى أن إنتاج كيلوغرام واحد من اللحم البقري يتطلب 15،414 لترًا من الماء في المتوسط، بينما يستخدم ما يقرب من 80% من الأراضي الزراعية في العالم لإنتاج لحوم البقر، وفقًا لمقال نشرته “جامعة أكسفورد عالمنافي بيانات”
ويعتبر البعض أن خفض الانبعاثات هو أحد أكبر المزايا المحتملة للحوم المستزرعة مقارنة بأنظمة الثروة الحيوانية التقليدية.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2019 في مجلة البحث العلمي، “يمكن أن يساعد استبدال اللحوم المنتجة تقليديًا باللحوم المستنبتة في التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. فبدلاً من استخدام مساحة أكبر للمحاصيل الزراعية اللازمة لتربية الماشية، يمكن إطلاق مساحات كبيرة وإعادة تطويرها أو استخدامها لأغراض أخرى، مثل احتجاز الكربون.
وأظهرت دراسة مقارنة أجريت عام 2011 في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا، أنه “مقارنة باللحوم الأوروبية المنتجة تقليديًا، فاللحوم المستزرعة تستخدم ما يقرب من 7% إلى 45% أقل من الطاقة، وتخفض انبعاثات غازات الفيئة بنسبة تصل إلى 96%. كما تقلل استخدام الأراضي بنسبة 99%، وتستخدم المياه بنسبة أقل بـ96%”.
ما هي فوائدها الصحية؟
وحول الفوائد الصحية للحوم المزروعة في المختبر مقارنة باللحوم التقليدية، أفاد الباحثون في مجلة البحث العلمي إن “هذا يرجع إلى قدرة التكنولوجيا على تعديل ملف تعريف الأحماض الأمينية والدهون الأساسية، وإثرائها بالفيتامينات والمعادن والمركبات النشطة بيولوجيًا”.
توافق غريس ديروشا ، المتحدثة الوطنية باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية (يفتح في علامة تبويب جديدة). وتقول: “يجب إجراء المزيد من الأبحاث ، ولكن يمكن أن تكون أكثر صحة على المدى الطويل”. يلعب عامل التحكم دوره ، مما يعني أن اللحوم المزروعة في المختبر سيتم إنشاؤها في بيئة معقمة مقابل عمليات تغذية الحيوانات المركزة.
وبحسب المتحدثة باسم أكاديمية وعلم التغذية الأميركية، غريس ديروشا، تحتوي اللحوم المزروعة في المختبر على عدد أقل من المضادات الحيوية والآثار البيئية. كما يمكن للعلم في المستقبل أن يغير ويتحكم في كمية الدهون أو تقليل الكوليسترول أو حتى إضافة دهون صحية للقلب بدلاً من ذلك.
هل هي لحوم نباتية؟
ومن الناحية الفنية، اللحوم المزروعة في المختبر ليست نباتية. فلكي يتم تصنيف المنتج على أنه مناسب لنظام غذائي نباتي، يجب ألا يحتوي على منتجات حيوانية أو منتجات ثانوية ولا يمكن اختباره على الحيوانات. لكن إنتاج اللحوم المزروعة في المختبر يحصل من خلال زراعة خلايا حيوانية مأخوذة من حيوانات طبيعية عالية الجودة.
ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فحتى سبتمبر/ أيلول 2022، لا توجد منتجات غذائية مصنوعة من خلايا حيوانية مستزرعة متاحة للشراء في السوق الأميركية حاليًا. لكن هذا لا يعني أنه لن يكون هناك في المستقبل القريب.
يقول متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء: “يعمل المصنعون عمومًا على إنتاج كميات كبيرة من اللحوم بما يكفي لتسعيرها بشكل تنافسي”.
كما سيتعين على المصنّعين التأكد من أن لحومهم المزروعة تلبي قائمة صارمة من المعايير، بما في ذلك متطلبات السلامة ووضع العلامات الدقيقة مثل جميع المنتجات الغذائية الأخرى التي تنظمها إدارة الغذاء والدواء ووزارة الزراعة الأميركية، حتى يتم وضع منتجاتهم على المتاجر.
ولا تعد اللحوم المزروعة الخيار الوحيد لاستبدال اللحوم اللتقليدية، حيث وجد العلماء أنه يمكن تحويل الحشرات إلى نكهات شبيهة باللحوم، مما قد يساعد على توفير بديل للحوم التقليدية، بحسب صحيفة “الغارديان”.
وقد أشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن الحشرات، التي يمكن تربيتها في مساحات صغيرة بأعداد كبيرة، مع جزء بسيط من اللحوم التقليدية، قد تكون مصدر بروتين قيم محتمل لإطعام عدد متزايد من سكان العالم.
لكن الباحث في مجال البيئة والتنمية المستدامة، عامر الجريدي استبعد في حديث سابق إلى “العربي” من تونس أن تكون الحشرات مثابة حل لانعدام الأمن الغذائي.
وقال الجريدي: “إن ما تتعود عليه المجتمعات في بيئتها المحلية هو ما يجب البناء عليه، فبعض الخبراء يجدون أن الحشرات ممكن أن تكون غذاء المستقبل وهو ما قد تقبل به شعوب أو يتماشى مع بعضها فقط”. موضحًا أن عدة عوامل قد تحول دون إدخال الحشرات كثقافة غذائية ومنها المخاوف الصحية، فقد تحمل الحشرات فيروسات مثل فيروس كورونا.
#قد #تنقذ #الكوكب #من #المجاعة. #ماذا #نعرف #عن #اللحوم #المزروعة #في #المختبر #التلفزيون #العربي
تابعوا Tunisactus على Google News