قراءة في الصحف الفرنسية – لوفيغارو: الاستحقاق الرئاسي الليبي عامل تفرقة أكثر منه جامعا للبلاد
نشرت في:
الصحف الفرنسية افردت حيزا هاما للعالم العربي ونقرأ فيها تحقيقا يكشف تجسس السعودية على محققي الأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الانسان في حرب اليمن وكذلك عن أزمات عدة منها ازمة السودان وليبيا وتونس.
السعودية تجسست على المحققين الدوليين بحرب اليمن
قراءتنا للصحف الفرنسية الصادرة اليوم نستهلها بمعلومات جديدة كشفتها “لوموند” عن استخدام السعودية لبرنامج التجسس الإسرائيلي الصنع “بيغاسوس” للاضطلاع على محتويات هاتف كامل جندوبي، وهو حقوقي تونسي ووزير سابق عين في كانون الأول/ ديسمبر 2017 رئيسا لمحققي الأمم المتحدة بشأن حرب اليمن. يومها كان الجندوبي وفريقه يستعدون لنشر تقريرهم الثاني عن هذا النزاع وقد “حملوا فيه الحكومة اليمينة ودولتي الامارات والسعودية وكذلك الحوثيين مسؤولية جرائم الحرب المرتكبة في اليمن والانتهاكات الأخرى التي تستخف كليا” يقول التقرير “بآلام المدنيين”.
للسعودية يد في إنهاء التحقيق الدولي
وتشير “لوموند” الى ان “فريق الخبراء الدوليين المكلفين بالتحقيق حول حرب اليمن تعرض لضغوطات عدة منها المالية والسياسية والديبلوماسية وذلك الى حين إنهاء مهامه في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي”. وقد اعتبر كاتب المقال “مجيد زروقي” انه “كان للسعودية اليد الطولى في قرار الإنهاء هذا من خلال “تأمينها” بين مزدوجين أصوات بعض الدول الافريقية والإسلامية” وقد لفتت “لوموند” أيضا الى ان “التحقيق اثبت خلافا لما تدعيه NSO الشركة الإسرائيلية المنتجة لبيغاسوس، أن برنامجها للتجسس الرقمي لم يستخدم لمكافحة الإرهاب والجريمة بل لأغراض سياسية.”
“الحرب النظيفة” لواشنطن قتلت آلاف المدنيين ولا من محاسب
في “لوفيغارو” نقرأ استعادة لتحقيق نشرته صحيفة “نيويوك تايمز” الأميركية عن سقوط آلاف المدنيين في الضربات الجوية الأميركية على سوريا والعراق وأفغانستان. تحقيق “نيويورك تايمز” يستند الى تقارير وزارة الدفاع الأميركية وقد خلص الى ان “%62 من الضربات الجوية وليس %27 كما اقر البنتاغون تسببت بمقتل آلاف المدنيين من بينهم أطفال ما بين2014 و2018.” كاتب المقال “عزمت خان” اعتبر ان “تحقيقه يشكل ضربة لمقولة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حول “الحرب النظيفة” وكشف “فشلا في تحديد وجود مدنيين وفي تقصي الحقائق على الأرض وأيضا في استخلاص العبر من الأخطاء عدا عن الفشل بالمسائلة والمحاسبة”.
الفوضى الليبية للأسف لم تنته
“الفوضى الليبية للأسف لم تنته” عنوان مقال نشرته “لوفيغارو” في صفحة الرأي. كاتب المقال “رينو جيرار” خلص الى ان “الغرب في ليبيا يعيد اكتشاف قاعدة فولاذية وهي ان الدولة القوية المحترمة هي التي تتيح قيام انتخابات ديمقراطية وليس العكس”. هل تشكل الانتخابات الرئاسية التي لا نعلم بعد إذا كانت ستجري فعلا، حلا للأزمة الليبية” تساءل “جيرار”.
ليبيا: الاستحقاق الرئاسي عامل تفرقة أكثر منه جامعا للبلاد
وقد اعتبر “الاستحقاق الرئاسي عامل تفرقة أكثر منه جامعا للبلاد” على أساس ان “لا أحد من بين المرشحين الذين تجاوزت اعدادهم التسعين مرشحا يملك” بحسب الكاتب في صحيفة “لوفيغارو”، “ما يكفي من احترام ووقار ليمثل البلاد بأكملها”. “رينو جيرار” لفت أيضا الى “سذاجة الغرب حين يظن ان الديمقراطية الانتخابية كافية لضمان تقدم ليبيا وهو ما اثبتته تجارب الاميركيين في العراق وأفغانستان” كتبت “لوفيغارو”.
عن شعور العداء لفرنسا في منطقة الساحل الافريقي
اما “لوموند” فإننا نقرأ في صفحة الرأي فيها مقالا للباحث في مركز الدراسات الافريقية في جامعة لايدن الهولندية “رحمان ايدريسا” عن “تصاعد الشعور بالعداء لفرنسا في منطقة الساحل الافريقي” وقد اعتبر “ايدريسا” ان “السبب هو فشل عملية برخان في مكافحة الجهاديين بالتزامن مع استمرار ذاكرة سياسة فرنسا النيو استعمارية التي ظلت قائمة حتى تسعينيات القرن الماضي” كتب “يدريسا”. وفي “لوموند” أيضا تحقيق عن “القمع العنيف التي جوبهت به التظاهرات المليونية ضد الانقلاب العسكري في السودان”.
انجراف قيس السعيد نحو مزيد من الاستبداد
“لي “زيكو” خصصت مقالا ل”انجراف الرئيس التونسي قيس السعيد نحو مزيد من الاستبداد”. وقد لفتت كاتبة المقال “لورا-ماي غافيريو” الى ان “الرجل الذي يعتبر نفسه مخلص التونسيين لم يقدم ورقة طريق لإخراج البلاد من ازمتها المعيشية والصحية بل امعن بخطاب شعبوي حاقد على من يعتبرهم اغنياء من موظفين وقضاة أي الطبقة المتوسطة” تقول “لي زيكو” التي اخذت على الرئيس التونسي “موجة الاعتقالات التي طالت منتقديه في حين ان وعوده بالاقتصاص من الفاسدين من حركة النهضة ظلت حبرا على ورق كتبت “لي زيكو” التي لم ترى في “قيس السعيد سدا بوجه الإسلاميين بل ممثلا لفكرهم المحافظ عدا عن ارتكازه على قاعدتهم الشعبية”.
#قراءة #في #الصحف #الفرنسية #لوفيغارو #الاستحقاق #الرئاسي #الليبي #عامل #تفرقة #أكثر #منه #جامعا #للبلاد
تابعوا Tunisactus على Google News