- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

قيس سعيد في القاهرة.. زيارة أقلقت منام الجماعة الإرهابية

تصريحات الرئيس التونسى عكست الاقتناع العربي بقوة مصر في صنع القرار الإقليمي

نجحت مصر في إعادة تأسيس حضورها السياسي على الصعيد الإقليمي ودولي منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، وخلال فترة وجيزة من الزمن كانت النتائج مبهرة.. اتصالات فعالة مع الجميع.. زيارات متبادلة.. علاقات تعاون، تحكمها الشراكة والتكامل والمصالح المتبادلة، لتصبح القاهرة قبلة أولى لكل أشقائها العرب والأفارقة فضلا عن قادة وزعماء الدول الكبرى.

ومن هنا تجسدت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى القاهرة الأسبوع الماضى، ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أيام، والتي كشفت عن حجم ما استعادته الدولة المصرية من مكانة مهمة في منظومة العلاقات الدولية.

فلم تكن تصريحات الرئيس التونسي الداعمة لمصر في كل مواقفها وسياساتها الخارجية، إلا تعبيراً عن مدى اقتناع العالم العربي بقوة الدولة المصرية وفعالية الشراكة معها لمحورية مركزيتها في صنع القرار تجاه أغلب الملفات الحيوية بالمنطقة العربية والعالم.

وكان لافتا أنه بعد عودته لتونس، هاجم الرئيس التونسى  قيس سعيد، جميع التيارات التى تسمى بـ”الإسلامية” وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أنهم يخالفون القرآن الكريم، قائلا: “كان إبراهيم عليه السلام مسلما وليس إسلاميا” كما استشهد بقول الله تعالى: “هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ”.

وانتقاد الرئيس التونسى قيس سعيد لجماعة الإخوان الإرهابية جاء خلال توجيه التهنئة للشعب التونسى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وأثناء وجوده بمسجد الزيتونة، قائلا: “أتوجه بالتهانى للمسلمين وليس للإسلاميين بمناسبة شهر رمضان”، وفسرت صحيفة الحصاد التونسية مقولة الرئيس التونسى بأنه هجوم على جماعة الإخوان يتزامن مع شهر رمضان المبارك.

وبالعودة إلى زيارة قيس سعيد للقاهرة والتي أمتدت لثلاث أيام، فقد كانت أبرز تلك التصريحات التي تشير إلى أهمية الحفاظ على استقرار مصر من أجل منطقة شرق أوسطية هادئة مستقرة، ما قاله الرئيس التونسي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتأكيد على أن الأمن القومي لمصر من الأمن التونسي.

وتطرق سعيد إلى أزمة ملف سد النهضة، وضرورة عدم تأثيره على مصر وشعبها لما لذلك من تداعيات على المنطقة وأمنها، فقال: “بالنسبة للتوزيع العادل للمياه أقولها وأكررها أمام العالم كله نحن نبحث عن حلول عادلة، ولكن الأمن القومي لمصر من أمننا وموقف مصر في أي محفل دولي سيكون موقفنا، ولن نقبل أبدا بأن يتم المساس بالأمن المائي لمصر”.

وأكمل بخصوص ملف سد النهضة: “الحديث عن حلول عادلة ليس على حساب مصر وعلى حساب أمتنا”، في كلمة أراد بها الرئيس التونسي توصيل رسالة مفادها أن بلاده تقف بجانب مصر في مواجهة التعنت الإثيوبي الرافض للمفاوضات، حيث تطالب القاهرة والخرطوم باتفاق قانوني ملزم مع أثيوبيا حول آليات ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، في حين تصر أديس أبابا على اتخاذ إجراءات أحادية من خلال الملء الثاني للسد دون التوصل لاتفاق.

من جانبه جدد الرئيس السيسي في معرض حديثه عن ملف سد النهضة في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التونسي التأكيد على إن “أمن مصر المائي جزء من الأمن القومي العربي”، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر باعتبارها قضية مصيرية.

وكان الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري أكد أن التعنت الإثيوبي هو السبب في فشل مفاوضات سد النهضة الأخيرة” قائلا: “إثيوبيا رافضة الالتزم بأي اتفاق بشأن أزمة السد”، وذلك رغم ما تبديه دولتي المصب (مصر والسودان) دائماً من مرونة كبيرة للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية.

وحملت زيارة الرئيس التونسي إلى القاهرة رسائل بالغة الأهمية لكل الأطراف الإقليمية والدولية، أهمها هو تأكيد الرئيس التونسي أن الإجابة هي مصر، وليست أي دولة أخرى، بمكاناتها الاستراتيجية وقدرتها وقوتها على تعزيز الأمن العربى، والتصدى لخطر الإرهاب والتطرف وأي مخططات تستهدف إشعال الفوضى في المنطقة.

كما أن الزيارة نجحت في إظهار مواجهة الدولة المصرية لكل محاولات جماعة الإخوان الممتدة لتسميم العلاقات المصرية مع أشقائها العرب، فضلا عما حملته من أهداف لربط جسور التواصل بين الشعبين وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين.

ووفق بيان الرئاسة التونسية، فإن زيارة الرئيس التونسي إلى القاهرة استهدف إرساء رؤى وتصورات جديدة بين قيادات البلدين تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس ومصر بما يُلبّي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء.

- الإعلانات -

وتحكم مصر وتونس علاقات دبلوماسية مترسخة على مر التاريخ، حيث التوافق المستمر بين الدولتين في الرؤى للعديد من القضايا الإقليمية البارزة، على رأسها الملف الليبي وقضايا الأمن الإفريقي.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين، وجه الرئيس التونسى قيس سعيد، كل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على جملة القضايا التي تم تناولها بالقاهرة، قائلا: “شكرا فخامة الرئيس على جملة القضايا التي تم التداول فيها وشكراً لكم على حسن وكرم الضيافة في أرض الكنانة مصر.. في القاهرة المعزية ويكفى أن نتحدث عن جملة من المحطات التاريخية المشتركة التي عاشتها تونس ومصر ليكون الموقف واحدا”.

وعما تطرق له الرئيسان، أكد قيس سعيد أن : “حديثه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بالقاهرة، كان حول جملة من القضايا التي أثارها الرئيس المصري.. تحدثنا عن كثيراً من المحطات وعن كثير من المخاطر التي يجب التصدي إليها لأن هذه المخاطر كما يعلم الجميع تستهدف الدول والمجتمعات، ولابد من أن يكون الوعي واضحاً من أن هذه المخاطر كبيرة والجهود التي يجب بذلها من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة ومرافقها الأممية وتماسك المجتمعات كبيرة”.

وشدد الرئيس التونسي على ضرورة أن الوعي بحجم المخاطر التي تتحدى الدول العربية قائلا: “أعتقد أن هذا الوعى تشاركنا فيه العديد من القوى الوطنية التي تستوعب فكرة الدولة والحفاظ على المجتمعات.. فمن الضروري استنباط طرق جديدة للتعاضد والتكاتف وطرق نرتقى بواسطتها إلى ما نصبو إليه من أحلام.. كانت أحلامنا كبيرة فى وقت من الأوقات وكانت العقبات شديدة ولكن ما دام الشعب بخير، الأمة كلها ستكون بخير وما دامت شعوبنا المنطقة بخير ودولنا بخير سيكون مستقبلنا خيرا”.

وأعاد الرئيس التونسي الحديث عن قضايا الأمن العربي بتطرقه إلى الملف الليبي، وقال:” نتمنى أن تسير ليبيا في الاتجاه الصحيح، واتفقنا ونحن متفقون منذ أشهر أنه لا مجال لتقسيم ليبيا فهي دولة واحدة والتقسيم سيكون مقدمة لتقسيمات أخرى”.

وتعاني ليبيا منذ سنوات من الكثير من التحديات الأمنية، أبرزها سطوة الميليشيات، وانتشار السلاح في الكثير من المناطق، فضلا عن ارتفاع معدلات الجريمة، في وقت وصل إلى الحكم سلطة تنفيذية برعاية أممية مكونة من مجلس رئاسي جديد وحكومة من مهامهما الإشراف على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في ديسمبر المقبل.

وفيما يخص القضايا المشتركة التي بدا التوافق الكامل نحوها من الجانبين، أردف الرئيس التونسي: “أكدت أيضًا للرئيس السيسي عن جملة من المسائل الأخرى الجوهرية وهناك تقارب واتفاق تام حولها، والتقارب ليس بالجديد.. التقارب قديم ونتطلع إلى مستقبل قادم أن شاء الله بفكر جديد وبوسائل جديدة بأننا نسعى إلى تحقيق أحلام شعبنا في مصر وتونس وأن يكون هناك بعد إنساني لجملة من القضايا المطروحة”.

في سياق متصل، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه ناقش مع نظيره التونسى، القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تعزيز التقارب بين البلدين والشعبين الشقيقين، واخذا فى الاعتبار التحديات المشتركة التى تواجه البلدين، على رأسها تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات السلبية، ومنع تقويض الدولة الوطنية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

وأضاف الرئيس السيسى: هناك تقارب في وجهات النظر فى البلدين حيال مختلف القضايا، وهناك المزيد لتعزيز التعاون باهتمام خاص، وأكدت استعداد مصر لتطوير هذا التعاون بما يحقق أهداف التنمية فى البلدين، وعلى المستوى التجارى والاستثمارى الذى نأمل أن يرتقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.

وخلال زيارته الرسمية إلى القاهرة، أجرى الرئيس التونسي زيارة لمقر مشيخة الأزهر، حيث التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث عقد الطرفان لقاءً تناول سبل تعزيز العلاقات العلمية والثقافية التى تربط بين ‏الأزهر وتونس، كما ناقش اللقاء أهمية ترسيخ الفكر المعتدل ‏ومكافحة التطرف، والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، فيما رحَّب الإمام الأكبر ووفد رفيع المستوى من علماء الأزهر الشريف بالرئيس التونسي في رحاب مشيخة الأزهر.

كما زار الرئيس التونسى، كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكان في المسؤول عن الكاتدرائية القس تادرس،، وقال القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الرئيس التونسى تعرف على معالم الكاتدرائية.

وفي الختام حضر الرئيس التونسي حتفالية فنية مصرية- تونسية، على المسرح الكبير بدار الأوبرا، بمناسبة إعلان ٢٠٢١ – ٢٠٢٢ عامًا للثقافة المصرية- التونسية، برفقة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار.

وفي الداخل التونسي، ألقت الصحافة التونسية الضوء على الزيارة التاريخية للرئيس التونسي، باعتباره من ضمن أبرز القادة الذي زاروا مصر مؤخرا، وباعتبار الزيارة من ضمن أيضا أبرز محطاته في الدول العربية، فيما رحبت الأحزاب التونسية بزيارة قيس سعي للقاهرة ولقاءه بالرئيس السيسى.

وعلقت رئيسة الحزب الدستورى الحر، عبير موسى، على الزيارة، قائلة إنها ضربة لأعدائها، وفقًا لموقع “المراقب التونسى”، الذي نقل عن موسى عضو مجلس النواب إن أهم نقطة في هذه الزيارة هو التوافق بين الرئيسان في الرؤى بالقضايا التي تهم الدولتان.

من جانبه ثمن النائب عن حركة الشعب التونسى خلال منشور له على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعى، زيارة الرئيس التونسى قيس سعيد إلى مصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيدا بتطابق المواقف بين البلدين والتماهي في الرؤى والتصورات والمواقف بخصوص عدة قضايا دولية.

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد