كاروخ يعترف لـ (المدى)عن حقيقة إيقاف أسرع امرأة في آسيا: دانة تناولت مادة محظورة للعلاج .. ولن نستسلم حتى تنال البراءة!
بعدما تناولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هذه القضية من جوانب عدّة لم تخل من التشكيك والاتهام الموجّه للاعبة بتناولها منشّط محظور اسهم في تحقيقها رقم قياسي لافت في بطولة العرب بتونس حزيران الماضي لا يتناسب وبلوغها سن الخامسة والثلاثين بحسب ما جاء في أغلب ردود الأفعال!
(المدى) وثّقت حديثاً مهماً مع الكابتن كاروخ صالح (38 عاماً) المدرب العامل في ألعاب القوى منذ 2010، الذي نال هو الآخر قسطاً من الاتهامات غير المُسندة الى دليل بأنه يتحمّل مسؤولية الظرف الحرج الذي تمرّ به العداءة، فأوضح موقفه الفني بعد ملازمته لها منذ شهر حزيران عام 2020 حتى الآن، وشعوره بالثقة أزاء نتيجة العيّنة وتأكيده بأنه مسؤول عن تحديد المكمّلات الغذائية التي تحتاجها دانة، أما بقية مواد العلاج الخاصة بتبعات عملية جراحية سابقة أجرتها في أنفها مطلع عام 2020 فهي شخصية ولا علاقة له بها.
تجربة مع كولستان
بداية تحدث كاروخ عن الأسباب التي دعته لولوج مهنة التدريب واعتزال الاركاض قائلاً :”كنت عدّاء سابق في فعّالتي 200 و400 متر، وولوجي مهنة التدريب عام 2010 بعدما وجدت أن العداءة السابقة كولستان محمود تتدرّب وحدها، ووقتها لم أكن مدرباً رسمياً لها، بل عملتْ باشراف مدرب آخر شاركت برفقته خلال تموز عام 2011 ببطولة آسيا وأحرزتْ الميدالية الفضية في 400متر بزمن قدره 52:82ث لم يزل مسجّلاً باسمها، وبعد انتهاء المنافسات تلقّت رسالة من الاتحاد الدولي يطلب منها إجراء التحليل وأرسالها اليه خلال ثلاثة أشهر، وبخلاف ذلك لن يحق لها المشاركة ثانية في اللعبة، شكّاً منه بتناولها المنشّطات إذ بيّنت التحاليل وجود زيادة في نسبة الهرمون الذكري (التستوستيرون) أكثر من 0,5المقرّرة للنساء”.
مصادفة .. واتفاق
وأضاف :”أما مباشرة دانة التدريب باشرافي، فلم يكن هناك أي تنسيق مُسبق بيننا، الصدفة وحدها لعبت دوراً في الاتفاق، حيث كنا نتبادل الحديث عبر الفيسبوك حول شجون اللعبة، وبيّنت أنها تتدرّب وحدها فترة طويلة، ولما أبديت استعدادي لمواكبتها وفقاً لمنهاج خاص، أرتأت أن تدرسَ الموضوع، وبعد مرور أسبوعين اتصلت بي وقالت أنا مستعدّة للخضوع الى المنهاج، وبالفعل انطلقنا في العشرين من تموز 2020، ببرنامج عمل وفقاً لتوقيتات يومية، أرسله عبر الإنترنيت، وأراقب أرقامها وأقيّمها، وكنت متحمّساً للتعاون مع دانة كونها عداءة كبيرة سجّلت حضوراً استثنائياً مهمّاً في البطولات العربية والآسيوية بجهود مدربها السابق يوسف عبدالرحمن لأكثر من عشر سنوات، ومضينا في تحديد أهدافنا ووضعنا المشاركة في أولمبياد طوكيو كأولوية لا تنتهي عند الحصول على بطاقة الدورة، بل تسجيل رقم قياسي لافت”.
راتب بلا عقد!
وأوضح :”لم أوقّع أي عقد مع الاتحاد بخصوص تدريب دانة، كون الأول لا يفكّر بذلك، وهذا أمر خاطىء إذا ما أردنا العمل الصحيح مع أحد عشر لاعباً يمثلون نخبة القوى، لهذا تقاضيت من الاتحاد 330 الف دينار من مبلغ راتبي المحدد بـ 400 بسبب الاستقطاع للعام الماضي، وتم زيادة الراتب الى 500 الف دينار العام الحالي وأستلمت 415 فقط للاستقطاع ذاته عن شهري كانون الثاني وشباط فقط بسبب عدم المصادقة على ميزانية الأولمبية واتحاد اللعبة من وزارة الشباب والرياضة لحد الآن”.
استعادة القوة
وأشار كاروخ الى أن :”دانة كانت متوقّفة عن التدريب لمدة ثلاثة أشهر خلال فترة كورونا، أي قبل بدء مهمّتي معها، وكل العراق يقرّ بأن انطلاقتها أثناء السباق غير قوية، وتعاني الضُعف في بنيتها الجسمانية، وكانت تمارس تمارين الحديد فقط، وهي الأهم لرياضة ألعاب القوى، لكنها أخذتْ تستعيد عافيتها وقوّتها وفقاً لبرنامجي لمدة ثلاثة أيام تمرين في الملعب ومثلها في قاعة الحديد، وراعيتُ كُبر سِن دانة (35 عاماً) ولا يمكن أن تتحمّل وحدة تدريبية مثل عداءة بعمر (18 عاماً) وواصلنا المنهاج بالتزام شديد، وكانت أرقامها تدعو للتفاؤل”.
ثمار العمل
وتابع :بدأنا نحصد ثمار عملنا في الرابع من تشرين الثاني 2020، ببطولة أندية ومؤسّسات العراق بألعاب القوى على ملعب كلية التربية الرياضية بالجادرية حيث ركضت دانة 100متر بزمن 11:68ث في حين كان الرقم السابق 11:79ث، وفي شهر نيسان الماضي شاركت ببطولة أندية العراق بفعّالية 200متر وسجّلت 23:24ث وهو رقم عراقي جديد حفّزنا للتأهّل الى أولمبياد طوكيو، ثم ذهبت الى مصر أيار 2021 وتمكّنت من تحسين تصنيفها الى 14 عالمياً، ثم في بطولة بورصة التركية الرابع من حزيران الماضي ركضت 200 متر بزمن 22:97ث”.
فحص الدم
وعن الفحوصات الطبية التي خضعت لها دانة منذ توليه مهمّته معها في تموز 2020 حتى قبيل مشاركتها ببطولة العرب بتونس حزيران 2021، أفاد كاروخ :”لم يتم فحص دانة طبياً طوال الفترة الواردة في السؤال إلا مرة واحدة أيام تواجدها مع المنتخب في معسكر أربيل أيار 2021 بعد بطولة أندية العراق حيث قام الاتحاد العراقي بأخذ عيّنة فحص الدم من جميع اللاعبين واللاعبات بمن فيهم دانة، وكانت النتائج طبيعية وخاصة فحص نسب الهرمون”.
رقم عربي
وذكر :”قبل بدء بطولة العرب باسبوعين، شاركت دانة في بطولة بورصة بتركيا التي غبتُ عنها لعدم حصولي على الفيزا، ولم تلحق دانة بالمنافسة في التصفيات الصباحية لـ 100 متر وذلك لوصولها ظُهراً، لكنها شاركت في تصفيات 200 متر وسجلت 23:43ث، وفي تونس التحقتُ بها، حيث شاركتْ يوم 16 حزيران 2021 وكان لديها تصفيات 100متر وسجّلتْ 11:53ث ، وفي اليوم الثاني سجّلت بالمسابقة نفسها 11:23ث وهو رقم عراقي جديد، وفي اليوم الثالث جرت تصفيات 200 متر سجّلت 22:86ث وكان الرقم التأهيلي 22:80ث أي فرق 6 من أجزاء الثانية، وفي اليوم الرابع ركضت في الفعّالية ذاتها محقّقة رقماً عربياً قدره 22:51ث وتأهّلتْ الى الأولمبياد وأصبح ترتيبها 14 عالمياً”.
الرسالة الدولية
وواصل كاروخ حديثه:”في هذه الفترة وردنا إيميل من الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى باختيار دانة أسرع أمرأة في قارة آسيا، حدث ذلك أثناء وجودنا في معسكر انطاليا بتركيا للفترة من 2-22 تموز2021 بعد إنتهاء بطولة تونس استعداداً لأولمبياد طوكيو، وتلقينا يوم 17 منه اتصالاً من الأمين المالي لاتحاد اللعبة د.زيدون جواد يفيد بأن الاتحاد تلقى رسالة من نظيره الدولي تخص إيقاف دانة عن المشاركات بسبب ظهور مادة محظورة في عيّنة فحص الدم ( أ ) وهنا استوضحتُ من دانة عن سرّ المادة هذه، فقالت أنها أجرت عملية في الأنف مطلع عام 2020 بسبب معاناتها من ضيق التنفّس، ولم تكن العملية ناجحة، أما المادة التي ظهرت في عيّنة الفحص فهي ضمن مواد العلاج التي كانت تتناولها بمشورة طبيبها، وهي تستعد لإعادة إجراء العملية بعد الانتهاء من الدورة الأولمبية، أما علاجات تجميل الوجه لا علاقة لي بها كونها خاصة بدانة”.
تقرير طبي شامل
واستدرك :”لدي طرق التدريب الخاصة بي، ومن ضمنها أطمئِن على صحّة العداء الذي أدرّبه، ففي كانون الثاني عام 2021 أجريتُ لدانة فحوصات شاملة في مختبر بمدينة أربيل بيّن لي تقريره نسب الفيتامينات والهرمونات وغيرها طبيعية 100% وأرفقته مع نتيجة فحص أخرى أجراها الاتحاد في أربيل – نوّهت عنها سلفاً – ضمن أوراق ملف قضيتها ورُفع الى الاتحاد الدولي لدحض أية علاقة للمادة الظاهرة في عينة (أ) بالمنشطات، ولن اذكر اسمها لئلا يُساء التعامل معها إعلامياً، وأنا اتعهّد لصحيفتكم التي سجّلت المقابلة هذه بأن المادة بعيدة عن الهرمون الذكري (التستوستيرون)”.
المكمّلات الغذائية
وأكد كاروخ :”كل المكمّلات الغذائية مثل البروتين والطاقة التي أوصي دانة بتناولها مُعتمدة من شركة سويدية معروفة تعاقدتْ معها اللاعبة لقيمة المواد المستفيدة منها، ولم أكتب لها أية معلومة بخصوص ذلك إلا بعد رجوعي واستشارتي لفريق طبي اتعامل معه حفاظاً على سلامة دانة وأي رياضي يتدرّب معي، كما أن دانة ملتزمة بمقاطعة الدهون والسكريات واللحوم، وتطبّق برنامج غذائي سليم شعرتْ بتحسّن صحّتها كثيراً عن ذي قبل”.
تغيّر الصوت والوجه
وعلق كاروخ بخصوص الانتقادات التي طالت دانة عن تغيّر صوتها وملامح وجهها وبروز عضلاتها في الأشهر الماضية وعزت ذلك بتناولها المنشطات، قال :”من يرى دانة وهي تقف بين بطلات عربيات وأجنبيات سيرى الفارق ان عضلاتها طبيعية مقارنة بأخريات، ثم أن أي مسؤول قاعة حديد في العراق يعرف ماذا يحصل للبطل عندما يتناول 5 كغم بروتين بجرعات منتظمة فالغذاء النوعي وتمرين الحديد من أهم الاساسيات التي استعادت دانة صحّتها ببرنامج مستمر باشرافي ولم تنقطع عنه حتى بعد أزمة الإيقاف الدولي”.
عينة الفحص
وكشف كاروخ :”سيتم يوم الخميس التاسع عشر من آب الجاري، فتح عيّنة فحص الدم (ب) الخاصة بدانة في قطر، باشراف لجنة في المختبر الدولي لفحص المنشطات، وتم اتخاذ القرار بعد تشاوري مع دانة، وسنتكلّف كلينا بدفع رسوم فتح العيّنة 750 دولار، وأية مبالغ أخرى وليس الاتحاد الذي سيكون دوره لوجستياً فقط، علماً لم يستطع أحد من أعضائه الحضور في الدوحة كمراقب لصعوبة تأمين إجراءات السفر والارتباطات الأخرى التي شغلته وقرّر ترك الخيار للاتحاد الدولي لتنسيب مندوب منه بدلاً عن ممثل العراق لحضور فحص العيّنة، فإذا ظهرت المادة المحظورة متطابقة مع ( أ ) سيوجّه لنا الاتحاد الدولي استفساراً عن سبب ذلك، ولن نستسلم حينها وسنواصل الدفاع عن براءة دانة حتى لو وصلت قضيتها الى المحكمة الدولية”.
اِعتراف
وختم كاروخ حديثه :”نترقب أي رسالة من الاتحاد الدولي بعد يوم الخميس في الوقت الذي يعلن عن إتخاذ قرار ما بشأن دانة، ونحاول أن نخرج بأقل الخسائر إذا ما ظهرت المادة مطابقة، ونحن نعترف بأن المادة التي تناولتها دانة والتي أوقِفتْ بسببها محظورة دولياً، لكنها لغرض العلاج وليست للتنشيط، وربما تأتي العقوبة شهر أو شهرين أو ستة أشهر أو سنة أو أربع سنوات أو لا شيء، لكن لا توجد عقوبة مدى الحياة، فقد تم إلغاء ذلك في المعاهدات الدولية لحقوق الانسان، ويمكن أن تكون العقوبة مضاعفة إذا ما خرق الرياضي لائحة المنشطات مرّة ثانية ومهما كانت مدة عقوبته السابقة، وهذا كل ما يتعلّق بقضية دانة فلن نخبّئ شيئاً عن الإعلام وموقع الاتحاد الدولي متاح للمَلأ”.
#كاروخ #يعترف #لـ #المدىعن #حقيقة #إيقاف #أسرع #امرأة #في #آسيا #دانة #تناولت #مادة #محظورة #للعلاج #ولن #نستسلم #حتى #تنال #البراءة
تابعوا Tunisactus على Google News