«كسكسي الشركاو».. مهر زواج فتاة فقيرة يتصدر مائدة ضيوف الرئاسة التونسية
“الشركاو” سمك صغير الحجم فضي اللون لا يتجاوز وزنه 15 غراما يعيش بين الصخور وتشتهر به مدينة المنستير شرق تونس.
ولهذا السمك مهرجان خاص يحمل اسم” الشركاو” وانطلقت فعالياته أول أمس الأربعاء ويستمر حتى الجمعة، وتحتضنه مارينا بمحافظة المنستير.ويشارك في هذا المهرجان طهاة من تونس والجزائر والمغرب وليبيا وسوريا والأردن، وفق ما أفاد به مازري عيسى مدير المهرجان لـ«العين الإخبارية».
وأكد عيسى أن “الشركاو” تتميز به محافظة المنستير دون غيرها من المدن الساحلية وهو سمك صغير الحجم لا يتجاوز طوله 4 سنتيمترات.
وأشار إلى أن عملية صيده تنطلق من شهر يونيو حتى شهر يوليو من كل عام وفي هذه المواعيد يصل الشركاو من جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى المدن الساحلية في تونس.
وتزدهر الأسواق في مدينة المنستير بالشركاو ويقبل عليه الأهالي بكثافة لإعداد الطبق الشهير المعروف باسم «كسكسي بالشركاو» أو «فطائر الشركاو»، ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من السمك الصغير بين 15 و20 دينارا (5 إلى 7 دولارات).
وأوضح عيسى أن هذا المهرجان سيقدم فقرات ثقافية وتنشيطية وسياحية متنوعة، ومسابقة في طهي السمك حسب عديد الطرق منها التونسية والجزائرية والليبية والأردنية والمغربية.
وتابع المازري عيسى أن هذا المهرجان الثقافي التنشيطي السياحي يهدف إلى الاعتناء بالهوية الطهوية للمنستير وتثمين الموروث الغذائي المحلي.
وأكد أن الشركاو يعد الأكلة الرئيسية التقليدية لسكان المنستير، فهو يزّين مختلف أطباقهم في الأعياد والمناسبات، وحتى في الأيام العادية، وخصوصا طبق “الكسكسي” الشهير.
بين الخرافة والحقيقةمن جهته، قال المؤرخ التونسي حسين بالحاج يوسف لـ”العين الإخبارية” إن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1956-1987) وهو أصيل المنستير، كان يأمر بإعداد طبق الكسكسي بالشركاو لضيوفه الأجانب وزعماء الدول نظرا لقيمة هذا الطبق بالنسبة لأهالي المنطقة باعتباره مميزا.
وعن أهمية هذا السمك، قال بن حسين إن التونسيين قديما كانوا يشبهون الصيد الوفير من الشركاو بالذهب.
وعن سرّ تميّز المنستير بهذه الأكلة، يتداول سكان المدينة أسطورة مفادها أن “ناسكا” كان يقيم فيها، في قديم الزمان، وكان لديه ابنة في غاية الحسن والجمال.
وببلوغ الفتاة سن الزواج، تقدّم لخطبتها عدد كبير من شباب المدينة، غير أن والدها رفضهم.وبدا الأمر غريبا لسكان المدينة، وتساءلوا عن سرّ الرفض وشروط الأب لقبول تزويج ابنته.وردّا على التساؤلات، قالت الفتاة: “سأقبل، غدا، عند شاطئ القراعية الموجود بالمنستير بمن يأتيني بأكبر كمية من السمك”.
وفي المكان المحدّد، تدفّق عدد كبير من الصيادين، حاملين كميات مختلفة من السمك، غير أنها رفضتهم جميعا، ولم تقبل إلا بشاب وضع أمامها كيسا من السمك، وهمس: “جئتك بمائة سمكة وسمكة”، ثم ألقى تحت قدميها بسمك “الشركاو”، فكان أن قبلت به زوجا.
طريقة الإعداد
في قدر خاص يجهز مرق من السفرجل والبطاطس ورؤوس الشركاو، وفي إناء آخر يوضع “الكسكاس” (إناء مثقوب) على القدر لتطبخ فيه حبات الكسكسي وفوقها ترصّ أسماك الشركاو حتى تطهى بالبخار. وخلال ساعة يصبح الكسكسي جاهزا.
والشركاو طبق خاص بسكان البحر الأبيض المتوسط، وتعرف بطبخه مدينة نابولي الإيطالية وفي جزيرة مايوركا الإسبانية. aXA6IDJhMDI6NDc4MDoxOjU2NTowOjNhZGQ6MmZkMTo1IA== جزيرة ام اند امز US
#كسكسي #الشركاو. #مهر #زواج #فتاة #فقيرة #يتصدر #مائدة #ضيوف #الرئاسة #التونسية
تابعوا Tunisactus على Google News