كل الأمم التي مرت بفترات حرجة وصعبة في تاريخها وجدت الحلول
“الثقافة قطاع حيوي وله علاقة عضوية مع مختلف أوجه الحياة السياسية والفكرية والمجتمعية، وهي تضطلع بدور جوهري في عملية التغيير وتأطير التجديد في المشهد المجتمعي الراهن”، هكذا تحدث الممثل التونسي فتحي الهداوي مع وكالة تونس إفريقيا للانباء، عن الثقافة كمجال للإصلاح وفهم الواقع المتقلب والمتجدد الذي أفرز مشهدا مجتمعيا وثقافيا يحتاج للتأطير وللاحتواء والترتيب.
واعتبر الهداوي أن الثقافة تشمل عدة مفاهيم وتنويعات فكرية واجتماعية واقتصادية وسياسية مشيرا إلى “أن الثقافة تكتسب قدرتها في التأثير والتغيير عبر الاتصال المدروس والتواصل الناجع والملموس مع مختلف الفئات الاجتماعية، مما يمكنها من الإسهام في تبليغ صوت المجتمع والشعب ككل عبر مسلك اتصالي يلمس أذهان الأفراد وتطلعاتهم وأفكارهم”.
وبخصوص اقتراحه سابقا لمنصب وزير للشؤون الثقافية، بين فتحي الهداوي أن هذه المهمة تعد تكليفا وليس تشريفا مؤكدا أنه يحمل تصورا ومشروعا ثقافيا درسه وأعده للنهوض بالقطاع الثقافي ومختلف الأنماط الإبداعية والتعبيرية، موضحا في هذا الصدد أنه يمكن للممثل تسيير الإدارة ودواليبها وتنفيذ مشاريع إصلاحية حسب رؤيته مع الحفاظ على كيانه المهني كممثل، وكشف “أنه لا يمكنه التوقف عن التمثيل حتى لو تولى منصب وزير للشؤون الثقافية”.
وفي سؤاله حول قراءته للوضع السياسي والمجتمعي الراهن، أفاد الهداوي أن كل الأمم التي مرت بفترات حرجة وصعبة في تاريخها وجدت الحلول والانفراجات بعد تخليها عن المواجهات والخصومات النرجسية والاختلافات الايديولجية داعيا في هذا الصدد حكماء البلاد إلى تشكيل هيئة أو مجلس لتأطير الخلافات والشروع في الحوار لأن الدولة، حسب رأيه، “تعيش معضلة على مختلف الأصعدة وهو ما يستوجب التسريع بإيجاد الحلول لمشاكل لم تعد تحتمل الانتظار”.
ويذكر أن الممثل فتحي الهداوي يعد من أقدر الممثلين في تونس والعالم العربي حيث شارك في عدة أدوار أغلبها بطولية في أعمال تونسية وعربية، وقد تم اختياره في شهر أوت من العام الماضي سفيرا للنوايا الحسنة بالمركز العربي الاوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي بأوسلو تقديرا لجهوده في تعزيز القيم المجتمعية والانسانية والثقافية في تونس.
تابعوا Tunisactus على Google News