كورونا في “سوسة” السياحية.. أشباح تطارد “جنة” تونس
سوسة( تونس) ماهر جعيدان/ الأناضولبدت الحركة، الإثنين، بشوارع مدينة سوسة (شرق) السياحية بتونس على غير المعهود، وتناقصت أعداد المتنقلين بين المدن، واختفى التلاميذ بسبب تعليق العمل بالمؤسسات التربوية، فيما ارتفع عدد المرتدين للكمامات توقيا من فيروس كورونا.وعلى غير المعهود تناقص عدد السياح في محيط المدينة العتيقة، وتناثر العشرات منهم هنا وهناك على كورنيش شاطئ بوجعفر الشهير، في حين فضل بعض الشباب التنزّه على رمال البحر الغاضب بعيدا عن زحمة الأسواق والطرقات وهربا إلى الطبيعة.بهتة الشارع عصرا تحولت إلى السكون ليلا، وما أن غربت الشمس حتى عمّ المدينة سكون غير معهود وبحلول الساعة الثامنة مساء (19.00 ت غ) خلت الأزقة والشوارع الرئيسية والمفترقات من المارة والعربات.دوريات أمنية وعسكرية مشتركة تجوب المدن من أجل فرض حظر التجوال الليلي ومنع التنقّل بين المناطق، لكن ذلك لم يمنع عددا من العمالة الليلية من التنقل لمزاولة أعمالهم.أما المناطق السياحية ومحيط النزل والملاهي الليلية المغلقة فباتت شوارع أشباح خالية من الزائرين.وشهدت ولاية سوسة تفشيا مطردا لفيروس كورونا إذ تم تسجيل 2470 حالة إصابة منذ فتح الحدود في 27 يونيو – حزيران وارتفع عدد الوفيات إلى 55 حالة، ويقيم حاليا بالمستشفيات حوالي 99 مريضا بفيروس كورونا. ** حظر التجول وتبعا لهذا التوسع للفيروس في المنطقة أعلنت لجنة مجابهة الكوارث التي يرأسها والي سوسة رجاء الطرابلسي عددا من القرارات كان أهمها حظر التجول الليليّ من الثامنة مساء (19.00 ت غ) إلى الخامسة صباحا (00: 06 ت غ). كما تلتها قرارات بتعليق الدراسة بكافة المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة بداية من الإثنين 5 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى 18 من الشهر نفسه، للحد من الانتشار الواسع لفيروس كورونا. غير أن مساء الإثنين تم التراجع في مدة تعليق الدروس، وأصدر والي سوسة بلاغا تقرّر فيه “استئناف الدروس بكافة المؤسسات التربوية العمومية والخاصّة بكامل معتمديّات ولاية سوسة ابتداء من الجمعة 9 أكتوبر/تشرين الأول”. ** حملات تعقيم خلال اليومين الأخيرين “انطلقت السلطات الجهوية في تعقيم المؤسسات التربوية بناء على القرار الذي تم اتخاذه بتعليق العمل بها”، حسب تصريح سنية معرف، رئيسة دائرة الندوات و الإعلام بولاية سوسة للأناضول. وقال المدير الجهوي للصحة بسوسة محمد الميزوني الغضباني: “بالنظر إلى ارتفاع الإصابات والوفيات بفيروس كورونا تشهد المستشفيات ضغطا كبيرا فأسرّة الإنعاش ممتلئة كما نشهد بعض المشاكل في مختبرات التحاليل”. وأضاف الغضباني في تصريح للأناضول، أن “العديد من القرارات على مستوى لجنة مجابهة الكوارث بالولاية تمّ اتخاذها نظرا لخطورة الوضع إذ تشهد 6 معتمديات تجاوزا للإصابات بأكثر من 250 حالة على 100 ألف ساكن”.وتابع الغضباني: “الإدارة الجهوية للصحة بسوسة أبدت بعض الاقتراحات من ذلك إحداث مستشفى ميداني لمعاضدة مجهود المستشفيات وذلك بتوفير قاعة مغطاة أو أحد النزل بالجهة”. كما دعا الغضباني إلى “توفير نزل لإيواء مصابي كورونا، خاصّة أن أكثر من 200 إصابة لدى الكادر الطبي وشبه الطبي تمّ تسجيلها في الجهة”.** غضب الاتحاد الجهويوأثار قرار تعليق الدروس بالمؤسسات التربوية موجة غضب لدى أصحاب المؤسسات التربوية الخاصة والروضات والمحاضن المنتسبين للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بسوسة رافضين تعليق الدروس. وقال علي بن يحي رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بسوسة: “نحن مع استمرارية المؤسسات في العمل وكذلك توفير كافة وسائل الوقاية والحماية من تعقيم ومراقبة”. وأضاف بن يحي في تصريحات للأناضول: “لا يمكن أن يتحمل أرباب المؤسسات خسائر مادية قد تقودهم إلى الإفلاس وخسارة موارد الرزق”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.