لهذه الأسباب.. فر مليونا صيني إلى تايوان بفترة وجيزة
مع نهاية الحرب العالمية الثانية وتوقيع اليابان على وثيقة استسلامها يوم 2 أيلول/سبتمبر 1945، شهدت الصين عودة العمليات القتالية بين القوات الشيوعية، بقيادة ماو تسي تونغ، والقوميين بقيادة تشانغ كاي تشيك (Chiang Kai-shek).
وخلافا لما كان عليه الوضع قبل بداية التدخل الياباني بالصين عام 1937، حققت القوات الشيوعية انتصارات سريعة عقب جملة من الهجمات الخاطفة التي أسفرت عن سقوط عاصمة القوميين نانجنغ (Nanjing) يوم 23 نيسان/أبريل 1949. وبفضل ذلك، أعلن ماو تسي تونغ مطلع تشرين الأول/أكتوبر 1949 عن قيام جمهورية الصين الشعبية على أراضي الصين القارية مستغلا سيطرة قواته على جانب كبير من الأراضي.
ومع خسارتها لأربعة عواصم رئيسية، غادرت حكومة تشانغ كاي تشيك أراضي الصين القارية لتتجه نحو تايوان متخذة من تايبيه عاصمة لها.
صورة لشيانغ كاي تشيك وماو تسي تونغ
الهجرة نحو تايوان
بداية من شهر آب/أغسطس 1949، باشر القوميون بنقل سلاح الجو نحو جزيرة تايوان مستغلين العديد من الطائرات والسفن. وحسب مصادر تلك الفترة، أجرى القوميون يوميا خلال شهري آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر 1949 أكثر من 50 رحلة جوية ما بين أراضي الصين القارية وجزيرة تايوان لنقل المعدات العسكرية والمحروقات.
خلال شهر نيسان/أبريل 1949، أطلق الشيوعيون العنان لآخر عملياتهم العسكرية التي استمرت طيلة فترة الصيف. وبحلول شهر آب/أغسطس من نفس العام، هيمن أتباع ماو تسي تونغ على النسبة الساحقة من أراضي الصين القارية. وفي المقابل، ظلت مناطق تايوان وجزر بسكادورس، إضافة لبعض أراضي كوانغتونغ وفوجيان وجيجيانغ، بيد القوميين. وأمام هذا الوضع، أطلق مدير معهد التاريخ الصيني فو سو نين (Fu Ssu-nien) نداء دعا من خلاله المثقفين والأساتذة الجامعيين للرحيل عن الصين القارية والانتقال نحو تايوان لتجنب الحملات الانتقامية التي قد يقودها الشيوعيون ضدهم.
صورة لعدد من المقاتلين بالحرب الأهلية الصينية
إلى ذلك، أسفرت سيطرة الشيوعيين على أراضي الصين القارية عن رحيل ما لا يقل عن 1.2 مليون مدني، كان من ضمنهم عدد كبير من المثقفين ورجال الأعمال، نحو تايوان. وإضافة لهؤلاء، باشر القوميون سحب مقاتليهم من أراضي الصين القارية. وحسب عدد من التقديرات شهدت الأشهر التالية إجلاء ما يزيد عن نصف مليون مقاتل قومي نحو تايوان للدفاع عن الجزيرة وصد غزو محتمل لجيش التحرير الشعبي.
115 طنا من الذهب
حسب مصادر تلك الفترة، قدر عدد سكان تايوان حينها بحوالي 6.5 مليون نسمة تواجد ضمنهم نحو نصف مليون ياباني. وقد انضاف لهؤلاء زهاء مليوني نسمة ممن فضلوا الرحيل عن أراضي الصين القارية.
من جهة ثانية، نقل القوميون نسبة هامة من احتياطي الذهب والكنوز نحو تايوان لتجنب وقوعها بقبضة الشيوعيين. فمنذ العام 1948، أمر تشانغ كاي تشيك بنقل حوالي 115 طنا من الذهب لتايوان. وبالتزامن مع ذلك، نقلت كميات هامة من القطع الأثرية واللوحات التاريخية لتستقر بمتحف القصر الوطني بتايبيه. وبينما وصف الشيوعيون القوميين بناهبي الآثار والتاريخ، أكد تشانغ كاي تشيك أن الهدف من العملية هو حماية تاريخ الصين من الوقوع بقبضة الشيوعيين الذين توقع كثيرون لجوءهم لبيع أو تخريب هذه الآثار.
أثناء حملة القدامى الأربعة منتصف ستينيات القرن الماضي، أقدم المتعصبون الشيوعيون على مهاجمة وتدمير عدد هام من الآثار التاريخية الصينية التي ميزت الصين قبل ظهور الشيوعية.
#لهذه #الأسباب #فر #مليونا #صيني #إلى #تايوان #بفترة #وجيزة
تابعوا Tunisactus على Google News