ماجد كيالي يكتب: تمثلات الوعي السياسي عند تيارات الإسلام السياسي
قُتل معمر القذافي بعد أن أقسم أنه سيواجه الموت بشجاعة دفاعا عن كرامة بلاده وعروبته في آخر تسجيل صوتي له قبل اغتياله بساعات.
كان القذافي يعلم مآلات المؤامرة على بلاده بمشاركة 40 دولة عينها على النفظ.. مثله مثل من سبقه أي صدام حسين الذي كان دائماً يحذر من سقوط البوابة الشرقية أمام إيران، ومن بعدهما، أي صدام والقذافي كان الطوفان.
القذافي لم ينحن قليلا للعاصفة في بلاده الموجه داخليا وخارجيا، وصدام تم توريطه بفعل فاعل أمريكي في غزو الكويت بعد أزمه الداخلي إثر وقف الحرب مع إيران.
وتسلسلت المؤامرة لتشمل الأقطار العربية من المحيط إلى الخليج ولولا لطف الله لتمددت الفتنة إلى أقطار أخرى في المغرب والمشرق، وكان لمصر وجيشها نصيب الأسد في وقف الزحف القاحط على الأمة.
ويتبين من كلام القذافي أن التيار الإسلامي لعب دوراً خيانياً في سقوط طرابلس، وكان ابنه سيف الإسلام حذر في آخر ظهور إعلامي له في طرابلس من الحرب الأهلية في ليبيا فيما لو سقط النظام.
وقال حسب ما أذكر، إننا نعرف تركيبة ليبيا القبلية والمناطقية وفي حالة سقوط النظام ستكون هناك حرب أهلية، وهذا ما حدث ويحدث حتى الآن في ليبيا، وما حدث ويحدث حتى الآن في العراق وغيرهما.
فالإسلام السياسي أو الأحزاب المستترة بالدين في البلاد العربية لعبت دوراً خيانياً ضد بلادها، ولعل نشأة جماعة الإخوان في مصر كانت برعاية بريطانية من قبل هيئة قناة السويس لاستنهاض الشعور الديني ضد التيار القومي العروبي الذي بدأ يتحرك بعد الحرب العالمية الثانية مطالبا بالاستقلال عن الاستعمار في أغلب الأقطار العربية.
فكانت السياسة البريطانية هي ضرب التيار التحرري القومي بواسطة التيار الديني العميل للغرب.. وهو ما حدث حتى الآن.
في العراق لعب التيار الديني المذهبي دوراً في إسقاط النظام والتحالف مع قوات الغزو ثم إيران للهيمنة على العراق، وحاول الإسلام السياسي في ليبيا وما زال تسليم مقدرات ليبيا إلى تركيا.
والغريب أن الإسلام السياسي في إيران يستند إلى القومية الفارسية ويعظّمها، والإسلام السياسي في تركيا يستند إلى القومية التركية ويعمل من أجلها، بينما الإسلام السياسي في البلاد العربية عدوه الوحيد ليس الاستعمار الأجنبي بل القومية العربية وكأنما تم اختلاقه لمواجهة العروبة فقط وخدمة الأجنبي.
فعدد الضحايا من العرب المسلمين برصاص داعش والنصرة والقاعدة والحشد الشعبي وتنظيمات الأخوان، أكبر من عدد الضحايا برصاص الأعداء الأجانب، وهذا يكفي للدلالة على خيانة ونفاق هذه التيارات الموبقة.. فالمرتد عن عروبته لخدمة الأجنبي يتساوى مع المرتد عن الإسلام.
#ماجد #كيالي #يكتب #تمثلات #الوعي #السياسي #عند #تيارات #الإسلام #السياسي
تابعوا Tunisactus على Google News