ماكي سال… سياسي مُخضرم تدرّج في المناصب القيادية
الرئيس السنغالي الحالي ماكي سال الذي ولد في 11 ديسمبر (كانون الأول) 1961 في فوتا، وهي منطقةٌ واقعةٌ في شمال السنغال، سياسي مُخضرم وصل إلى قمة السلطة في البلاد، عبر تدرجه المميز في عدد من المناصب القيادية. ومن بين هذه المناصب توليه منصب رئيس وزراء السنغال من أبريل (نيسان) 2004 وحتى يونيو (حزيران) 2007، ورئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) السنغالية من يونيو (حزيران) 2007 إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2008. فضلا عن رئاسته بلدية فاتيك بين 2002 – 2008، وهو المنصب الذي تقلد مرة في أبريل (نيسان) 2009.
سال هو عضو قديم في الحزب الديمقراطي السنغالي (PDS)، إلا أن صراعه مع الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد، أدى إلى إبعاده من منصبه بصفته رئيسا للجمعية الوطنية في نوفمبر 2008؛ فقرّر على الأثر تأسيس حزبه الجديد «التحالف من أجل الجمهورية»، وانضم إلى المعارضة، ونشط في صفوفها حتى فاز بمنصب رئيس جمهورية السنغال يوم 25 مارس 2012 في أعقاب تغلبه على واد في انتخابات الإعادة.
وفي خطاب إعلان فوزه بالرئاسة للمرة الأولى، وعد سال، أمام الآلاف من مؤيديه في العاصمة داكار، بأن يكون «رئيساً لكل السنغاليين»، وأن يخفّض فترة الرئاسة من سبع سنوات إلى خمس سنوات، على ألا تزيد فترات الرئاسة على اثنتين. كذلك، وعد سال بإجراءات لخفض أسعار المواد الغذائية الأساسية.
ماكي سال
وفي فبراير (شباط) العام الحالي، تسلم سال رئاسة الاتحاد الأفريقي السنوية، وذلك خلال الدورة العادية الخامسة والثلاثين لمؤتمر الاتحاد، التي عقدت حضورياً في مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ومما قاله في خطاب قبوله رئاسة الاتحاد، إنه «يقدّر التكريم المقترن بالمسؤولية والثقة التي يحظى بها شخصه وأعضاء المكتب الجديد لقيادة مصير المنظمة للعام المقبل».
أيضاً عبر سال عن فخره بـ«التقدم المُحرز في إطار المبادرات الرئيسة مثل الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (نيباد)، وبرنامج تنمية البنية التحتية في أفريقيا، والآلية الأفريقية لمقارنة الأقران، ورؤية 2063، والإصلاح المؤسسي، و(الجدار الأخضر العظيم)، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وغيرها». غير أنه في المقابل، أشار إلى التحديات العديدة والملحة، لا سيما، في مجالات السلم والأمن، ومكافحة الإرهاب وحماية البيئة والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن «عودة ظاهرة الانقلابات»، التي اعتبرها «تشكل اعتداءً كبيراً على الديمقراطية والاستقرار المؤسسي في القارة».
للعلم، ماكي سال (60 سنة) سياسي ومهندس جيولوجي، تخرّج في جامعة «الشيخ أنتا ديوب» بداكار (جامعة داكار سابقاً)، والمعهد الفرنسي للبترول. وهو مُسلم سنّي، من شعب الفولا (الفولاني/الفلاتة) – الممتد على امتداد جنوب الصحراء الكبرى حتى شمال نيجيريا – ويعود أصل والديه إلى شمال السنغال مع أنه عاش ونشط سياسياً في مدينة فاتيك حيث الغالبية من شعب السرير وشعب الولوف (والأخير هو أكبر المكوّنات السكانية للسنغال). أما زوجته مريم فاي سال، فمن شعب السرير، وتعدّ سيدة ذات إرث سنغالي خالص ولدت في مدينة سان لوي بأقصى شمال غربي السنغال، ودرست الهندسة الكهربائية، بالمعهد العالي للتكنولوجيا.
متظاهرون ضد الحكومة وسال في داكار يونيو الماضي (غيتي)
رغم نشأة سال اليسارية، فإنه تحوّل إلى الليبرالية الوقعية، ويتبنى في الوقت الراهن خطاباً سياسياً معتدلاً، كما يُعتبر رجل دولةٍ داعماً باستمرار لجهود مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب في قارة أفريقيا، وله خطابات عدة تروّج لما يصفه بـ«الإسلام المتسامح». وعلى الصعيد الديني يدعو سال إلى «تطوير الخطاب الديني فلسفياً وفقهياً وتدريب الأئمة بروح الإسلام المتسامح». وكذلك يطالب بتطوير مستوى تقاسم معلومات الاستخبارات بين دول منطقة الساحل في إطار جهود مكافحة الجماعات المتشددة والإرهابية الإقليمية.
وفي مذكراته التي اختار لها عنوان «السنغال في القلب»، يوضح الرئيس سال كيف بنى شعبيته، وكيف اعتمدت على تغلغله في القرى الأكثر عزلة التي لم يسبق أن زارها سياسي قبله، فدخل الأكواخ وجلس مع المزارعين ومربّي الماشية… رافعا شعاري «إبقاء الصلة مع الشعب» و«التواضع للضعفاء».
ويروي سال في مذكراته كثيرا من ذكريات صعوده السياسي، حتى «محطة» الإمساك بدفة الحكم في السنغال، التي توصف بأنها «أكثر بلدان أفريقيا جنوب الصحراء» استقرارا، ذلك أنها لم تعرف طوال ستين سنة سوى أربعة رؤساء. ومن ناحية أخرى، يرفض الرئيس الستغالي لقبه المعروف بـ«نيانغال سال» (أبو التَّجهُّم)، مؤكدا أن «لا تجهُّمَ عندي ولا صرامةَ بمعنى القسوة، وإن كان لديَّ نوعٌ من الصَّرامة بمعنى التَّحفُّظ والرَّزانة».
#ماكي #سال #سياسي #مخضرم #تدرج #في #المناصب #القيادية
تابعوا Tunisactus على Google News