ما المكاسب التي تعود على قطاع السياحة المصري بعد القرار الروسي بعودة الطيران؟
حالة من التفاؤل سادت الوسط السياحي ومستثمري القطاع بعد خبر عودة الطيران الروسي إلى المقاصد السياحية المصرية في الغردقة وشرم الشيخ بعد انقطاع لأكثر من 5 سنوات منذ العام 2015، حيث يعد السوق الروسي من أهم الأسواق السياحية الوافدة إلى مصر.
ما هي النتائج التي ستعود على مصر وروسيا بعد قرار عودة الطيران بين الجانبين؟
يشير عصام علي، الخبير السياحي في البحر الأحمر، إلى أن رحلات الشارتر الروسية متوقفة عن مصر منذ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أي لأكثر من 5 سنوات ونصف، وطوال تلك السنوات يعاني القطاع السياحي المصري نتيجة توقف توافد السائحين الروس إلى مصر، حيث تعد روسيا من أهم الأسواق السياحية بالنسبة لمصر.
الأكثر أمنا
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أصبح من المهم عودة رحلات الشارتر بين مصر وروسيا، خاصة بعد الخسائر التي لحقت بكلا الطرفين، ففي الوقت الذي خسرت فيه مصر 2.5 مليار دولار عائدات من السياحة الروسية، خسرت أيضا روسيا أكثر من 350 مليار روبل نتيجة تعليق رحلاتها إلى مصر، وكانت الخسائر الكبرى من نصيب شركات الطيران والسياحة الروسية.
وأشار الخبير السياحي إلى أن مصر تعد الأكثر أمانا ووقاية بالنسبة للسائحين الروس، مقارنة بدول أخرى مثل تركيا وتونس واليونان وقبرص، والتي كان لها نصيب كبير في عدد الإصابات بفيروس كوفيد19، أما بالنسبة للعديد من المناطق السياحية المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، فإنك تجد فيها وقاية وإجراءات احترازية وعلمية دقيقة.
المنتجعات جاهزة
وأوضح علي أن المنتجعات السياحية في الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم أصبحت جاهزة لاستقبال السياح الروس، حيث يوجد بالبحر الأحمر أكثر من 80 ألف غرفة فندقية متنوعة ما بين 4 و5 نجوم، كما أن عودة رحلات الشارتر الروسية سوف يرفع عمليات البيع داخل المزارات والبازارات السياحية.
ولفت إلى أن أسعار الغرف الفندقية في مصر أرخص من مثيلاتها في تركيا ودبي وتونس واليونان، وهذا الأمر سوف يدفع عددا كبيرا من الروس إلى تغيير وجهتهم لقضاء عطلاتهم في منتجعات الغردقة وشرم الشيخ، تزامنا مع أعياد الربيع وفصل الصيف.
ونوه الخبير السياحي إلى أن عودة الرحلات الروسية إلى مصر سوف تحقق إيرادات ومكاسب تتخطى 4.5 مليار دولار في الموسم السياحي الواحد خاصة في ظل تعويم العملة، وتوقع أن تبدأ رحلات الشارتر بين مصر وروسيا في النصف الثاني من شهر مايو/أيار المقبل.
اشتياق كبير لمصر
من جانبه، قال رئيس ائتلاف دعم السياحة المصرية إيهاب موسى، إن الغردقة وشرم الشيخ هما من أحب المناطق للسياح الروس، وعلى مدى العشرين عاما الماضية زار الروس تلك المناطق أكثر من مرة، بل إن هناك بعض السائحين تعودوا أن يقضون إجازاتهم بصفة مستمرة في تلك المناطق.
وأكد موسى لـ”سبوتنيك” أن السائحين الروس خلال السنوات الماضية كانوا في اشتياق كبير للعودة إلى شرم الشيخ والغردقة، مضيفا: “أتوقع بعد القرار الأخير أن يزيد عدد السياح الروس أو يتضاعف عن الـ 3 مليون الذين كانوا يزورون مصر في السنوات السابقة، حيث أن الكثير من السياح الروس كانوا ينتظرون القرار، رغم كل الظروف”.
مزايا جديدة
وأشار رئيس ائتلاف دعم السياحة إلى أن عودة الطيران الآن أفضل بكثير من التعاقدات السابقة، حيث أن طائرات الشارتر سوف تأتي مباشرة من روسيا إلى الغردقة وشرم الشيخ دون المرور بدول أخرى، كما كان يحدث في السابق.
وتعليقا على القرار الذي جاء بعد انتهاء فصل الشتاء والذي يمثل موسم السياحة الروسية، قال موسى: “نعم الشتاء هو موسم السياحة الروسية إلى مصر، لكن مع ذلك سيكون هناك إقبال روسي على غير العادة نظرا لاشتياق السياح لزيارة مصر”.
ولفت إلى أن المرحلة القادمة سوف تشهد اكتمال مقاعد كل رحلات الطيران الروسية المتجهة للمناطق السياحية المصرية، مشيرا إلى أن “فتح الطريق أمام الطائرات الروسية سوف يساهم في حل مشاكل شركات الطيران العالمية، حيث ستعمل العديد من خطوط الطيران العالمية على مصر من روسيا نظرا لعدم وجود أماكن في الطائرات الروسية”.
وكان السفير المصري لدى روسيا إيهاب نصر قد وصف الإعلان عن استئناف رحلات الطيران بين مصر وروسيا بالتطور المهم.
ونقلت صحيفة “الوطن” المصرية عن رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في موسكو، قوله إن هذه الخطوة تستعيد مسارا رئيسا للتفاعل والتعاون بين البلدين بما يتسق مع النمو الكبير في مختلف مجالات التعاون خلال السنوات الأخيرة.
وقال نصر إن “اتفاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره فلاديمير بوتين، على استئناف الطيران المباشر من روسيا إلى شرم الشيخ والغردقة، بعد أن تم استئنافها بين القاهرة وموسكو عام 2018، هو توجيه للجهات المعنية بالبلدين لاتخاذ الترتيبات التنفيذية لإعادة تسيير الطيران المباشر إلى الغردقة وشرم الشيخ من مختلف المدن الروسية”.
ولفت السفير إلى وجود “إقبال كبير من المواطنين الروس على زيارة مصر خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما تشهد به كثافة حركة الطيران بين العاصمتين حاليا واستخدام الشركات لطرازات طائرات ذات سعة كبيرة ومعدلات امتلاء مرتفعة”.
وكان الكرملين قد أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي توصلا خلال اتصال هاتفي جرى بينهما يوم أمس الجمعة إلى اتفاق مبدئي على استئناف رحلات الطيران بين البلدين.
وذكر بيان للرئاسة الروسية أن الاتفاق المبدئي على استئناف الملاحة الجوية على نطاق كامل بين الطرفين جاء بناء على نتائج “العمل المشترك الذي قد اختتم في مجال ضمان المعايير العالية لأمن الطيران في المطارات المصرية”، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق “يتماشى مع علاقات الصداقة بين الدولتين والشعبين”.
وأوضح الكرملين أن الجهات المختصة ستعمل، حسب الاتفاق المبرم، على تحديد المعايير العملية لاستئناف رحلات الطيران من روسيا إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ.
واشار البيان إلى أن بوتين والسيسي أكدا خلال المكالمة الهاتفية، أن اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا ومصر التي دخلت حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني العام الجاري، ستسهم في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
تابعوا Tunisactus على Google News