محمد النعاس أول ليبي يفوز بالبوكر عن روايته الأولى

محمد النعاس أول روائي ليبي يفوز بجائزة البوكر العربية عن روايته الأولى “خبز على طاولة الخال ميلاد” (دار مسكلياني – تونس). وكان فوزه متوقعاً لدى بعض النقاد والروائيين مع أن آخرين كانوا يتوقعون فوز إحدى الروايات الخليجية التي كانت ثلاثاً في القائمة القصيرة (عمان، الإمارات، الكويت). وقد شاعت أيضاً أقاويل عن إمكان فوز رواية “ماكيت القاهرة” للمصري طارق إمام، التي كُتب عنها كثيراً في الصحافة المصرية والعربية، وأحدثت سجالاً.

أعلن النتيجة الروائي التونسي شكري المبخوت رئيس لجنة التحكيم، في احتفال أقامته إدارة جائزة البوكر العربية في أحد فنادق أبو ظبي.

محمد النعاس قاص وكاتب وصحافي ليبي من مواليد عام 1991. حصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس، عام 2014، وصدر له “دم أزرق” (مجموعة قصصية) عام 2020. وتعد رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” (2021) هي الأولى له وكتبها في ستة أشهر أثناء فترة الحجر الصحي، عندما كان مقيماً في مدينة طرابلس الليبية، تحت القصف، ووسط انتشار أخبار الموت نتيجة الإصابة بكورونا أو في الحر، وكانت كتابة الرواية “حصنه من الدخول إلى مرحلة الجنون”، على حد تعبيره.

اول روائي ليبي يفوز بالبوكر (صفحة الكاتب – فيسبوك)

يعتبر النعاس– وعمره 31 عاماً– ثاني أصغر كاتب فاز بالجائزة في تاريخها وأول كاتب ليبي. صدرت “خبز على طاولة الخال ميلاد” بدعم من مؤسسة “آريتي الليبية”.

خبز ليبي

الرواية الفائزة (دار مسكلياني)

وقال الأكاديمي ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: “تسرد الرواية الفائزة قصة حياة شخصيتها الرئيسة، ميلاد، في علاقاتها التي تتقاطع، بتوتر جندري، مع محيطها الاجتماعي بكل توقعاته المتوارثة في المجتمع الليبي في النصف الثاني من القرن العشرين. يطل علينا ميلاد من ثنايا السرد، متقمصاً دور الراوي العليم، ليدخلنا في عوالمه الباطنة التي يتخمر فيها الخبز، نابضاً بحياة تجعل منه شخصية رئيسة، في النص الروائي، إلى جانب ميلاد. ومما يميز هذا النص الروائي الماتع الجرأة في السرد، والاقتصاد فيه، والانفتاح على مسارات من القص لا توصد الأبواب، وتدفق اللغة التي تنساب الفصحى في عروقها بألق لا مبالغة فيه، للتعبير عن خبايا الروح والجسد بلا تكلف أو ابتذال. تعلن “خبز على طاولة الخال” عن ميلاد روائي عربي واعد، لينضم إلى كوكبة الكتاب الشبان الذين قدمتهم “البوكر العربية” إلى القارئ العربي، في وطنه الكبير من المحيط إلى الخليج، وفي مهاجر هذا القارئ في شتى أصقاع المعمورة.

“خبز على طاولة الخال ميلاد” رواية فريدة من نوعها، وتقع أحداثها في ليبيا. في مجتمع القرية المنغلق، يبحث ميلاد عن تعريف الرجولة المثالي بحسب ما يراها مجتمعه. يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكوِّن نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب. يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خص المجتمع المرأة بها، بينما تعمل حبيبته من أجل إعالة الأسرة. يظل ميلاد مغيباً عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يفشي له ابن عمه ما يحدث حوله. تعيد هذه الرواية مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم “الجندر” وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة.