مسرح «حياة كريمة».. الفن لبناء الإنسان

فى ساحة واسعة بقرية قلهانة التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم نصب الصوان ذو الألوان الزاهية وبدأ شباب القرية بالتعاون مع آخرين فى بناء مسرح صغير وصف المقاعد للجمهور المنتظر.

بين الحين والآخر، وبفضول وشغف كبيرين، يتجمع عدد من أطفال القرية ليتابع عملية الإعداد ويسأل عن طبيعة الحدث الجديد وهم على يقين أنه سوف يسعدهم فمنذ أن ظهر هؤلاء الشباب بستراتهم التى تحمل شعار «حياة كريمة» وهم يشهدون بأنفسهم كيف تحولت قريتهم وكيف تغيرت معالم مبانيها وطرقها وينتظرون العام الدراسى الجديد ليروا بأنفسهم كيف تطورت مدارس قريتهم.

أخيرا انتهت التجهيزات وانطلق الجمهور الصغير فى السن والكبير فى العدد ليحتل مقاعده فظهر لهم على مسرح حياة كريمة «سوبر كركور» وهو دمية لطائر أبو قردان ليأخذهم فى رحلته التى يطوف خلالها بمحافظات مصر ليبحث عن سر تحقيق المصريين للعديد من المشروعات، وخلال تلك الرحلة يعرف كركور جمهوره بتلك الإنجازات التى تمت فى كل محافظة والمشروعات القومية المختلفة يرافقه فى رحلته حورس رمز الحماية وحابى رمز النيل.

وبعيون واسعة وضحكات عالية وأسئلة ذكية، تفاعل جمهور العرض الذى تجاوز 250 طفلا، واستمر العرض الذى تضمن رقصات استعراضية وتفاعلا مع الجمهور وعرضا لعدد من المواهب لمدة ٤٥ دقيقة بسط خلالها كركور العديد من المفاهيم للأطفال مثل معنى التطوع ومفهوم الملكية العامة والأهم كما ترى شادن عصام الدين مبتكرة ومؤدية شخصية سوبر كركور ومؤلفة العرض أن المسرحية تدعم لدى الطفل الهوية المصرية وترفع وعيه نحوها.

شادن عصام الدين مبتكرة الدمية

ابتكرت شادن خريجة الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة والمتطوعة فى مؤسسة حياة كريمة شخصية «سوبر كركور» منذ عام واختارته فى صورة طائر أبو قردان ليكون بطلا مصريا استدعته من التراث الفرعونى الذى وقر الطائر وقدسه ومازال وجوده مستمرا فى الحياة اليومية للمصريين، فيراه أبناء قرى حياة كريمة على ضفاف النيل من القاهرة وحتى أسوان.

ولتقدمه على مسرح حياة كريمة، درست شادن فنون المسرح لمدة عامين، فى معهد النقد بكلية الفنون وتقول:«يتم تجهيز نصوص العرض من خلال ورش الكتابة مع فريق العمل الذى يضم 13 شابا وفتاة من متطوعى حياة كريمة، بالإضافة لتصميم استعراض عن دور أبو قردان «صديق الفلاح»

 وتضيف: «أعتمد فى تصميم العروض للأطفال على طرق التفكير الحديثة والتى تعنى التفكير النقدى والتعاون والإبداع والتواصل فنقدم محتوى يحفز التفكير عند الطفل على سبيل المثال: ماذا تتضمن البيئة المحيطة حول الطفل؟ ما هو دور كل فرد حوله فى المجتمع؟ أهمية التعاون لإنجاز أى مهمة وهكذا».

وعن اختيارها لدمية تتحرك يدويا فى ظل إقبال الأطفال على كل ما هو إلكتروني، قالت: «كان هذا هو الرهان والتحدى الذى ثبت عدم صحته، فالطفل مازال طفلا يرغب فى رؤية الفنون المختلفة، وينبهر بالعرائس والأغانى والاستعراض ويتفاعل معها وخاصة أبناء القرى وكانوا مستمتعين بالعرض».

ويعد هذا العرض أول فعالية فى «قطار الفنون» الخاص بحياة كريمة، والذى يهدف لتوعية ومعالجة الفكر بالفكر، والذى سوف يتوسع لاحقا ليناقش قضايا كل منطقة وقرية ومحافظة من خلال دراما تعبر عنها، كما سيشهد مسرح حياة كريمة نشاطا خاصا لاكتشاف المواهب فى قرى المبادرة الرئاسية، تلك المواهب التى تحصل بالفعل على فرص حاليا خلال العروض المختلفة حيث يتم تشجيع الأطفال خلال الاستراحة بين فقرات العرض على مشاركة مواهبهم سواء غناء أو شعرا أو تمثيلا أو قراءة قرآن بالإضافة لفقرة recap أو الأسئلة الملخصة لكل المعلومات التى تم تقديمها أثناء العرض.

ويضم فريق عمل مسرح حياة كريمة مجموعة من المتطوعين الموهوبين بالمبادرة وهم: یوسف هارون فى دور حورس والفلاح والضابط، وأحمد سالم فى دور الغفير، وأدهم جمال فى دور ست الشرير، وليديا ملاك مذيعة العرض، وعهد عرفة فى دور المتطوعة بحياة كريمة. وتحدثت عن الممتلكات العامة وأهميتها، وإیمان عبدالمقصود وإسراء وليد  فى دور الفلاحات، ومحمد عبدالنبى فى دور العامل بمحطة بنبان عاصمة العالم للطاقة الشمسية وعمرو طارق فى دور العمدة، ويوسف وليد فى دور حابي، وأحمد عمرى Back stage وأحمد توفيق مانو مصمم استعراضات والمسرحية من إخراج الدكتور وحيد أسامة.

وتضمن العرض الذى جاء جزءاً من فعاليات القافلة التنموية الشاملة بالفيوم  «أنت الحياة»، استعراضاً منفصلاً عن العمل التطوعي، صاحبته أغنية أمير عيد «حياة كريمة» واستمر لمدة ساعة.

ثم جاءت نهاية المسرحية باكتشاف سوبر كركور وجمهوره أن السر فى تحقيق المصريين للعديد من الإنجازات هو «التعاون»، وأن النجاح يكمن فى أداء كل فرد فى المجتمع لدوره، فى رسالة مهمة للأطفال بأن نكون جميعًا «إيد واحدة».

رابط دائم: