- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

مطالب العمال حول العالم واحدة!

مع توالى الأزمات منذ جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية وتغير المناخ وما نتج عنها من تداعيات اقتصادية واجتماعية، شهدت الأسواق العالمية تضخما مستعرا أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين وعلى مدخراتهم مما جعلهم غير قادرين على الإنفاق على المستلزمات الأساسية. فى ظل هذه الأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة، احتفل الملايين من الأشخاص حول العالم، الاثنين الماضى، بعيد العمال بخوض احتجاجات واسعة، للمطالبة بحقوقهم وإنصافهم من جانب الحكومات والقطاع الخاص.

أوروبيا، تتوالى فى ألمانيا الإضرابات والاحتجاجات، منذ مطلع العام الحالى، من جانب العمال فى العديد من القطاعات دفاعا عن حقوقهم. وكانت مناسبة فاتح مايو فرصة لمواصلة التظاهر ضد الغلاء والتضخم والمطالبة برفع الأجور فى وقت باتت أزمة الطاقة والتضخم المرتفع وآثار جائحة كورونا تخلق حالة من عدم اليقين وتلقى بالعديد من الناس فى مخاوف وجودية، كما جاء فى بيان لاتحاد النقابات العمالية الألمانى.

فى بريطانيا، حيث معدلات التضخم هى الأعلى فى غرب أوروبا، يعيش البريطانيون أزمات غير مسبوقة منذ أربعة عقود، بسبب تبعات الصدمات التى منى بها الاقتصاد البريطانى، بدءا من تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبى، ثم جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية، وصولا الى النتائج المترتبة على الحرب الأوكرانية، سواء فيما يتعلق بمصادر الطاقة او الغذاء. تعتبر بريطانيا مستوردا كبيرا للغذاء، إذ تستورد نحو نصف طعامها، وقد تأثر اقتصادها بشكل كبيرا مع ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، مما اثر على الوضع المعيشى للمواطنين الذين لم يعد بمقدورهم مواجهة أعباء الحياة المادية. كل أسبوع هناك فئة من العمال يضربون عن العمل احتجاجا على الغلاء المعيشى ويطالبون برفع الرواتب.

فرنسا،إحدى الدول السبع الكبرى، وأحد اقتصادات العشرين الكبرى، تشهد، منذ مطلع العام الحالى، أزمة اجتماعية وسياسية على خلفية احتجاجات رافضة لخطط إيمانويل ماكرون لإصلاح قانون التقاعد. وكما كان متوقعا، شارك، فى عيد العمال، مئات آلاف الأشخاص فى مظاهرات ومسيرات احتجاجية تعبيرا عن رفضهم تعديل نظام التقاعد. وتخلل المظاهرات صدامات عنيفة بين عناصر الشرطة ومحتجين. وشهدت حركة الملاحة الجوية اضطرابات بسبب هذا اليوم الاحتجاجى الجديد مع إلغاء ما بين 25 و33% من الرحلات فى عدد من أكبر المطارات الفرنسية. ومن المرجح أن تستمر الاحتجاجات فى الأسابيع المقبلة، وان كانت الحكومة ترى غير ذلك.

عربيا، وفق تقارير دولية متعددة، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجى وليبيا، ارتفعت مستويات التضخم والفقر فى العالم العربى، وبات ثلث المواطنين العرب يعيشون تحت خط الفقر. وحذر صندوق النقد الدولى من أن المخاطر التى تهدد دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تكمن فى استمرار ارتفاع أسعار السلع الأولية ونقص الغذاء، ما قد يؤدى إلى انعدام الأمن الغذائى وإثارة قلاقل اجتماعية وتعرض المالية العامة لضغوط أكبر قد تفضى إلى مخاطر على الاستقرار المالي.

اذا كانت الإضرابات تعُد جزءا أساسيا من ثقافة العمل فى أوروبا، ويزداد عددها مع تدهور ظروف العمل والأجور، فالوضع فى المنطقة العربية يبقى مختلفا. وإن كانت الظروف المعيشية وظروف العمل أسوأ، الا ان ثقافة الاحتجاج تبقى أقل. ومع ذلك، تبقى مناسبة فاتح مايو فرصة لخروج العمال عن صمتهم والتعبير عن قلقهم ومطالبهم.

- الإعلانات -

فى المغرب، فى ظل استمرار الأزمات، وارتفاع معدل التضخم بشكل قياسى، وارتفاع تكلفة المعيشة مما أثر على وضعية الطبقة العاملة، نددت أصوات فاتح ماى لهذه السنة بغلاء الأسعار، ورفعت شعارات للمطالبة بتحسين الأجور. وكان هذا اليوم فرصة امام النقابات العمالية للتنديد بالأوضاع المعيشية المزرية للطبقة الشغيلة، والتى لم تواكبها، وفق تعبيرها، إجراءات حكومية لحماية القدرة الشرائية للمغاربة.

فى تونس، نددت النقابات المشاركة فى تظاهرات عيد العمال، بما اعتبرته أوضاع العمال والكادحين المتدهورة، واستشراء البطالة والفقر وتدهور المعيشة بسبب الغلاء وندرة البضائع الحيوية وارتفاع الضرائب وتراجع الخدمات الأساسية التى تهم التعليم والصحة والنقل، فضلا عن ارتفاع حجم المديونية وعجز الميزان التجارى وارتفاع التضخم والهبوط الجنونى لقيمة الدينار التونسى، وتوعدت بمزيد من النضال من أجل العدالة والكرامة.

هذا هو الواقع الذى يحل فيه عيد العمال حول العالم، فى هذه الظرفية الدولية الاستثنائية. الدول المتقدمة إلى جانب النامية والفقيرة، معظمها تعانى مشكلات اقتصادية ومشكلات عمالية قادت إلى إضرابات واحتجاجات غير مسبوقة. وكل الامل ان يتجاوز العالم أزمته الاقتصادية الراهنة ويعود له الاستقرار والأمان.

> كاتبة مغربية
لمزيد من مقالات وفاء صندى رابط دائم:

#مطالب #العمال #حول #العالم #واحدة

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد