معرض تونسي يحتفي بالمبدعين والناشرين والأطفال |
تونس – أعلنت المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية في بلاغ لها الخميس عن الموعد الجديد لتظاهرة المعرض الوطني للكتاب التونسي، حيث تقرر إجراؤها من 17 إلى 27 يونيو القادم بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بعد أن تأجلت في أكثر من مناسبة جراء تداعيات فايروس كورونا المستجد.
ودعا المدير الفني ورئيس لجنة تنظيم المعرض الكاتب محمد المي في ذات البلاغ كافة الناشرين التونسيين والأدباء والكتاب وعموم المواطنين إلى الإسهام بكثافة في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية التي تنتظم هذه السنة في دورتها الثالثة تحت شعار “خذ الكتاب”، مع ضرورة التقيّد بالبروتوكول الصحي المعمول به في الغرض حفاظا على سلامة رواد المعرض والمشاركين فيه.
وفي فعاليات الافتتاح سيتم تكريم 15 ناشرا تونسيا 9 من الراحلين و6 من الناشرين الأحياء الذين قدموا الكثير للثقافة والكتاب التونسي.
ويلفت المي إلى أن الناشر ليس تاجر كتب بل هو فاعل ثقافي هام، مشددا على تطور قطاع النشر في تونس وتحسن نوعية الكتب المطبوعة التي تنافس الكثير من الناشرين خارج تونس.
وأكد محمد المي أن المعرض سيركز هذا العام على أدب الطفل لمواجهة ظاهرة عدم الإقبال على المطالعة.
وأضاف “نحن اليوم نتجه إلى المواطن ونقول له خذ الكتاب، نسعى إلى أن نوصل الكتاب للقارئ، كل مواطن سيزور المعرض سيحصل على قرابة 10 كتب مجانية تمثل ندوات المعرض حول المسرح والرواية والفن وأهم الشخصيات الثقافية، وهي كتب معدة للتوزيع المجاني”.
الخطوط العريضة للمعرض نجد فيها برنامج الطفل الذي يستمر يوميا طيلة أيام المعرض، عروض فرجوية، ألعاب تثقيفية ورشات تكوين وغيرها، حيث لن تتوقف الأنشطة الموجهة للطفل، كما سيكون الدخول إلى المعرض مجانيا وحرا.
ويركز المعرض كذلك في دورته هذا العام على البرنامج الثقافي الذي يمثل العمود الفقري للمعرض، فالمعرض ليس فقط لعرض الكتب وبيعها، وإنما هو فرصة للمؤلفين والكتاب واللقاءات بين الكتاب والقراء والناشرين، إضافة إلى تقديم شهادات لكتاب قصصيين وأمسيات شعرية.
معرض هذا العام يركز على أدب الطفل وتكريم الناشرين والأدباء من خلال برنامج ثقافي متنوع
ويكرّم المعرض العديد من الأسماء التونسية مثل المؤرخ هشام جعيّط، والمسرحي منصف شرف الدين، محمد الحسين فنطر، وعبدالجليل التميمي، وغيرهم.
البرنامج الثقافي يساعد المعرض للرواج وتكوين ألفة بين القارئ والكاتب والمبدعين والناشرين.
ومن بين برامج المعرض يوم تقدمه المؤسسة الوطنية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، لأول مرة في تاريخ تونس، تقدم فيه العقد النموذجي بين المؤلف والناشر، وهو ما سيساهم في توحيد العقود لحماية حقوق المؤلف.
وفي سابقة أخرى قام المعرض بعقد شراكة مع المؤسسة الوطنية للاقتصاد الرقمي، وسينتج أول كتاب مسموع تونسي بأصوات تونسية، وهو “سهرت منه الليالي” للقاص التونسي الراحل علي الدوعاجي، وسيشارك في هذا الكتاب بقراءة المقدمة عزالدين المدني، ثم قصة “كنز الفقراء” سيقدمها الممثل التونسي رؤوف بن عمر، وستفتح مسابقة للمسرحيين الشبان لتقديم بقية قصص الكتاب.
كما يقدم المعرض كتابا رقميا ثانيا بعنوان “نساء تحت الحظر” تقدمه مجموعة من النساء التونسيات.
وسيتوفر كتابا “سهرت منه الليالي” و”نساء تحت الحظر” على جميع المحامل الرقمية بشكل مجاني، وسيفتح هذان المشروعان للكتابين المسموعين الطريق أمام كتب تونسية مسموعة أخرى تونسية مثل الطاهر الحداد وأبوالقاسم الشابي وغيرهم.
وعلى غرار ما يقوم به المعرض الدولي باستضافة الدولة الضيفة، فإن المعرض الوطني قرر أن يستضيف في كل دورة محافظة من المحافظات التونسية، وهذا العام يستضيف المعرض محافظة صفاقس التي تمثل العاصمة الثانية لتونس، وتزخر بالكثير من العلماء والأدباء والشعراء والرسامين.
وستحضر المحافظة على امتداد كامل أيام المعرض، وستكون هناك خيمة مكيّفة موجهة للتظاهرات التي تحتفي بضيف المعرض. وسيقدم ضمن الاحتفاء بصفاقس أربع ندوات تكريمية كبرى بمشاركة أهم الأدباء والمثقفين والنقاد التونسيين، لكل من الأكاديمي والناقد عبدالمجيد الشرفي، والمفكر محمود بن جماعة، أستاذ الفلسفة والمترجم، ومحمد الخبو أستاذ السرديات والناقد، والفنان التشكيلي حبيب بيدة.
وكل ندوة من هذه الندوات الأربع ستكون فعالياتها في كتاب خاص، وسيتم توزيع الكتب بشكل مجاني على زوار المعرض.
ونجد صفاقس الشاعرة، حيث يستضيف المعرض شاعرات من محافظة صفاقس في أمسية شعرية جامعة، كما نجد يوما لشعراء من صفاقس مثل عبدالجبار العش والهادي القمري ويوسف خديم الله، وستتخصص لهم أمسية شعرية تحتفي بمنجزهم.
وهناك فقرة أيضا بعنوان “أطباء مبدعون”، حيث يستضيف المعرض أستاذ علم النفس سليم المصمودي وكتابه “الذكاء والإبداع”، وهناك كذلك تكريم للباحث خليل قويعة وسامي بن عامر الذي أصدر معجم المصطلحات الفنية التشكيلية.
ولفت المي إلى أن البرنامج الثقافي لهذه الدورة من المعرض زاخر وثري، حيث سيكون غنيا بمنشورات مختلفة، وأكثر تنوعا، نظرا إلى أن المعرض لم ينتظم منذ سنة 2019، كما ساهم تأجيل معرض الكتاب الدولي في تراكم العناوين.
تابعوا Tunisactus على Google News