معقل سابق لإخوان تونس.. وعود رئاسية تنموية لإنهاء «عزلة الجنوب»
بوعود لحياة اقتصادية واجتماعية أفضل، غازل الرئيس التونسي قيس سعيد سكان مناطق الجنوب التي لطالما تم اعتبارها الحاضنة الانتخابية لحركة النهضة الإخوانية.
وكان الجنوب التونسي خزانا انتخابيا للإخوان طيلة السنوات العشر الأخيرة حيث ظن الأهالي أنها ستعوضه سنوات التهميش التي طالتهم خلال حكمي الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، قبل أن ينضب بعد إدراكهم أن وعود الإخوان “كاذبة وواهية”.وأدى قيس سعيد زيارة غير معلنة إلى منطقة النويل من بلدية دوز بولاية قبلّي (جنوب)، حيث التقى مجموعة من المواطنين واستمع إلى شكواهم ومقترحاتهم وإلى المصاعب التي يواجهونها خاصة بالنسبة إلى تدشين المشاريع وعدم استجابة الجهات المعنية إلى مطالبهم.
وقال سعيد إن “مسألة العروشية (النزعة القبلية والجهوية) أصبحت من الماضي وانتهت، ولابد من القطع مع كل أشكالها نهائيا، وأن الجميع إخوة بغض النظر عن جهتهم”، مشيرا إلى أن “فكرة المجلس الوطني للجهات والأقاليم تنبع من فكرة أن كل مواطن في أي نقطة من أرض تونس وفي كل جهة له الحق في التشريع على المستوى الوطني، لأن الدولة مهمتها تحقيق الاندماج”.
ولطالما كان هذا الجنوب داعما للإخوان حيث سبق أن صرح زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي عام 2019 بأن “حركة النهضة ليست في حاجة إلى تنظيم حملة انتخابية للانتخابات التشريعية في محافظات الجنوب (7 محافظات من أصل 24) باعتبارها مضمونة” .
والمحافظات السبع هي صفاقس وقابس ومدنين وتطاوين وقبلي وتوزر وقفصة، فيها مليونان و600 ألف نسمة من جملة 10 ملايين تونسي، في حين يشغل ممثلوها في البرلمان التونسي 53 مقعداً من أصل 217، أي ما يناهز ربع المقاعد.
وأظهرت المحطات الانتخابية التي شهدتها تونس منذ عام 2011 أن الجنوب التونسي كان الخزان الانتخابي للإخوان، إذ فازت النهضة بأغلب المقاعد البرلمانية المخصصة للدوائر الانتخابية في تلك المناطق.
ووفق مراقبين فإن “إخوان تونس خسروا رصيدهم الانتخابي الذي كانوا يعولون عليه بعد إدراكهم لمساوئهم ولأكاذيبهم”.وقال المحلل السياسي التونسي عبد المجيد العدواني إن “أهالي الجنوب التونسي أدركوا أن النهضة عندما كانت في الحكم لا تختلف كثيرا عن ممارسات سابقيها خاصة وأنهم لم يتحصلوا لا على التنمية ولا على التشغيل ولا على الاندماج الاقتصادي بالرغم من أن الجنوب التونسي يكتسب خصائص تؤهله بأن يكون وجهة سياحية متميزة”.وأكد، في تصريحات لـ”العين الاخبارية”، أن هناك نية واضحة من السلطة لفك حالة العزلة التي يعاني منها الجنوب التونسي وتحسين مستويات التنمية في تلك المناطق.وأوضح أن “الرئيس قيس سعيد أراد أن يؤكد للإخوان بنه يتحرك في ميدانهم وفي مناطق كانت رصيدا انتخابيا لهم”.
وأشار إلى أنه “يحظى بشعبية كبيرة حيث سبق وأن أيد أهالي الجنوب قرارات 25 يوليو/تموز 2021 بعد الإطاحة بحكم الإخوان وغلق برلمان راشد الغنوشي بالرغم من أن الجنوب التونسي، كان سابقا معقلا لأنصار حزب النهضة الإخواني” .ولفت إلى أن “الجنوب التونسي أنجب أبرز الوجوه المتشددة للإخوان ومن بينهم زعيمهم راشد الغنوشي وعلي العريض والصادق شورو والحبيب اللوز لكنهم أداروا وجوههم عن مسقط رؤوسهم بمجرد وصولهم للحكم وتخلوا عن آمال وأحلام أهاليهم من أجل مصالحهم الضيقة”. aXA6IDJhMDI6NDc4MDoxOjU2NTowOjNhZGQ6MmZkMTo1IA== جزيرة ام اند امز US
#معقل #سابق #لإخوان #تونس. #وعود #رئاسية #تنموية #لإنهاء #عزلة #الجنوب
تابعوا Tunisactus على Google News