مع الشروق..حرب أوكرانيا… والتعاون العربي العربي
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق..حرب أوكرانيا… والتعاون العربي العربي, اليوم الجمعة 11 مارس 2022 11:19 صباحاً
نشر في الشروق يوم 11 – 03 – 2022
وضعت الحرب الروسية الأوكرانية أغلب الدول العربية في مواجهة مشتركة لأزمة منتظرة ستلقي بظلالها على أمنها الطاقي والغذائي والاقتصادي والمالي. فبعض الدول العربية غير المنتجة للغذاء تحتاج اليوم إلى وجهات جديدة لإستيراد مختلف حاجياتها الغذائية بتكاليف أرفع من السابق. ودول عربية أخرى غير منتجة للنفط والغاز أو التي لا يغطي الإنتاج حاجياتها، في حاجة للمحافظة على أمنها الطاقي بعد ارتفاع أسعار المحروقات في السوق العالمية. فيما تسعى دول عربية أخرى للمحافظة على سلامة قطاعها السياحي الذي يمثل ركيزة أساسية في اقتصادها، ويعتمد بشكل كبير على الأسواق السياحية الأوروبية والروسية ومن المنتظر أن يتأثر بالأزمة..
وبالتوازي مع التحذيرات من ارتدادات الحرب، دعا قادة ومسؤولون عرب في المُدة الاخيرة إلى ضرورة التعجيل بامتصاص ارتدادات هذه الازمة التي ستُخلفها الحرب على الدول العربية. وهو ما يمكن تحقيقه إذا ما تم التوجه نحو تكثيف التعاون العربي – العربي في الفترة القادمة في شتى المجالات. ويقتضي هذا التعاون التسريع بالدخول في شراكات اقتصادية جديدة بين مختلف الدول العربية تشمل عدة قطاعات ولا يقع الخضوع فيها لتقلبات الأسعار في الأسواق العالمية ويمكن أن تكون بأسعار تفاضلية وتضمن تعاونا عربيا مشتركا يقع من خلاله تبادل مختلف حاجيات دول وشعوب المنطقة من غذاء ومحروقات واستثمارات خارجية وتدفق سياحي وصادرات وواردات مختلفة.
وبإمكان تونس أن تكون شريكا في هذا التعاون من خلال ما يتوفر بها من ميزات مناخية وجغرافية ومن استقرار وبنية تحتية تجعلها قادرة على تكثيف إنتاجها من السلع الغذائية المختلفة وتوجيه جانب هام منها للتصدير نحو دول المنطقة غير المنتجة للغذاء، على غرار زيت الزيتون والتمور والقوارص والخضراوات والغلال والحليب ومشتقاته والدواجن والبيض ومنتجات البحر والمصبرات الغذائية. وبإمكانها أيضا تكثيف إنتاجها من الفسفاط ومشتقاته قصد الرفع من طاقتها التصديرية نحو بلدان عربية وأن تكون فضاء لاستقطاب الاستثمارات الكبرى والعملاقة من الدول العربية العريقة في هذا المجال لا سيما في مجال الاستثمار العقاري والخدماتي، على غرار الدول الخليجية.
وبإمكان تونس أيضا أن توفر وجهة سياحية متميزة للأشقاء العرب خصوصا من الجزائر وليبيا ودول الخليج العربي. كما بإمكانها أيضا أن تتحول إلى منصة استثمارية تتيح للدول العربية التوجه نحو السوق الإفريقية وتستفيد مما توفره دول المشرق العربي من “منصات” للتوجه نحو الأسواق الآسيوية. وفي المقابل ستكون تونس في حاجة للاستفادة من الشراكة مع الدول “البترولية” وفي مقدمتها الجزائر والعربية السعودية وليبيا وقطر والإمارات العربية وبقية دول الخليج العربي لاستيراد النفط أو للتعاون معها في مجال مشاريع الطاقات المتجددة. وبإمكان تونس أيضا التعاون مع عديد الدول العربية من خلال ما قد توفره من خبرات وكفاءات بشرية في شتى المجالات. وبامكان كل الدول العربية دون استثناء المشاركة في هذا التعاون والتبادل العربي- العربي في شتى المجالات وهو ما يتطلب التسريع بالدخول في مفاوضات ومشاورات للتوافق بين مختلف الدول العربية حول مختلف السبل المتاحة للشراكات الاقتصادية والتبادل التجاري استنادا إلى الإمكانات المتوفرة في كل دولة، من ثروات طبيعية وفلاحية وجغرافية ومناخية وسياحية. ويتطلب ذلك بالخصوص التوافق على أن يكون التبادل والتعاون طوال فترة أزمة الحرب الروسية الأوكرانية على قدم المساواة وبأسعار تفاضلية تحميها من استعار نار الأسعار في الأسواق العالمية. وهو ما بالإمكان تحقيقه خصوصا على مستوى الهياكل العربية وفي مقدمتها جامعة الدول العربية.
فاضل الطياشي
.
#مع #الشروقحرب #أوكرانيا #والتعاون #العربي #العربي
تابعوا Tunisactus على Google News