مغاربة ضمن ضحاياها.. تصاعد موجة العنصرية بتركيا تنذر بتأثر المداخل السياحية لأنقرة – مدار21
انتشرت خلال الأيام الأخيرة العديد من مقاطع الفيديو القادمة من تركيا، والتي توثق لحملة عنصرية غير مسبوقة من طرف الأتراك ضد العرب عامة، ومن بينهم المغاربة الذين نالوا نصيبهم منها، إذ بات العديد من المواطنين يرفضون العرب سواء من المقيمين بتركيا أو الذين يأتون من أجل السياحة بالبلاد.
وتوفي مواطن مغربي عمره 57 سنة، بإسطمبول بتركيا، بعد خلاف نشب بينه وبين سائق سيارة أجرة، انتهى بالاعتداء عليه قبل أن يفارق الحياة بالمستشفى، الأمر الذي خلف ردود فعل قوية من طرف المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين السفارة المغربية بتركيا بالتحرك لمعاقبة السائق المتهم، خاصة وأن الواقعة وثقتها مقاطع فيديو.
وغير بعيد عن هذه الواقعة، وثقت مقاطع فيديو أخرى اعتداءات من طرف مواطنين أتراك على زائرين ومقيمين من العرب، خاصة القادمين من بلدان تشهد نزاعات مثل سوريا واليمن، إذ بات عدد من الأتراك يرفضون وجود العرب ببلادهم، معتبرين أن معظم المشاكل تأتي منهم.
وفي جرد لأراء مواطنين أتراك من طرف قناة محلية، كانت أغلب التدخلات تؤكد أن الأمر الوحيد الجيد في العرب هي الأموال التي يضخونها في الاقتصاد التركي، معبرين عن رفضهم لقدومهم، حيث يرون أن كل السلوكيات القبيحة ترتبط بهم.
وفي رد فعل غاضب على هذه الحملة العنصرية ضد العرب، أطلق مجموعة من النشطاء حملة لمقاطعة زيارة تركيا من طرف السائحين العرب، حيث وثقت مجموعة من مقاطع الفيديو لفراغ كبير بالمطارات خلفته هذه المقاطعة، لا سيما وأن الزائرين من الدول العربية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعدون من أكثر الجنسيات المتوافدة على تركيا.
ومن جهتها، وأمام توقعات بتأثر المداخيل السياحية لأنقرة، سارعت وزارة السياحة التركية إلى نشر إحصائيات حول تدفق السياح العرب على البلاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية، في رد غير مباشر على تأكيدات حول تأثر السياحة بحملة المقاطعة المذكورة، حيث أكدت أنه لحدود ماي الماضي، حل بتركيا ما يقارب المليون و169 الف سائح يحمل جنسية بلد عربي، من بينهم 92 ألفاً من السياح المغاربة، محتلين بذلك الرتبة الخامسة.
وجاء العراقيون، حسب الأرقام الرسمية، في المرتبة الأولى بنحو 352 ألف زائر عراقي، و170 ألفاً سعودي، و111 ألفاً كويتي، و100 ألف أردني، و92 ألفاً من المغرب، و80 ألفاً من الجزائر، و70 ألفاً من لبنان، و66 ألفاً من ليبيا، و60 ألفاً من مصر، و59 ألفاً من تونس.
في حين بلغت عائدات تركيا من السياحة عام 2022، حسب أرقام معهد الإحصاء التركي، ما يناهز 46 مليار دولار، بمتوسط إنفاق يومي للسائح الواحد بلغ 89 دولارًا.
هذا ويربط محللون حملات العنصرية المنتشرة بتركيا بالخطاب الذي انتشر مع الانتخابات التركية، بعد اعتزام السلطات التركية إعادة أعداد كبيرة من المهاجرين إلى بلدانهم، بمن فيهم المغاربة، خاصة أن تركيا تعد وجهة مفضلة للحالمين بالعبور إلى أوروبا، لا سيما من البلدان التي تشهد أزمات اقتصادية وصراعات مسلحة.
وبالمقابل، قلل آخرون من أهمية الحملات العنصرية المذكورة إذ اعتبر أنها غير عامة وأنها تهم فقط بعض المواطنين الأتراك، رافضين الانخراط في حملة معادية لتركيا بسبب انتشار مقاطع الفيديو المذكورة.
#مغاربة #ضمن #ضحاياها. #تصاعد #موجة #العنصرية #بتركيا #تنذر #بتأثر #المداخل #السياحية #لأنقرة #مدار21
تابعوا Tunisactus على Google News