- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

مقابلة مع الفنان التشكيلي وليد عبيد والحديث عن الاحتفاء بالمرأة في الفن

يثير الفنان التشكيلي وليد عبيد حالة من الجدل على صفحاته عبر السوشيال ميديا كلما شارك لوحة من لوحاته، نتيجة لتسليط الضوء على ظاهرة مجتمعية تفاجئ من يراها بسبب تفاصيلها العميقة واللحظات القاسية التي يلقي الضوء عليها.وليد عبيد هو فنان تصوير مصري، ولد في الجيزة عام ١٩٧٠، وحصل على درجة البكالوريوس في قسم التصوير من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان عام ١٩٩٢، ونظم العديد من المعارض الفنية والمحافل الدولية. يعد وليد من أبرز الفنانين الذين يسعون إلى تعزيز المشهد الفني المصري وإبراز الهوية المصرية في الفن المعاصر.يمكن القول إن معظم لوحات وليد تتراوح بين التصوير الدقيق لمعاناة المرأة المصرية بسبب محيطها، إلى كسرها بعض التابوهات المجتمعية. لكن تشترك جميع لوحاته تحت ثيمة واحدة، وهي تحرير المرأة من القيود المجتمعية الأبوية. يجسّد وليد هذه الثيمة بشكل واضح في لوحاته، حيث يعتمد رسم المرأة ليس كموديل للملابس الداخلية، بل كأمرأة عادية على طبيعتها. وما قد يلاحظه الكثير من الناس هو تركيز وليد بشكل خاص على تفاصيل جسم المرأة العاري، بكل منحنياته وترهلاته، ووجهها الذي قد يبوح بما تشعر به.قابلنا وليد عبيد وتحدثنا معه عن اهتمامه بدور المرأة في المجتمع وعن أسلوبه والمدرسة الفنية التي ينتمي إليها، كما حدثنا أكثر عن لوحاته.VICE عربية: كيف يمكن للفن التعبير عن المرأة؟وليد عبيد: الفن يعبر عن معاناة أي امرأة، سواء بسبب سنها أو اختلاف شكل جسدها أو شخصيتها. المرأة تحب أن تكون جميلة والله خلقها تحت بند الجمال، وهي تعلم هذا الأمر. أنا أهتم بتصوير المرأة بملامحها الطبيعية الواقعية، بعيداً عن الجمال المصطنع الذي يظهر في الإعلانات التجارية، والهدف من لوحاتي ليس الإغراء. لوحاتي تحاكي الكاميرا، تتجسس وتراقب… لذلك تجد الموديل في وضعها الطبيعي في لوحاتي.كيف ترى المرأة في المجتمع؟ المرأة عندي هي شعبتين، أولها المرأة فيسيولوجيًا والثاني معنويًا، والتي أفضل أن أسميها بالوطن. يواجه الرجل في الحياة العادية صراعات من أجل البقاء وحينما يرى المرأة الأقرب له، يشعر بأنه قد وصل إلى وطنه. أرى أن المرأة تمثل المُثل العليا في روحانيات البشر، والرجل يمثل المثل الدنيا. المرأة هي المضحية والمعطية ومشاعرها أكثر فيضًا، والرجل يفكر تفكير لحظي ويركز على مهمة واحدة. وكلا منهما ميسر لما هو خلقه. لذلك هي أقرب للفنان في التعبير.المرأة استضعفت عبر القرون الماضية. هي كائن قوي وصبور. المرأة مثل الزيت الذي يجعل تروس الآلة تعمل، ولا أرى أنها ند للرجل حتى يدخل معها في صراعات. هل تعتقد أن البعض يرى لوحاتك على أنها تصدامية بسبب القضايا التي تبرزها، واللحظات القاسية التي كثيرًا ما تركز عليها؟بالطبع لا أعتقد ذلك، أنا لوحاتي مفاجئة وليست تصدامية، لكن ربما الذي يراها تصادمية من تكشف أفعاله. على سبيل المثال، لوحة “فعل فاضح”، والتي تحتوي على اعتداء مشين على امرأة، بالطبع الذي يمارس هذا الفعل سيرى أن اللوحة جرحته بالكشف عن فعله. إذا رأيت شخص يسرق وجلست معه وبعد فترة فاجأته بأنك رأيته يسرق، سيشعر بالتوتر والصدمة من اكتشاف فعلته. لذلك أعتبر لوحاتي كاشفة، ويشعر البعض بالصدمة حينما تكتشف حقيقته.هل يمكن تصنيف لوحاتك بأنها ثورة المرأة على المجتمع؟ نعيش عصر القهر واللامنطقية، وصراعات على الهواء لم نكن نشاهدها من قبل، وكأن الناس تُدفع تجاه اللامنطق. أعتقد أن لوحاتي كاشفة للمجتمع، وتسلط الضوء على ناس تعيش في الظلام من زاوية مختلفة. لذلك إذا وضعت لوحاتي بجانب بعضها البعض في لوحة كبيرة ستشكل جزء كبير من المجتمع.ما القضايا التي تفضل تسليط الضوء عليها؟ ما يشعر به الإنسان بشكل عام هو كوني. في آخر لوحة لي تحت عنوان “NOBODY CHANGED HER PROFILE PICTURE”، وضعت لقطة تفصيلية، لا أعتقد أن الكثير لاحظها، وهو شعور الفتاة المرغوبة الكترونيًا أو افتراضيًا، وشعورها بالإحباط الدائم. أنا في الوقت الراهن أحاول ان أتعامل مع متطلبات الواقع بنقل ما يشعر به الناس في الوقت الحالي.تابعت أعمالك ورأيت احتفائك بالأشخاص وتعطي لهم دور البطولة في اللوحة، فما الذي يحركك لترسم لوحة؟أنا أرسم لأني ليس لدي شيء آخر أفعله، ولأن الرسم يبدأ بعد أن تعجز الكلمات عن التعبير عن أشياء عدة، وأنا أرسم لغة لا يعبر عنها إلا الرسم، وما يدفعني للرسم، حالة أحس بها وأجد التعبير عنها بالرسم.في مواضيع وأجواء نفسية يصعب التعبير عنها. الأمر مماثل للعطر، مهما استنشقت عطر جميل لن تنساه ولن تستطيع وصفه بالكلمات واللوحات كذلك، تقف تستمتع وتنبهر بها، ولن تستطيع وصفها. وضروري أن يراها الآخر حتى يشعر بما شعرت به، لأن الفن التشكيلي والموسيقى يصيبان الوجدان أولا ثم يستوعبه العقل. مثلًا إذا استمعت إلى مقطع موسيقي للسيدة فيروز تجعلك تتخيل أنك في جبال، والفنون الأخرى مثل الأدب والشعر تصيب العقل أولًا ثم القلب يستوعب المعنىوضع المرأة في لوحة لعبة الكون مثيرًا للجدل، فهل يمكن تفسيرها؟ تظهر لوحة لعبة الكون أن الرجال هم من يتحكمون في الكون منذ بدء الخليقة وهذا على ظهر المرأة. ويرى المتفرج أن المرأة تركت حكم الظاهر لهم وهي حكمت الباطن، كما أنها تحرس خبيئة تحت بيديها. وهناك تفاحة والتي تشير إلى قدرة المرأة على توجيه الرجل حتى لو كان للخطأ. كذلك تظهر اللوحة أن أغلب القتلى في لعبة الشطرنج من العساكر، أما الملك والوزير وغيرهم صامدون. يمكن تلخيص الفكرة في أن العالم يخلق صراعات كبيرة وحروب وفي النهاية المرأة لديها السر. ما أكثر لوحة أرهقتك نفسيًا؟ لوحة ميكافيلي اعتبرها من أهم لوحاتي. فكرت فيها عندما كنت معزولًا عن الناس خلال فترة فيروس كورونا خلال عام ٢٠٢٠، فرسمت ميكافيلي والذي يمثل المكر والازدواجية كأنه وكيلًا للشيطان متوشحًا بجناحي وطواط ، ووضعت فيها بعض رموز الماسونية. كنت أتوقع أنه بعد عزل كورونا إما أن تحدث الحرب والدمار، أو تحدث العدالة والخير، وجعلت الحرب أقرب ما يكون إلى مكيافيلي. وبالفعل حدث ما كنت أتوقعه، ثم اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية فيما بعد.أنا تعمدت رسم الشيطان، ارهقني جدًا عندما شاهدته في رؤية وسألني عن سبب ضيقي منه ولماذا أحاربه، وظهر بملامح طيبة ووديعة، وحاول إغرائي، لكنني تجاهلته رغم ذلك.ما المصادر التي تستوحي منها لوحاتك؟ الناس. قبل الرسم، استشير الموديل في موضوع اللوحة واستمع إليها وهي تتحدث عن يومها. وأحيانا استخرج من الحكايات موضوعات جديدة تجعلني أغير وجهة نظري.  هل روت إحداهن قصة مؤثرة قبل رسمها؟ في إحدى المرات حدثتني فتاة كنت أرسمها عن أحلامها وعملها. عملت شهر كبائعة هوى وألقي القبض عليها، وسُجنت عام تقريبًا. في أغلب الوظائف التي عملت فيها وجدت أنها مضطرة لتقديم تنازلات لكن بمرتب زهيد، فوجدت أن العمل في الجنس بشكل مباشر براتب مجزي أهون من تقديم تنازلات جنسية بمرتب زهيد. أحلامها كانت غريبة، كانت تتمنى أن تتزوج أي رجل وأن تنجب أطفال وتعيش في مستوى بسيط جدًا، لكنها لم تحظ بما حلمت به. ما هي أقرب مدرسة فنية بالنسبة لك؟أنا قريب من مدرسة لندن من ناحية الشكل، لكن من ناحية الجوهر والموضوعات، فهي مستمدة من مصر. وأكثر فنان تأثرت به وأنا طالب في كلية الفنون الجميلة كان الهولندي رامبرانت، وهو تلميذ لبيتر بول روبنز، لكنه تفوق على أستاذه وأصبح الأب الروحي للمصورين.لماذا تركز على التصوير الداخلي Indoor في لوحاتك؟ أفضل الواقعية، أنا لا أرسم المودل في الشارع، وخلفية جميع لوحاتي في الغرف والمنازل وليس في الهواء الطلق، لأن الإنسان في غرفته يكون في أكثر وضع طبيعي، وأنا دائمًا أحب المصداقية. وأحب أن يصدق المشاهد اللوحة، ويراقب حالة طبيعية واقعية. الكاتب الروسي دوستويفسكي يكتب بطريقة الكاتب الراوي المشاهد على الأحداث وبذلك يعطي مصداقية أكثر وليس بطريقة الكاتب المنجم. وهذا التكنيك في الكتابة أحبه في الرسم، وأحيانًا أجعل الموديل ينظر في الكادر، مثل لوحة أطلقت عليها اسم “حرة في قيد.” سنجد فيها امرأة مقيدة في قسم شرطة وتنظر إلى المتلقي وتقول بلغة الإشارة أنها حرة. هل تؤمن بالتنبؤ بالمستقبل وتخرجه في لوحاتك؟ بالطبع، كما ذكرت سابقًا، بعض الفنانين، وأنا منهم، لديهم نبوءات في أعمالهم. على سبيل المثال، في لوحة المهاجر، وضعت فيها شخص مهاجر لقى مصرعه في البحر ووصل غريقًا إلى شاطئ الدولة التي كان يحلم بها، بعدها بشهر حدثت واقعة الطفل السوري إيلان التي هزت العالم. الفن أحيانًا يرى ما هو أبعد، كما لو بإمكانه استشراف المستقبل.كيف تصف الوضع الثقافي الذي يعيشه الفن بوجه عام؟الآن أزهى عصور الفن التشكيلي، عصور الانحطاط والعدمية والضياع يستقي منها الفنان التشكيلي أفضل الأفكار للتعبير عنها في لوحاته. في عصور الظلام في أوروبا خرج أعظم فناني العالم، والفن يبدع من عصور الظلام. مثلًا، نجد أن فان غوخ كان يعيش في غرفة متواضعة وباع لوحته لصاحب بار ليداري شرخ في حائط. وحاليًا في أوروبا لا يوجد فنانين مهمين، لذلك نجد أن جل الأجانب معجبون بأعمالنا لأننا ما نزال في نعيش في عصور الانحطاط.الفن دائما سابق العصر، والفنان الذي يهاجم في الوقت الحالي يكرم في المستقبل. الفن التشكيلي أول مجال إنساني تعامل به الإنسان البدائي، حينما كان يصطاد حيوانات ويأكلها بجلدها ويتصارع مع رجل آخر للزواج من امرأة، كان لديه أدوات رسم صنعها من الطبيعة من حوله، في وقت كانت تفتقر الأرض للدين واللغة.كيف ترى الذين يهاجمون أعمالك؟الذين يهاجمون لوحاتي صدقوها، واللوحة تخطت أنها مجرد رسمة وأصبح يشاهدها كمشهد مصور أمامه، وهذا ما يهمني، سواء كان راضيًا أو ساخطًا، في النهاية اللوحة حققت الغرض ووصلت الرسالة.ما هي اللوحة التي تعمل عليها حاليًا؟أجهز حاليًا لوحة جديدة عن الذين يتاجرون بأجسادهم ليعيشوا، وأطلق عليها اسم مبدئي “فقط لأعيش.”

- الإعلانات -

#مقابلة #مع #الفنان #التشكيلي #وليد #عبيد #والحديث #عن #الاحتفاء #بالمرأة #في #الفن

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد