- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

مقتل الظواهري في كابل.. طالبان أمام عزلة جديدة

في الدوحة، تعهد مندوبو طالبان بجملة من الوعود، منها الاتجاه نحو الاعتدال، والسماح للنساء بالحصول على التعليم، وأيضا – وربما الأهم – عدم السماح للقاعدة وباقي التنظيمات المتطرفة بالعمل من أفغانستان وتهديد العالم، والولايات المتحدة.

حتى الآن، خرقت طالبان عددا من تلك الوعود، لكن العثور على زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، مختبئا في شقة سكنية مريحة بالعاصمة كابل، قد يكون العلامة على أن طالبان ستعود لموقعها السابق، جماعة متطرفة معزولة دوليا.

ويقول السفير الأميركي، والمبعوث الخاص السابق لأفغانستان، زلماي خليل زاد، إن استضافة الظواهري “خرق لاتفاق الدوحة” مع طالبان.

وأضاف خليل زاد وهو أحد معدي الاتفاق والمشرفين على توقيعه لقناة “الحرة” في مقابلة خاصة إن ما حصل “خرق لاتفاق الدوحة، لأن الاتفاق على وجه التحديد ينص على أن الطالبان لن يسمحوا سواء لأعضائهم أو للمجموعات الإرهابية وأفرادها خاصة القاعدة بتهديد أمن الولايات المتحدة من أرض أفغانستان”.

وأضاف “قائد القاعدة الذي تواجد في منزل في كابل شكل انتهاكا واضحا، لأن الظواهري كان ناشطا في الأسابيع الأخيرة وأصدر إعلانات تهدد أمن الولايات المتحدة وآخرين وبالتالي طالبان عليهم أن يفسروا ذلك وعليهم أن يشرحوا ما حدث وهل القيادة بكاملها كانت تعرف أم البعض من القادة كانوا يعرفون بتواجده”.

“تغطية” الحادث

وبعد ساعات من الغارة التي قتلت زعيم القاعدة، هرعت قوات الأمن التابعة لطالبان لإغلاق الموقع، وألقيت الأقمشة الخضراء فوق النوافذ المدمرة، وأقيمت نقاط تفتيش، وأغلقت المتاجر، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

ولكن لم يكن هناك ما يخفي الضرر الذي لحق بحكومة طالبان الوليدة، التي حاولت حماية أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم من أعين الحكومة الأميركية.

وتقول الصحيفة إن الكشف العلني عن أن طالبان قد آوت مخططا رئيسيا لهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في قلب العاصمة الأفغانية يمثل لحظة فاصلة بالنسبة للحكومة الجديدة للجماعة.

كما سلط الضوء على حقيقة حكمهم، وحقيقة أن طالبان لم تقم بإصلاح جذري لنظامها الأول في عندما حولت سياساتها المتشددة وعلاقتها مع تنظيم القاعدة البلاد إلى دولة منبوذة.

 الحفل أقيم على تلّة وزير أكبر خان في شمال العاصمة
الحفل أقيم على تلّة وزير أكبر خان في شمال العاصمة

ورغم أن الإدارة لا تزال، بحسب خليل زاد، تدرس مدى انغماس قادة طالبان في مخطط إخفاء الظواهري، إلا أنها لا تزال تفرق بين طالبان وبين الشعب الأفغاني.

وقال السفير إن “هناك نزاعات وخلافات لكنها ليست مع الشعب الأفغاني”، مضيفا “نود للحرب في أفغانستان أن تنتهي ولا نريد للعالم أن يشعر بالتهديد من أفغانستان ولا يجب أن ينطلق أي تهديد من أفغانستان”، مضيفا “ولكن أيضا نحن نهتم بالشعب الأفغاني الذي يعاني من مشاكل اقتصادية ضخمة ونحن في الولايات المتحدة يجب أن نفعل ما نستطيع لمساعدة الشعب الأفغاني”.

وتقول الصحيفة إن طالبان تسير مرة أخرى على نفس الطريق، مما يؤجج الانتقادات بأن حكومتها لا ينبغي أبدا أن تحظى باعتراف دولي، ويثير تساؤلات حول ما إذا كانت حقبة جديدة من الضربات الأميركية في أفغانستان قد بدأت.

 وأدان بيان صادر عن طالبان الضربة الأميركية.

ومنذ استيلائها على السلطة وعدت الجماعة بالاعتدال في سعيها للحصول على اعتراف دولي ومساعدات من دبلوماسيين غربيين في الخارج حتى مع بقائها وفية لمعتقداتها الأيديولوجية المتشددة في الداخل.

وقد أدت تصرفات طالبان بشكل متزايد إلى تحويل المواقف الدولية ضد الحكومة وكلفت البلاد الملايين من المساعدات الخارجية، مما أدى إلى تفاقم أزمتها الاقتصادية الرهيبة.

والآن، فتحت الضربة ضد زعيم تنظيم القاعدة في قلب كابول فصلا جديدا لحكومة طالبان، مما عزز على ما يبدو عزلتها الدولية.

البنتاغون استخدم صاروخ هيلفاير في الغارة الجوية على مسلحي تنظيم داعش في أفغانستان
استخدمت المخابرات الأميركية صاروخ هيلفاير في استهداف الظواهري

ضربات مقبلة

ويبدو أن المحللين غير متفاجئين بتطور الأحداث، ويقول غرايم سميث، كبير مستشاري مجموعة الأزمات الدولية التي تركز على أفغانستان إنه “لا أحد مندهش بشكل رهيب من أن طالبان منخرطة على قدم وساق مع تنظيم القاعدة، ولا أحد مندهش بشكل رهيب من أن الولايات المتحدة ضربته بطائرة بدون طيار”.

 وأضاف أن “الخطر الآن هو منحدر زلق من الضربات المستمرة، كونها خيارا قابلا للتطبيق للتعامل مع التهديدات المعقدة للغاية التي تأتي من أفغانستان”.

وقال “هناك تاريخ غني من الغارات الجوية التي لم يكن لها عواقبها المقصودة في أفغانستان”.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الضربة ستكون الأولى التي تلحقها ضربات أخرى، أو إنها “وحيدة من نوعها”.

وأضاف سميث “قرار الضربة لا يخبرنا بالضرورة الكثير عن الاستراتيجية لأنه كان من الواضح أن الظواهري كان سمكة كبيرة بما يكفي لملاحقته بغض النظر عن السياسة العامة”.

وبالنسبة للعديد من الأفغان في كابول، أثارت أنباء الغارة الجوية الأميركية في قلب العاصمة مخاوف عميقة الجذور من العودة إلى عصر التدخل العسكري الأميركي، بعد فترة سلمية نسبيا على مدى العام الماضي منذ انسحاب القوات الأميركية ونهاية الحرب المدمرة التي استمرت عقدين.

وأصر المسؤولون الأميركيون على أنه لم يقتل أو يصب أحد غير الظواهري في الغارة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ولكن قبل عام واحد فقط، في الأيام الأخيرة الفوضوية من انسحابها في أغسطس 2021، نفذت الولايات المتحدة غارة بطائرة بدون طيار بناء على معلومات سيئة أسفرت عن مقتل 10 مدنيين في كابول – وهو خطأ اعترف به المسؤولون الأميركيون بعد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

صورة جوية لحي شيربور في كابول. مخبأ الظواهري
صورة جوية لحي شيربور في كابول. مخبأ الظواهري

ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، حذر محللون وخبراء من أن الجماعات الإرهابية، بما في ذلك القاعدة وطالبان الباكستانية، تمكنت من العمل بحرية أكبر في جميع أنحاء أفغانستان.

وتضاعفت الهجمات عبر الحدود التي تشنها حركة طالبان الباكستانية من أفغانستان بأكثر من الضعف في الأشهر الثمانية التي تلت انهيار الحكومة المدعومة من الغرب، وفقا لمعهد باك لدراسات السلام ومقره إسلام أباد.

وفي ربيع هذا العام، حذر مراقبو الأمم المتحدة من أن طالبان توفر “مساحة عمل لنحو 20 جماعة إرهابية متحالفة على نطاق واسع مع أهداف القاعدة وطالبان”.

وأضاف تقرير الأمم المتحدة أن القاعدة وجدت “حرية عمل متزايدة” في أفغانستان منذ استيلاء طالبان على السلطة وأن الظواهري كان يصدر رسائل فيديو منتظمة في إشارة إلى أنه يشعر براحة أكبر منذ استيلاء طالبان على السلطة وعودته إلى أفغانستان.

- الإعلانات -

#مقتل #الظواهري #في #كابل #طالبان #أمام #عزلة #جديدة

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد