ملتقى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمراكز الفكر يختتم أعماله بمشاركة إقليمية واسعة
المنامة في 23 نوفمبر /بنا/ أختتم مساء يوم أعمال مُلتقى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمراكز الفكر الذي نظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، بالتعاون مع برنامج مراكز الفكر والمجتمع المدني التابع لمعهد لاودر في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، تحت عنوان “المراكز الفكرية: شراكات وآليات جديدة في مواجهة الأزمات والأوبئة”، عبر تقنية الاتصال المرئي.
وأكد الملتقى الذي شارك فيه نخبة من مراكز الفكر وعددٍ من الباحثين والمختصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضرورة إيلاء مراكز الدراسات مزيدٍ من الاهتمام بمجال دراسة إدارة الأزمات والكوارث وإعداد سيناريوهات مُسبقة تُمكن الدول من التعامل مع هذه التحديات ويجعل من إدارتها أكثر كفاءةً وفعالية. كما شدد المُشاركون على ضرورة استثمار الدول للموارد الوطنية كافة، بما فيها مراكز الدراسات، والاستفادةِ من تجارب الدول التي تميزت في هذا المجال.
وكان المنتدى قد بدأ أعماله عصر اليوم، الثلاثاء، بكلمةٍ افتتاحيةٍ ألقاها الدكتور جيمس ماجان، مدير برنامج مراكز الفكر والمُجتمع المدني التابع لمعهد لاودر، حيث أعرب عن سعادته لاستضافة مركز “دراسات” لهذا المُلتقى السنوي والمُشاركة الواسعة من قبل مراكز الفكر في المنطقة، مؤكدا دور مراكز الفكر في التعاطي مع القضايا المُلحة وكيفية مواجهتها، خصوصًا تحدي جائحة كورونا، وغيرها من القضايا المُلحة، ونوه إلى أن تحدي جائحة كورونا غيرت نمط التحديات والصعوبات التي تتعلق بعمل المراكز البحثية والفكرية حول العالم وتأثيرها على طبيعة حياة المُجتمعات بأكملها، وشدد مدير برنامج مراكز الفكر والمُجتمع المدني على أهمية بحث قدرة المراكز البحثية والفكرية على التكيف والاستجابة للتغيرات التي طرأت على العالم، علاوةً على أهمية إظهار المرونة في التعامل مع التحديات في ظل ما تعرضت له المؤسسات العالمية من تغييراتٍ جذريةٍ جراء الجائحة.
وأعرب الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات”، عن ترحيبه بالمُشاركين في المُلتقى الذي تستضيفه مملكة البحرين لأول مرة، وأشار إلى أن هناك مجموعةً من التحديات التي تسود المنطقة منها شُح المياه، والأمن الغذائي، والتغير المُناخي، والصراعات، وتفشي الأوبئة، الأمر الذي يتطلب أن تنهض مراكز الفكر بدورها تجاه بلورة رؤى شاملة تتضمن حلولًا مُبتكرةً للتعامل مع هذه التحديات على المديين القريب والبعيد، مُشيرًا إلى أن مراكز الفكر في المنطقة قد تفاعلت بمسؤوليةٍ عاليةٍ تجاه تحدي جائحة كورونا، حيث كانت تُمثل جسرًا فكريًا بين المُجتمعات وصانعي القرار من خلال مُخرجاتٍ عديدةٍ تمثلت في فعاليات، وتقارير، ودراسات مُتنوعةٍ أسهمت في دعم الجهود الوطنية لمواجهة هذا التحدي في كافة دول المنطقة.
وذكر الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إلى أنه ورغم ما تحقق من مُنجزاتٍ على الصُعد الوطنية فإنها يُمكن أن تُمثل أسسًا لشراكاتٍ جديدةٍ تتضمن مُقارباتٍ جديدةٍ للتعامل مع تداعيات الجائحة وما قد يحمله المُستقبل من تحدياتٍ مُستقبلية.
أكد سعادة السيد أيمن بن توفيق المؤيد، وزير شؤون الشباب والرياضة المُتحدث الرئيسي في المُلتقى، أهمية دور مراكز الفكر والأبحاث في طرح البدائل أمام صناع القرار، مُستعرضاً أبرز مخرجات الأبحاث التي قام بها مركز “دراسات” خلال فترة الجائحة، وأكد أنها كشفت مقاييس جديدة ساعدت وزارة شؤون الشباب والرياضة في تقييم أوضاع الشباب في المملكة.
وأضاف أنه بناءً على هذه الدراسات تمخضت مجموعةٌ من المُبادرات من بينها تشكيل صندوق الأمل الحاضن لمشاريع الشباب، الذي يُساهم في الاستفادة من الفرص المتوفرة وتحويلها إلى وظائف نوعية للمواطنين في المملكة.
وأشار سعادة وزير شؤون الشباب والرياضة إلى أن عدة دول مُتقدمة حرصت على التعرف على تجربة البحرين، ونوه سعادته إلى اهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بدور مراكز الفكر والأبحاث في خدمة المُجتمع في جميع المجالات.
وتطرقت الجلسة الأولى من المُلتقى إلى أثر تحدي جائحة كورونا على إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: استمرارٌ أم تغيير، برئاسة الدكتور جيمس ماجان، وقد شارك فيها كُلٌ من الدكتور عُمر عودة رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت، والدكتورة روبرتا غاتي كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي في الولايات المُتحدة الأمريكية، والدكتورة عبلة عبداللطيف المديرة التنفيذية للمركز المصري للدراسات الاقتصادية في جمهورية مصر العربية، والدكتور بول سالم رئيس معهد الشرق الأوسط في الولايات المُتحدة الأمريكية، والسفير الدكتور منير زهران رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية في جمهورية مصر العربية.
وتركزت الجلسة على ضرورة اهتمام مراكز الفكر بالإسهام في صياغةِ خططٍ شاملةٍ تتضمن سياساتٍ مُستدامةٍ لتحقيق التوازن المنشود بين الحفاظ على الأمن الصحي ومراعاة التأثير على البيئة، وفي الوقت ذاته تفعيل عمل الأنشطة الاقتصادية المُختلفة بما يضمن سد الاحتياجات الأساسية لمواطني الدول، وناقش المُشاركون تأثير الجائحةِ على بُلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أشاروا إلى تعدد تداعيات الجائحة في قطاعاتٍ مُختلفةٍ في المنطقة.
كما شددت مُخرجات الجلسة الأولى من المُلتقى على دور مراكز الفكر في دراسة تأثير جائحة كورونا على أمن الدول التي تواجه صراعاتٍ داخلية، وتطور تلك الصراعات لتُمثل تهديدًا للأمن الإقليمي، لافتين إلى أهميةِ دراسةِ السُبل الكفيلةِ بالحفاظ على استمرار الأنشطةِ التعليميةِ في المراحل كافة، استرشادًا بتجارب بعض الدول التي نجحت في ذلك.
واستعرضت الجلسة الثانية تقارير دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول كيفية تعاملها مع تحدي جائحة كورونا، برئاسة الأستاذة نتالي كولبرت المديرة التنفيذية لمركز بلفر للعلوم والشؤون الخارجية بجامعة هارفارد في الولايات المُتحدة الأمريكية، وشارك في الجلسةِ كُلٌ من الدكتورة مها يحيى مديرة مركز مالكوم كير – كارنيغي للشرق الأوسط في الجمهورية اللبنانية، والدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات في دولة الإمارات العربية المُتحدة، والدكتور نبيل بركاتي المدير التنفيذي للبرامج بالمُنتدى الاقتصادي المغاربي في جمهورية تونس، والأستاذ أسامة الجوهري رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في جمهورية مصر العربية، والدكتور غيل مرسيانو الرئيس التنفيذي للمعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية (ميتفيم) في دولة إسرائيل، والدكتورة سهام دريسي مُساعدة مدير مركز فكر للدراسات والبحوث في جمهورية تُركيا، والدكتور نادر قباني مدير الأبحات بمركز بروكنغز الدوحة في دولة قطر، والدكتور محمد السلمي الرئيس المؤسس للمعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) في المملكة العربية السعودية، والدكتور زيد عيادات مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في المملكة الأردنية الهاشمية.
وعرض المُشاركون في الجلسة مجموعةً من المُقترحات التي تصب في دعم خطط التعامل مع تداعيات تحدي جائحة كورونا ومن بينها مُهمة مراكز الفكر في صياغة خططٍ للطوارئ للإستفادة من دروس مواجهة الوباء، فضلًا عن الاسهام في إعداد خططٍ للتعافي بما يُحقق التوازن بين عمل القطاعات الاقتصادية المُختلفة وتحقيق الأمن الصحي.
من ناحيةٍ أخرى أثيرت عدة أفكار بشأن إجراء مسوحاتٍ استقصائية واستطلاعاتٍ للرأي لمعرفة تأثير الجائحة على القطاعات المُختلفة في المنطقة بما يُمكن من تحديد أولويات العمل خلال المرحلةِ المُقبلة، علاوةً على طرح مجموعةٍ من الأفكار بشأن ضرورة إيجاد سُبلٍ لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي، يتم من خلاله توظيف المزايا النسبية لكُلِ دولة.
وقد قدم المُشاركون الشُكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وحكومة وشعب مملكة البحرين على استضافة هذا المُلتقى، ودعم دور مراكز الفكر في مواجهةِ تهديدات الأمن الوطني للدول بوجهٍ عام ومخاطر تحدي جائحة كورونا على نحوٍ خاص، كما قدم المُشاركون الشكر لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، مُمثلًا بالدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء المركز على جهوده لإنجاح هذا المُلتقى الهام، الذي مثل جسرًا فكريًا للتواصل بين مراكز الفكر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في وقت تتعاظم فيه أهمية ومحورية دور تلك المراكز في تحديد مُهددات الأمن الوطني وآليات التصدي لها.
ومن المُنتظر أن يعقب هذا المُلتقى الإقليمي مُلتقىً عالمي في 6-7 ديسمبر 2021م، في فندق سوفتيل الزلاق، بمُشاركةٍ واسعةٍ من أبرز مراكز الفكر على مُستوى العالم تحت عنوان: “المراكز الفكرية والمُتغيرات العالمية في عصر الأزمات”، بالتعاون بين مركز “دراسات” وبرنامج مراكز الفكر والمُجتمع المدني التابع لمعهد لاودر في جامعة بنسلفانيا الأمريكية.
م ج
م.ع.ج/ع – م
بنا 2001 جمت 23/11/2021
#ملتقى #الشرق #الأوسط #وشمال #إفريقيا #لمراكز #الفكر #يختتم #أعماله #بمشاركة #إقليمية #واسعة
تابعوا Tunisactus على Google News