منتخب اليد … العودة إلى الواجهة
البوحديوي يقوده إلى المونديال بعد 13 سنة وتساؤلات حول وضعية البطولةنجح المنتخب الوطني لكرة اليد في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بمصر 2021، بعد احتلاله المركز الخامس في الدورة 24 لكأس أمم إفريقيا في تونس.وانتظر المنتخب الوطني، بقيادة مدربه نور الدين البوحديوي 13 سنة ليبلغ مونديال كرة اليد، للمرة السابعة في تاريخه، بعد دورات 1995 بإيسلندا و1997 باليابان و1999 بمصر و2001 في فرنسا و2003 بالبرتغال و2007 في ألمانيا.ويعتبر نور الدين البوحديوي، مدرب المنتخب الوطني، عميد مدربي كرة اليد الوطنية، بعدما قاد أسود اليد إلى نهائيات كأس العالم في سبع مناسبات، ليصبح أول مدرب وطني يشرف على تدريب المنتخب الوطني منذ 1995، قبل أن يضطر إلى مغادرته في السنوات الأخيرة، ليعود إليه أخيرا ويساهم في تأهله إلى مونديال مصر.ومن بين اللاعبين الذين تركوا بصمات واضحة في سجل كرة اليد الوطنية، عميد المنتخب الوطني محمد براجع، الذي خاص 274 مباراة دولية وإسماعيل البوحديوي والحارس بنعيسى البوجنوني، الذين شاركوا ست مرات في كؤوس العالم، إضافة إلى كريم البوحديوي، الذي يملك رصيد خمس بطولات العالم مع المنتخب الوطني، ويونس الطاطبي، المدرب المساعد للمنتخب الوطني حاليا، ولاعبين آخرين.وفي المقابل، تطرح علامات استفهام حول مستوى البطولة الوطنية، التي تراجع إشعاعها بشكل كبير، مقارنة مع سنوات مضت، كانت فيها هذه الرياضة تستقطب ممارسين كثر، وجماهير غفيرة.الطريق إلى المونديالبلغ المنتخب الوطني نهائيات كأس العالم بمصر بعدما حقق نتائج في البطولة الإفريقية بتونس، إذ استهل مشاركته بفوزين متتاليين على نظيريه الكونغولي ب34 مقابل 25، قبل أن يكتسح زامبيا ب39 مقابل 12، ليتأهل إلى الربع النهائي.وجدد المنتخب الوطني تفوقه في الربع النهائي على الرأس الأخضر بحصة 31 هدفا مقابل 25.ورغم خسارة أشبال المدرب نور الدين البوحديوي أمام الجزائر ب33 هدفا مقابل 30 في مباراة مثيرة، وتونس ب31 مقابل 24، إلا أنه نجح في بلوغ المونديال بمصر 2021، للمرة السابعة في تاريخه عقب الفوز على الغابون ب31 مقابل 27 في مباراة اتسمت بالندية والتشويق منذ بدايتها، خاصة في الربع الساعة الأخير من الجولة الثانية.إفريقيا ممثلة بسبعة منتخباتضمنت سبعة منتخبات إفريقية رسميا تأهلها إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد، التي تحتضنها مصر في 2021، عقب إسدال الستار عن بطولة كأس إفريقيا، التي أقيمت بتونس في الفترة الممتدة ما بين 16 و26 يناير الجاري، والمؤهلة كذلك إلى أولمبياد طوكيو 2020.وتأهلت للمونديال منتخبات مصر، البلد المنظم وتونس والجزائر وأنغولا والمغرب والرأس الأخضر والكونغو الديمقراطية.وستعرف دورة مصر مشاركة أكبر عدد من المنتخبات الإفريقية، خلافا لما كان عليه الحال في الدورات السابقة، والتي عرفت تأهل ثلاثة منتخبات عن القارة السمراء.إنجاز: عيسى الكامحي ونور الدين الكرفالطاطبي: علينا استثمار التأهلأكد عبد اللطيف الطاطبي، الرئيس السابق، لجامعة كرة اليد، أنه يجب استغلال الوصول لكأس العالم، لسابع مرة للنهوض بهذه الرياضة، التي تعاني أزمات متواصلة.ودعا الطاطبي، في تصريح ل”الصباح”، الوزارة الوصية، واللجنة الأولمبية إلى إنصاف كرة اليد الوطنية، ومنحها ولو جزءا مما تمنحه لرياضات أخرى.وقال” هناك بعض الرياضات التي لم تقدم للمغرب أي شيء، ومع ذاك تحظى بعناية خاصة”.وتساءل الطاطبي الذي يجتاز وضعية صحية صعبة، عن الرياضة التي مثلت المغرب سبع مرات في المونديال، وتابع”إنها كرة اليد التي رفعت العلم الوطني في المحافل القارية والدولية، رغم قلة الإمكانيات والظروف المزرية التي تجري فيها البطولة، في غياب الملاعب والمستشهرين القادرين على انتشال هذه الرياضة من الضياع”.وأوضح الطاطبي أن المغرب يتوفر على الإمكانيات البشرية، التي تجعل من هذه الرياضة، رائدة محليا وقاريا، وهذا بشهادة كل المتتبعين، وزاد قائلا “علينا استثمار هذا المعطى للنهوض بكرة اليد، وجعلها رافعة للتنمية البشرية، بالنظر إلى اتساع رقعة المنافسة، والأكيد أننا سنحقق توازنا اقتصاديا عجزت العديد من القطاعات عن تحقيقه”.وكشف الطاطبي أن كرة اليد رياضة بإمكانها أن تحقق الشيء الكثير للمغرب، من خلال الاهتمام بالأندية.وختم”يجب أن نستفيد من حضور المونديال لسابع مرة، وخلق مقاولات حقيقية لرعاية هذه الرياضة، على غرار ما يجري في كرة القدم، ورياضات أخرى. لدينا كل الإمكانيات لكن نكون من بين الأفضل على الأقل قاريا، وأرجو أن يصل هذا النداء إلى آذان المسؤولين، لكي يمنحوا كرة اليد حقها”.ويعد الطاطبي الرئيس السابق جامعة لكرة اليد، والرابطة البيضاوية من المسؤولين الذين ناضلوا في سبيل استمرار هذه الرياضة، رغم قلة الإمكانيات وتجاهل الوزارة واللجنة الأولمبية لوضعيتها.الحنفي: حققنا الهدف الأساسيأكد عدلي الحنفي، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد، أن الهدف الأساسي للنخبة الوطنية خلال كأس الأمم الأفريقية الرابعة والعشرين لكرة اليد التي أقيمت بتونس، في الفترة ما بين 16 و26 يناير الجاري، انتزاع بطاقة التأهل إلى بطولة العالم لكرة اليد للرجال المتوقع تنظيمها بمصر في 2021.وقال الحنفي “كانت هناك سبعة مقاعد لإفريقيا للتأهل للدورة 27 من بطولة العالم لكرة اليد، ونجحنا في انتزاع بطاقة بغض النظر عن ترتيبنا في البطولة”.وأوضح رئيس الجامعة أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، تم اتخاذ جميع التدابير اللوجستيكية والإدارية والتقنية اللازمة، من أجل ضمان تمثيل جيد للمنتخب الوطني المغربي.وأكد رئيس الجامعة أن كافة الإمكانيات اللازمة وضعت رهن إشارة المنتخب الوطني من أجل المضي إلى أبعد ما يمكن في هذه المسابقة، مشيرا إلى أن التحضير لكأس إفريقيا بتونس، انطلق منذ المراحل الأخيرة للألعاب الإفريقية التي نظمت في الرباط والتي أنهاها المنتخب الوطني المغربي في المركز الثالث والحصول على الميدالية البرونزية.وأضاف أنه “منذ ذلك الحين، تتابعت المعسكرات التدريبية للمنتخب الوطني من خلال معسكر أول بالمغرب استمر 45 يوما، قبل القدوم إلى تونس، إذ خاض المنتخب ثماني مباريات، من بينها مباراة رسمية مع المنتخب التونسي، الذي يعد من أقوى المنتخبات القارية، فضلا عن مباراة أخرى، لا تقل أهمية مع منتخب ليبيا”.وأشار عدلي إلى أن المنتخب الوطني توجه بعد ذلك إلى تركيا في دورة تدريبية من ستة أيام، من أجل استكمال تحضيراته، إذ انكب الطاقم التقني للمنتخب على وضع اللمسات الأخيرة، قبل خوض غمار البطولة الإفريقية في تونس.واعتبر رئيس الجامعة أن الطاقم التقني للمنتخب لديه معرفة جيدة بالمنافسين المباشرين للفريق الوطني، خاصة المنتخب الكونغولي.وأوضح عدلي أن “النخبة الوطنية تعاملت مع كل مباراة على حدة، ووضعت استراتيجية تبعا لذلك، إلى أن حصلت على الرتبة السادسة المؤهلة للمونديال”.
المصدر
الصورة من المصدر : assabah.ma
مصدر المقال : assabah.ma