منتخب تونس.. ضرورة استيعاب الدرس قبل موقعة مالي
ودع منتخب تونس منافسات بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، تاركا حسرة كبيرة في قلوب عشاقه الذين كانوا يمنون أنفسهم ببلوغ المربع الذهبي على غرار نسخة 2019 التي أقيمت في القاهرة، لكن “عقدة” منتخب بوركينا فاسو تكرست من جديد، بعد خسارة “نسور قرطاج” بنتيجة (0-1) أمام “الخيول” البوركينية.
وساد الإحباط في عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الأحد 30 كانون الأول/ يناير، وأجمعت هذه الصحف على أن العقدة “البوركينية” ما زالت متواصلة، وطالبت بفتح ملف الإخفاق لتحديد المسؤوليات وإيجاد الحلول، خاصة أن الموعد الذي يفصل منتخب تونس عن استحقاق الدور الفاصل للتأهل لكأس العالم في قطر 2022 بات قريبا.
واعترف العديد من المحللين الرياضيين بأن المنتخب التونسي عانى من ظروف غير طبيعية، بدءا بموجة “كورونا” التي اجتاحت أكثر من 10 لاعبين، فضلا عن الأخطاء التحكيمية، بينما ذهب بعض منهم إلى القول بأن هذه الظروف ليست مبررا لكي يظهر المنتخب بوجه شاحب في المسابقة، ولم يجدوا تفسيرا لتذبذب مستوى الفريق بين عشية وضحاها، أما وزير الرياضة التونسي، كمال دقيش، فكتب في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “خسرنا وودعنا المسابقة، لكننا كسبنا فريقا للمستقبل”.
كشف حساب المنتخب التونسي في كأس أمم إفريقيا
حقق منتخب تونس في الدور الأول فوزا وحيدا على موريتانيا بأربعة أهداف دون مقابل، بعد صدمة الخسارة (0-1) أمام مالي، وخسر في المباراة الثالثة أمام غامبيا (0-1) أيضا، ليتأهل ضمن أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث، وفي الدور الثاني، زرع لاعبو “نسور قرطاج” الأمل في نفوس جماهيرهم، بتقديم مباراة بطولية وفوزهم بهدف نظيف على العملاق النيجيري.
وبدا منتخب تونس فاقدا للهوية ومتذبذبا في مواجهة بوركينا فاسو التي شهدت إجراء تغييرات في صفوفه لعل أبرزها عودة اللاعبين الذين تعافوا من الإصابة بكورونا، وفي مقدمتهم وهبي الخزري وعلي معلول، وغياب المدافع منتصر الطالبي لإصابته بالفيروس.
وشكك مدرب تونس، منذر الكبيّر، في شرعية الهدف البوركيني قائلا إنه مسبوق بخطأ لمصلحة تونس، وأشار إلى وجود ركلة جزاء لا غبار عليها لتونس بعد عرقلة وهبي الخزري، لكنه اعترف أيضا بأن المنتخب التونسي كان سيئا في الشوط الأول وتلقى هدفا في توقيت سيئ للغاية، وقال إن الفريق بحث عن الحلول الهجومية في الشوط الثاني، لكن لم يحالفه الحظ.
اتحاد الكرة التونسي في ورطة بسبب اقتراب الدور الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022
أصبح الاتحاد التونسي لكرة القدم في ورطة لأن الوقت يسير بسرعة، والفترة المتبقية للوصول إلى الدور الحاسم قصيرة وقد لا تكفي لإجراء إصلاحات، بدءا بالجهاز الفني برئاسة منذر الكبيّر؛ إذ ليس من السهل اتخاذ قرار الإقالة الآن حتى وإن كانت هناك شبه قناعة بضرورة رحيل الجهاز الفني.
ويملك المنتخب التونسي خيارات عديدة منها الاستعانة مجددا بالمدرب نبيل معلول الذي يرتبط حاليا بعقد مع نادي الكويت الكويتي، والذي يبدو حلا ناجعا لأنه يعرف اللاعبين وسبق له أن قاد منتخب تونس إلى مونديال روسيا في 2018، أما خيار لجوء الاتحاد التونسي للاستعانة بمدرب أجنبي مستبعدا حاليا بسبب ضيق الوقت.
الجهاز الفني للمنتخب التونسي مطالب بإيجاد الحلول الهجومية لموقعة مالي
كشفت البطولة الإفريقية عن معاناة تونس من عقم في خط الهجوم في ظل عدم وجود رأس حربة صريح ينجح في تسجيل الأهداف، باستثناء مواجهة موريتانيا التي أحرز فيها منتخب “نسور قرطاج” أربعة أهداف بعد أن فاز على الفريق ذاته بخماسية في كأس العرب بالدوحة، أما في المواجهات الأخرى، فقد كان خط الهجوم عقيما، وكانت الأهداف تأتي أحيانا من الحلول الفردية كما حدث في مباراة نيجيريا التي جاء فيه هدف الفوز بمجهود فردي من يوسف المساكني.
ورغم أن المنتخب اكتشف ثنائيا صلبا في الدفاع يتكون من بلال العيفة ومنتصر الطالبي، فقد بدا بعض زملائهم دون مستواهم المعهود، وفي مقدمتهم وهبي الخزري وعيسى العيدوني وأنيس بن سليمان والمدافع محمد دراغر.
وتنتظر الجهاز الفني التونسي مهمة ملحة تتمثل في إدخال تعديلات على خط الوسط الذي تملك تونس خيارات عديدة فيه بوجود غيلان الشعلالي ومحمد على بن رمضان وعيسى العيدوني والشاب الصاعد حنبعل المجبري، وبإمكان الجهاز الفني دعوة لاعب النادي الصفاقسي فراس شواط، أو مهاجم الترجي السابق طه ياسين الخنيسي الذي عاد للملاعب بعد فترة الإيقاف من بوابة نادي الكويت الكويتي.
ويتفق الجميع على أن منتخب تونس لديه خامات جيدة في كل المراكز، لكن المشكلة تكمن في توظيف هذه الخامات، وتعود هذه المهمة للجهاز الفني، ويبقى السؤال، هل يمنح اتحاد الكرة فرصة أخرى للكبير ومساعديه أم يقرر إقالتهم والمنتخب ينتظره استحقاق مهم بعد شهرين؟
#منتخب #تونس #ضرورة #استيعاب #الدرس #قبل #موقعة #مالي
تابعوا Tunisactus على Google News