من بينها “الفقاعات”.. خطط إسرائيلية لما بعد الحرب في غزة
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن خطط تتعلق بمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، يجري تداولها بين مجموعات غير رسمية تضم ضباطا متقاعدين من الجيش الإسرائيلي والاستخبارات، ومراكز أبحاث، وأكاديميين وسياسيين، فضلا عن مناقشات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وحسب الصحيفة، فإن من بين الخطط، هناك واحدة تحظى بقبول واسع في الحكومة والجيش، تتضمن إنشاء “جزر” أو “فقاعات” جغرافية، حيث يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس العيش في ملاجئ مؤقتة، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته ضد المسلحين المتبقين.
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن الحكومة ستبدأ قريبا خطة مرحلية لإنشاء إدارة مدنية في مناطق شمالي قطاع غزة.
وأضاف في أول مقابلة معه تجريها قناة تلفزيونية إسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة، أنه يأمل بمساعدة أمنية من الدول العربية.
أميركا تعرض مكأفاة سخية للمساعدة في اعتقال زعيم عصابة مخدرات وأسلحة
أعلنت وزارة العدل الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة زعيم عصابة مخدرات وأسلحة كولومبيا.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين قولهم، إن نتانياهو كان يشير على الأرجح إلى “خطة الفقاعات” التي نوقشت بين صناع القرار في الحكومة.
وأضافوا أن الخطة تهدف إلى “العمل مع الفلسطينيين المحليين الذين لا ينتمون إلى حماس، لإقامة مناطق معزولة في شمال غزة، حيث سيقوم الفلسطينيون في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لم تعد تسيطر عليها، بتوزيع المساعدات والقيام بواجبات مدنية”.
وذكروا أنه في نهاية المطاف، “سيتولى تحالف من الولايات المتحدة ودول عربية إدارة العملية، فيما سيواصل الجيش الإسرائيلي محاربة حماس خارج الفقاعات، وسيعمل على إنشاء المزيد منها بمرور الوقت، مع تطهير المناطق من مقاتلي حماس”.
ورفض مكتب نتانياهو التعليق للصحيفة على خطط ما بعد الحرب.
تقليص القوات
ومن المتوقع، وفق “وول ستريت جورنال”، أن تنتقل إسرائيل قريبا من العملية العسكرية الكبرى إلى مرحلة “مكافحة التمرد”، معتبرة أن الأمر من شأنه أن “يؤدي إلى تقليص القوات في غزة، وقد يترك القطاع غارقا في الفوضى وعدم الاستقرار العنيف إذا لم يتم العثور على بديل”.
ونقلت الصحيفة عن يسرائيل زيف، الجنرال الإسرائيلي السابق الذي ساعد في تقديم أفكار لخطة “الفقاعات” الإنسانية، قوله: “يجب اتخاذ القرارات اليوم”.
ويقترح زيف، الذي أشرف على خروج إسرائيل من غزة عام 2005، أن “يتمكن الفلسطينيون المستعدون لشجب حماس، من التسجيل للعيش في جزر جغرافية محاطة بسياج، وتقع بجوار أحيائهم السكنية وتحرسها القوات العسكرية الإسرائيلية”.
وقال زيف: “هذا من شأنه أن يمنحهم الحق في إعادة بناء منازلهم”.
ووفق الصحيفة، “ستنفذ هذه الخطة بشكل تدريجي، وعلى المدى الطويل”، حيث يتصور زيف، إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة كحل سياسي، في إطار الخطة التي تستغرق برمتها ما يقرب من 5 سنوات.
وبموجب الخطة، “يمكن لحماس أن تصبح جزءا من إدارة غزة، إذا حررت جميع الرهائن المحتجزين هناك ونزعت سلاحها، لتصبح حركة سياسية بحتة”، وفق ما ذكرت الصحيفة.
ومع ذلك، فإن هذه الخطة محفوفة بالتحديات، حسب “وول ستريت جورنال”، إذ حاول الجيش الإسرائيلي العمل مع العائلات المحلية في غزة لتوزيع المساعدات واستبدال حماس، لكن الفلسطينيين كانوا خائفين من تهديدات الجماعة المسلحة.
وأعربت دول عربية عن استعدادها للعب دور أكبر في غزة، لكنها جعلت هذا الدعم مشروطا بمسار سياسي أوسع يتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، والتزام إسرائيل بحل الدولتين، وهي النتائج التي تسعى الولايات المتحدة أيضا إلى تحقيقها، وفق الصحيفة.
لكن نتانياهو حسب “وول ستريت جورنال”، رفض النظر في أي من هذين المطلبين، بحجة أن “السلطة الفلسطينية ضعيفة للغاية وتدعم الإرهاب”.
وفي مايو الماضي، دعا القادة العرب إلى نشر قوات دولية “في الأرض الفلسطينية المحتلة” إلى حين تنفيذ حل الدولتين، وذلك في ختام القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عقدت في البحرين.
صحيفة: مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية في غزة
أبدت كل من مصر والإمارات استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية في غزة بعد انتهاء الحرب مع حماس، وفقا لما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن ثلاثة مسؤولين مطلعين على الأمر.
خطة حزب الليكود
وعلى صعيد آخر، يدعم أعضاء في حزب الليكود بزعامة نتانياهو، خطة أخرى “تركز على الأمن وتسعى إلى تقسيم غزة بممرين يمتدان بعرض القطاع، مع إقامة محيط محصن يسمح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات عندما يراها ضرورية”، حسب “وول ستريت جورنال”.
وقال معهد مسغاف لبحوث الأمن القومي وللاستراتيجية الصهيونية، وهو مركز أبحاث يميني يرأسه مستشار الأمن القومي السابق، مائير بن شبات، إن الجيش الإسرائيلي “يحتاج إلى ضمان أن نحو 75 بالمئة من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في غزة لم يعودوا قادرين على القتال، قبل أن تتمكن قوة أمنية أخرى من السيطرة على القطاع”.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه “قتل نحو نصف مقاتلي حماس الذين يعتقد أنهم كانوا يعملون في غزة منذ بداية الحرب”.
وبموجب خطة أعضاء حزب الليكود، التي يقول معهد مسغاف إنه ساعد في صياغتها، “سيبقى شمال غزة دون إعادة إعمار، ولن يُسمح للفلسطينيين هناك بالعودة إلى منازلهم إلا بعد تدمير شبكة أنفاق حماس”.
ومثل خطة “الفقاعات”، فإن هذه الخطة، وفق “وول ستريت جورنال”، تروج لفكرة مناطق إنسانية، حيث يمكن تسليم المساعدات من قبل الجيش الإسرائيلي أو القوات الدولية، لكنها لا تصل إلى حد توضيح فكرة الحكم بالقطاع.
وقال مكتب الوزير في حزب الليكود، عميحاي شيكلي، الذي صاغ الخطة، إنه قدمها شخصيا إلى رئيس الوزراء.
وفي حين لم تقل القيادة السياسية في إسرائيل شيئا تقريبا عن الكيفية التي سيبدو عليها قطاع غزة وكيف سيتم حكمه بعد انتهاء الحرب، فإن هذه المجموعات غير الرسمية تعمل على وضع خطط مفصلة تقدم لمحة عن الكيفية التي تفكر بها إسرائيل فيما تسميه “اليوم التالي”.
وحسب الصحيفة، فإن الخطط ـسواء تم تبنيها بالكامل أم لاـ تكشف عن حقائق قاسية عن العواقب التي نادرا ما يتم التعبير عنها، والتي من بينها أن المدنيين الفلسطينيين قد يُحاصرون إلى أجل غير مسمى في مناطق أصغر في غزة، وأن الجيش الإسرائيلي قد يضطر إلى البقاء متورطا بعمق في القطاع لسنوات “حتى يتم القضاء على حماس”.
بعد تصريح “مرحلة قتال جديدة في غزة”.. هل بدّل نتانياهو موقفه؟
باتت جدوى المقترح الذي تدعمه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 8 أشهر في غزة موضع شك جديد، الاثنين، بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه سيكون على استعداد فقط للموافقة على اتفاق وقف إطلاق نار “جزئي” لا ينهي الحرب، في تصريحات أثارت ضجة بأوساط عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
“هيئة فلسطينية جديدة”
وتزعم خطة أخرى، أعدتها منظمة غير ربحية يقودها رئيس سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن هجمات السابع من أكتوبر والحرب التي تلتها “تعني أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يعد بوسعهم التعامل مع بعضهم البعض بحسن نية”، حسب الصحيفة.
وتدعو الخطة إلى العمل مع الولايات المتحدة وحكومات عربية لإنشاء “هيئة حاكمة فلسطينية جديدة، تعمل على وقف الإرهاب ضد إسرائيل، على أن تجري المناقشات حول إنشاء دولة فلسطينية بعد 5 سنوات من انتهاء الحرب”.
وقال أفنير جولوف، من منظمة “مايند إسرائيل” غير الربحية التي ساعدت في تقديم أفكار للخطة: “نحن بحاجة إلى بناء شيء جديد، ومن أجل بنائه نحتاج إلى تحالف”.
وتدعو خطة أخرى نشرها مركز “ويلسون” في واشنطن، إلى تبني نهج ائتلافي في التعامل مع الصراع، لكنها تمتنع عن دعوة إسرائيل إلى النظر في تبني فكرة الدولة الفلسطينية، وفق الصحيفة.
وذكرت الخطة أن الولايات المتحدة “لابد أن تنشئ قوة شرطة دولية لإدارة الأمن في غزة، ثم تسلّم المهمة مع مرور الوقت إلى إدارة فلسطينية لم يتم تحديدها بعد”.
وقال روبرت سيلفرمان، الدبلوماسي الأميركي السابق في العراق والمشارك في تأليف الخطة، إن فريقه “ناقش الخطة مع المسؤولين الإسرائيليين لعدة أشهر، حتى إنهم قاموا بتغيير أجزاء من الاقتراح لجعله أكثر توافقا مع أهداف الحرب الإسرائيلية وديناميكياتها السياسية، لكن الخطة لم تلق قبولا من مكتب رئيس الوزراء”.
وقال سيلفرمان عن نتانياهو: “إنه يعتقد بأننا يجب أن ننهي الحرب أولا ثم نخطط لما بعد الحرب”.
ويرفض نتانياهو منذ اندلاع الحرب الحديث عن خطط اليوم التالي في غزة، ويصر على مواصلة الحرب حتى “القضاء على حركة حماس بشكل كامل”.
“التعامل مع عقيدة حماس”
وتستند وثيقة أخرى، صاغها أكاديميون إسرائيليون، ووصلت إلى مكتب نتانياهو، إلى سوابق تاريخية في إعادة بناء مناطق الحرب في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤخرا في العراق وأفغانستان.
وتنظر الوثيقة في كيفية التعامل مع “عقيدة حماس.. من خلال التعلم من هزيمة أيديولوجيات مثل النازية وتنظيم داعش”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وتعترف الوثيقة المكونة من 28 صفحة والتي اطلعت عليها “وول ستريت جورنال”، بأن طعملية إزالة التطرف في التعليم وتحديد القيادة الجديدة، ستكون طويلة ومعقدة، ويجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، خصوصا في ضوء الوضع الإنساني في غزة”.
تحليل: الخيارات الأميركية تتضاءل أمام العثور على حل للحرب في غزة
مع اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن على أمل في وقف الحرب ومنع انتشارها في الشرق الأوسط.
وتفترض كافة الخطط المطروحة أن “إسرائيل ستقضي على حماس سياسيا وعسكريا”. لكن وفق الصحيفة، فإن الجماعة المسلحة لديها خططها الخاصة لمرحلة ما بعد الحرب، وهي تهدف على الأقل إلى “الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على القطاع، والبقاء في السياسة الفلسطينية”.
ونقلت “وول ستريت جورنال”، عن زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إيهود يعاري، قوله: “إن حماس تعمل بالفعل على خطة اليوم التالي الخاصة بها”.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ”القضاء على حماس”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.
#من #بينها #الفقاعات. #خطط #إسرائيلية #لما #بعد #الحرب #في #غزة
تابعوا Tunisactus على Google News