- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

من يتعمد الإيقاع بالرئيس قيس سعيد في فخ الأرقام الزائفة ؟

من يتعمد الإيقاع بالرئيس قيس سعيد في فخ الأرقام الزائفة ؟

لم يكُف رئيس الجمهورية قيس سعيد عن إستغلال خطاباته المتشنّجة ذات النبرة الغاضبة في صوته، ليصدح للرأي العام التونسي بأرقام خاطئة وغير صحيحة ليتمّ التثبّت منها ويتمّ دحضها. 

 

بعد أن أعلن في لقائه برئيس منظمة الأعراف سمير ماجول يوم 28 جويلية 2021، أنّ 13 ألف و 500 مليار تمّ نهبها من قبل رجال أعمال فاسدين، أعلن مساء أمس الإثنين بكلّ فخر وعزّة أنّ عدد المتظاهرين الذين جابوا شوارع العاصمة تونس وبقية الولايات يوم 3 أكتوبر الجاري، بلغ  مليون و 800 ألف شخص. هذا الرقم بعيد كلّ البعد عن الواقع ويُمكن لأيّ الشخص التأكّد من عدم صحّته بمجرّد العودة والتثبت في الصور التي نُشرت للمتظاهرين. 

وعلى عكس ما صرّح به رئيس الجمهورية في هذه الأرقام المغلوطة التي ما انفكّ يُعلن عنها، فإنّ العدد الحقيقي للمتظاهرين  في كامل تراب الجمهورية التونسية، بلغ قرابة 20 ألف شخص، هذا وفقًا للمصادر الأمنية التي أفادتنا بهذه الحصيلة بعد أن قامت بإحصائها مستخدمة في ذلك الطائرات دون طيار ”درون”. 

وهنا يُطرح التساؤل التالي، ألا يمتلك الرئيس قيس سعيد القدرة على معرفة أن هناك حدًا أقصى لعدد الأشخاص الذين يمكنهم الوقوف لكل متر مربع وأن رقم ” مليون و 800 ألف شخص”  لا يمكن أن يكون ذا مصداقية بأية حال من الأحوال؟

كنّا نعلم بالفعل أنّ رئيس الجمهورية عادة كان يخلِط بين الملايين والمليارات ، وها هو الآن لا يُفرّق بين الملايين وعشرات الآلاف.

 

والسؤال، من أوهم الرئيس قيس سعيد بهذا الرقم المُدهش ؟

الإجابة تأتينا من الفيسبوك، المصدر الذي يستقي منه الرئيس قيس سعيد معلوماته. في الأصل، قام أحد المساندين للرئيس سعيد بتداول مقال لقناة TV5 monde، وتعمّد تغيّير  الأرقام بالعنوان. كما هو موضح في الصورة أدناه،  العنوان الأصلي للمقال تحدث عن خمسة آلاف متظاهر والعنوان المراوغ يتحدث عن مليون و 800 ألف شخص. 

 من يتعمد الإيقاع بالرئيس قيس سعيد في فخ الأرقام الزائفة ؟

 

إضافة إلى هذه الأرقام المغلوطة، فهذه ليست بالمرة الأولى التي يستمد فيها الرئيس قيس سعيد  معلوماته من مصادر غير موثوقة على وسائل التواصل الاجتماعي. والأسوأ من ذلك أنه يأخذ بعين الاعتبار ما يتمّ نشره من قبل أشخاص معروفون بابتزازهم لرجال الأعمال والمتخصصين في الأخبار الزائفة. هؤلاء الأشخاص يتعمّدون شنّ حملات تشويه ضدّ رجل أعمال أو اعلامي أو سياسي ثم يأتون ويطالبونه بتقديم فدية تتمثل في عشرات الآلاف من الدنانير لوقف تلك  الحملات العدائية.

وأمام هذه الرداءة والقيم اللاأخلاقية من قبل هؤلاء المُتحيّلين، فإنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد كان ولايزال دائما قريبًا من هؤلاء ، ولا يشك في صدقهم. وعلى الرّغم من التحذيرات التي أطلقتها العديد من الأطراف ، وعلى الرغم من  الكذب المثبت عليهم، فإنّ  رئيس الجمهورية مستمر في تصديقهم ويُكرر ما يقولونه.

والأسوأ من ذلك كلّه، ووفقًا لمصادر بزنس نيوز، فإنّ البعض من هؤلاء الأشخاص المُبتزين والمروّجين للإفتراءات، يتم إبلاغهم يوميًا بما يحدث في قصر قرطاج ويتمّ إطلاعهم بمدى سير التحقيقات لحظة بلحظة، ضد بعض رجال الأعمال / السياسيين الذين رفضوا التعرض للابتزاز.

 

يُكرر قيس سعيد ما يقوله له هؤلاء الأشخاص أو ما ينقلونه على الشبكات التواصل الاجتماعي، وتبقى قصّة مليون و 800 شخص مجرّد حلقة حزينة تُضاف إلى سابقاتها من حلقات الأرقام الزائفة وخلط الرئيس بين الملايين والمليارات.

يسرى رياحي

 

 

 

- الإعلانات -

#من #يتعمد #الإيقاع #بالرئيس #قيس #سعيد #في #فخ #الأرقام #الزائفة

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد