«نجوى» هزمت الكرسي المتحرك بشغل الهاند ميد: «بتصنع فوانيس الخرز وأتقنت الكروشيه»

لم تستسلم نجوى إبراهيم عيسى جعفر، لإعاقتها التي ولدت بها، بل هزمت الكرسي المتحرك بتعليم نفسها صناعة الفوانيس من الخرز وأتقنت فن الكورشيه لتصبح رائدة في صناعة الهاندميد بمدينة دسوق ليعرفها أبناء المدينة والمدن المجاورة عن ظهر قلب، لكرم أخلاقها وإتقانها عملها.

نجوى وُلدت بالإعاقة ولَم تستسلم لها

«مكملتش تعليمي علشان اتولدت بضمور عضلات ولين في العظام دا وراثة أخويا اللي أكبر مني نفس القصة، لكن قولت أنا مش هستسلم للقعدة على كرسي متحرك خاصة بعد خروجي من المدرسة في المرحلة الابتدائية وبدأت اتعلم حاجات كتير وآخرها حبيت فن الكورشيه وشغل الخرز لإني كنت بحب الرسم»، بهذه العبارات لخصت نجوى الفتاة الثلاثينية قصتها لـ«الوطن»، مؤكدة أنها تحدت إعاقتها وصعوبات الحياة.

قنوات «يوتيوب» وموقع «جوجل» كانوا سببا في أن تتقن «نجوى» فن الخرز والكورشيه بجانب حضورها كورسات متخصصة لتبدأ مهام عملها كمصممة فوانيس رمضان ومكرميات ومفارش وملابس كروشيه بطريقة الـهاندميد واستطاعت خلالهم خطف قلوب كل من عرفها حتى أصبحت الفتيات يطالبنها بتعليمهن فن الخرز والكورشيه: «علمت نفسي بنفسي، لإني مؤمنة إن الإعاقة في الفكر مش في الجسد واللي عنده إرادة هيعمل المستحيل، ومش هيستسلم للإعاقة، بالعكس لازم يخدها دافع علشان يظهر لنفسه وللناس أنه مش مختلف عنهم وأنه يقدر، دلوقتي بنات كتير بتطلبني علشان أديها كورسات وأعلمها وبالفعل مش بتأخر عن حد وبدأت أعلم فتيات كثيرات فن الخرز والكورشيه».

الفتاة تستخدم أدوات بسيطة في صناعتها وتحطم الأسعار

أدوات بسيطة تستخدمها نجوى في صناعة الكثير من أشكال فوانيس رمضان  أمثال الكعبة الشريفة وألعاب الأطفال، عبارة عن خرز يتم شراؤه بالكيلو ولفات من الخيط البلاستيك وألوان مختلفة من خيط الكورشيه وأبر مختلفة الأحجام لتشكل يداها أجمل الأشكال وترسم أحرف الزبائن عليها، «بعمل حاجات كتير مش بس فوانيس رمضان، بعمل مجسمات للكعبة ولعب أطفال وبراويز للصور وكل حاجة تخطر على بالك، كمان بعمل ملابس كروشيه وفساتين وشيلان».

أسعار بسيطة لمنتجات نجوى جعلت الكثيرين يقبلون عليها: «بشتغل علشان أسلي نفسي وبخفض في الأسعار علشان كده فيه إقبال عليا، سعر فانوس الخرز بيبدأ من 100 جنيه أقل من السوق كتير، وكمان بدأت أكمل دراستي تاني عندي حلم كبير لازم أوصل ليه وهو إني أتعلم أكاديميا وعمليا».

لا تتمنى الفتاة الثلاثينية، سوى أن تكون قدوة لغيرها من ذوي الهمم، «نفسي أكون قدوة وبقول لذوي الهمم متيأسوش إنتم أحسن من ناس كتير وأوعى حد يحبطكم اسمعوا الكلمة الحلوة وسيبكم من الوحشة».