نحن بحاجة الى صورة لبنان الثقافية التي لطالما كانت مشرقة
عقد في المركز الكاثوليكي للإعلام مؤتمر صحافي اعلن خلاله عن اطلاق مؤتمر “الفن المسيحي بين المعاصرة والتقليد” الذي ينظمه المعهد الفنّي الأنطوني برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في 16 أيار الحالي في دير سيدة البير- بقنايا، ويستمر ثلاثة أيام.
بداية، رحّب مدير المركز الكاثوليكي الاب عبده ابو كسم بالحضور، واكّد على “واجب الاهتمام بالفن والثقافة ولحظات التأمّل حتى نخرج ولو لبعض الوقت من ضغوطات هذه الايام، خصوصا وان لبنان يمر بأيام صعبة وازمات متتالية، ونحن مع اطلاقة مثل هذه المؤتمرات نؤكّد اننا ابناء الرجاء والقيامة، وان الكنيسة الى جانب اهتمامها في القضايا الاجتماعية للتخفيف عن ابنائها، هي ايضا تتابع عملها على الصعيد الرعوي والثقافي لكي تواكب ابناءها في مختلف جوانب حياتهم. اننا نتمنى لهذا المؤتمر التوفيق ونسأل الله ان نظل ابناء الرجاء وابناء القيامة والحياة”.
واعتبر مدير المعهد الفني الانطوني في الدكوانة ونقيب الايقونوغرافيين الاب شربل بو عبود ان “الموتمر يشكل في هذه الايام الصعبة ومضة امل في رحاب بيروت، منبع الثقافات وعاصمة الكتاب، في وطن لا ينكسر ولا يشيخ بل يتجدد اليوم وكل يوم بمعونة الله وسيدة لبنان وشعبه الابي المتشبث والراسخ في أرض اجداده ووجدانه”. ولفت الى “إننا بحاجة الى صورة لبنان الثقافية التي لطالما كانت مشرقة على مر العصور، فكان لبنان ملتقى الحضارات والثقافات والفن والجمال والابداع والثقافة والاكتشافات وحتى المغامرات في سبيل العلم والمعرفة، وغيرها من تراث وطن الارز لبنان. لذلك وإيمانًا منا بما ذكرنا، عزمنا على إقامة مؤتمر ” الفن المسيحي بين المعاصرة والتقليد ” والذي نسلط فيه الضوء على مجموعة واسعة من المواضيع التي تتعلق بتاريخ الفن المسيحي المعاصر والتقليدي وعلى تاريخ الفن المسيحي ونشأته كما ويتطرق المؤتمر إلى الفن الايقونغرافي والمخطوطات وأهمية المحافظة على الفن المسيحي ضمن الأطر اللاهوتية والروحية التي تشكل اهداف النقابة التي نشأت حديثا، وايضا على التراث الكنسي والموسيقي والليتورجي خدمة الليتورجية الالهية”.
واشار بو عبود الى انه” يشارك في هذا المؤتمر نخبة من رجال الدين وراهبات واهل إختصاص في الفن المقدس من لبنان ومصر واميركا وفرنسا”. وشدد على” إننا اليوم واكثر من اي يوم مضى، نحن بحاجة الى الغوص في تاريخنا الفني وان نستشف ممن عملوا وجاهدوا في سبيل نشر ثقافة الفن والابداع من خلال أفكارهم الابداعية وأيديهم التي تركت لنا بصمات مشرقة في تاريخ الكنيسة، فالفنون تزيد من جمال روح الانسان الذي يسكب في اعماله الفنية إيمانه وفكره وروحه وصلاته… وكما يقول قداسة البابا فرنسيس إنّ الفنّ جمال يفيد الحياة ويخلق الشّركة، لأنّه يجمع الله، الإنسان والخليقة في سيمفونيّة واحدة؛ ويجمع الماضي والحاضر والمستقبل؛ ويجذب إلى المكان نفسه ويُشرك في النّظرة نفسها أناسًا عديدين.”
ودعا بو عبود الى” المشاركة الكثيفة في اعمال المؤتمر والافادة من الندوات والمواضيع المطروحة مع ذوي الاختصاص علنا نسترجع تاريخنا وتراثنا لنحافظ على هذا الارث الفني والثقافي ونتطلع الى الامام لتحقيق الأفضل”.
بدوره، رأى نائب رئيس نقيب الايقونوغرافيين ومدير معهد القديس أندريه روبلايف في زحلة الاب أفرام حبتوت ان المؤتمر “مساحة تلاق وتفكير مع بعضنا البعض في مواضيع مهمّة جداً فنيّة وكنسيّة وليتورجيا”. وقال:” مضمون المؤتمر وأهدافه الإضاءة على الفنّ الكنسي بين المعاصرة والتقليد أي ما نراه اليوم وما ورثناه منذ القديم وهذا يشكّل إرثاً ثقافياً تغنّت به الكنيسة إذ تفاخرت بالفن والجمال الذي أودعه إيانا كبار الفنّانين”.
وعرض حبتوت لبرنامج المؤتمر والمواضيع التي سيعالجها كالآتي:
اليوم الاول في جلسة الافتتاح:
- الدكتور محمود زيباوي: إعادة إكتشاف الفنّ المقدس في القرن العشرين.
- الأبّ د.نيقولا الرياشي:تأثير الفنّ الإسلامي واللاتيني على الفنّ البيزنطي الملكيّ
- المونسنيور فرنسيس فايز: The value of Art
- الأب د.شربل ناصيف: الأيقونات الملكية بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر.
اليوم الثاني:
- الأب د. يوسف درغام : الفنّ الأيقوني السّرياني.
- الأخت د. لينا الخوند: دور الأيقونة في الليتورجيا المارونيّة.
- الأرشمندريت جوزف صغبيني: الليتورجية الإلهية في الطقس البيزنطي.
- د. رافي جرجيان: Les transformations des Arts visuels dans les églises du Liban
- د. هشام الصايغ: الفنون المسيحية من الكلمة حتى القوننة.
- د. لينا كيليكيان: Iconography: History, Science & Technique
اليوم الثالث:
- د.نداء بومراد: التجدّد المتأصل في الترنيم الكنسيّ المشرقي ومعاييره النحويّة التوليديّة الموسيقيّة والجمالية اللاهوتيّة.
- الفنّان أيمن فايز عطية: الرحمة والحقّ تلاقيا، البرّ والسلام تعانقا في فنّ الأيقونة.
- الأب افرام حبتوت: أسس كتابة الأيقونة البيزنطية.
- د. خولا خوري: العمارة المقدسة في لبنان في عهد الفرنجة: كنائس جبيل والبترون.
من جهتها، اشارت أمينة صندوق نقابة الايقونوغرافيين ماري شمعون الى ان “هذا المؤتمر يشكل انتفاضة فكريَّة ومتنفَّسا ثقافيا لكلّ اللبنانيين ولكلّ الوافدين إلى لبنان من البلاد العربية والاجنبية، نظرًا لأهميَّة المواضيع المطروحة للنِّقاش”. ودعت الى ” الدخول الى الموقع الإلكتروني الرسمي للنقابة من أجل التسجيل أو الإتصال على الأرقام المخصَّصة لهذا المؤتمر أو التواصل مع اللجنة المنظِّمة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي”.
#نحن #بحاجة #الى #صورة #لبنان #الثقافية #التي #لطالما #كانت #مشرقة
تابعوا Tunisactus على Google News