نفحات من الفن التراثي للأستاذ حسن إسماعيل
الوحدة : 26-8-2022
يزيد عدد الأغاني الشعبية عن ٢٥ أغنية شعبية تراثية، ولكل منها حكاية خاصة ولحن مختلف وهي مرتبطة بالدبكات الشعبية؛ كما بيّن الأستاذ حسن إسماعيل في محاضرته بعنوان : (نفحات من الفن التراثي) التي ألقاها في مركز ثقافي جبلة مؤكداً على أن التراث هوية الشعوب وجذور حضاراتها، و هو سلسلة لا تنقطع، وكل إبداع تندرج تسميته في قائمة التراثيات هو ثمرة جهود آبائنا وأجدادنا ونتائج خبراتهم الطويلة.
وأوضح المحاضر أن للتراث أنواع عديدة هي :
التراث الصناعي و العمراني والاجتماعي والزراعي والفني من الأغاني والدبكات والآلات الموسيقية و الأزياء الشعبية والشعر المحكي و غير ذلك.
وفي مجال التراث الفني تحدث المحاضر عن الأغاني الشعبية التي يرددها الناس حتى وقتنا الحاضر في الأعراس والحفلات والأفراح رغم أنها موغلة في القدم، حيث قدم المحاضر إسماعيل نماذج مغناة بصوته من أغانٍ شعبية متنوعة منها أغنية “أم الزلف” موضحاً أن الزلف لفظة آرامية تعني الثوب المزركش أو ” أبو الزلف” تعد من أغاني “الحداء”، أي الغناء للقوافل أو أثناء القيام بأعمال تحتاج إلى وقت طويل ، فالمسير أو العمل الطويل قديماً يتلازم مع الأغاني الطويلة ، فهي تؤمن للمغني الإطالة التي يحتاجها، لذلك صنفت من أغاني “الحداء”، و ” الحداة ” كانوا من أهم عناصر الرحلة الطويلة أيام تسيير القوافل عبر الصحارى والجبال.
كما توقف المحاضر عند أغنية “الدلعونا” غناءً ومعنى مشيراً إلى تعدد تراكيبها و مطالعها التي تبدأ بها ، مثل “على دلالك على دلعونا” و”دلك يا دلك دلك دلعونا” وما إلى ذلك كثير، و من معاني الدلع غنج الصبية ودلالها، حيث كانت وسيلتها الوحيدة لشد الشاب إليها هي “الدلع”.
وأغنية الدلعونا لها معنى تاريخي مرتبط بالآلهة الكنعانية و موطنها أوغاريت حيث كانت الآلهة “عناة” مهتمة بأمور المجتمع ، وتدعى آلهة الخصب والخطبة وكانوا يسمونها الخطابة، حيث يتضرع الشباب الذين يرغبون بالزواج من حبيباتهم للآلهة “عناة” لمساعدتهم في الحصول على ما يريدون، فيقولون “ياعناة يدك ياعناة”، وهناك معنى تاريخي ثان وهو أيضاً نداء تداوله الناس للتعاون والمساعدة في بعض الأعمال التي يتطلب إنجازها عدداً كبيراً من الناس، فينادون بعضهم بعبارة “يد العون” مدوا لنا يد العون، ساعدونا؛ وصارت أغنية يرددونها في المناسبات.
وأيضاَ توقف المحاضر غناءً و معنى عند الأغنية الشعبية (عاللالا) مبيّناَ أنها تعني على الله، و كلمة (لا لا) تعني السيد، ولفظة السيد كانت مرتبطة تاريخياً بالآلهة، وفي المغرب العربي ما زالوا يطلقون كلمة (لالا) على الشخصيات المتميزة في المجتمع.
يُذكر أن المطرب الشعبي علي حيدر شارك في ختام المحاضرة بتقديم أغانٍ زجلية و شعبية منوعة و إلقاء قصيدة للأستاذ الشاعر حسن إسماعيل.
ازدهار علي
#نفحات #من #الفن #التراثي #للأستاذ #حسن #إسماعيل
تابعوا Tunisactus على Google News