- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

هكذا اغتيل الرئيس الذي جعل كوريا الجنوبية قوة اقتصادية

- الإعلانات -

خلال العام 1961، شهدت كوريا الجنوبية انقلابا عسكريا تولى على إثره بارك تشونغ هي (Park Chung-hee) الرئاسة لفترة ناهزت 18 عاما. وخلال فترة حكم بارك تشونغ هي الدكتاتورية، شهدت كوريا الجنوبية نموا اقتصاديا غير مسبوق سرعان ما جعل من البلاد قوة اقتصادية عالمية. إلى ذلك، انتهت الفترة الرئاسية لبارك تشونغ هي باغتياله عام 1979 على يد أحد رفاقه ومنافسيه لتشهد بذلك كوريا الجنوبية أول عملية اغتيال رئاسية منذ نشأتها.

إصلاحات اقتصادية

أثناء فترة حكم بارك تشونغ هي، شهدت كوريا الجنوبية إقلاعا اقتصاديا أثار ذهول الخبراء الاقتصاديين. فبعد أن كانت البلاد على حافة الإفلاس، تمكنت الأخيرة من تحقيق نمو اقتصادي سريع متفوقة بذلك خلال فترة وجيزة، على العديد من دول الجوار.

وحال اعتلائه سدة الحكم، باشر بارك تشونغ هي بطرد العديد من المسؤولين الذين اتهمهم بالفساد وسجن المئات من السياسيين الذين شكك في نواياهم. فضلا عن ذلك، لاحق الأخير تجار السوق السوداء والموظفين المتهمين باستغلال مناصبهم لمصالح شخصية. من جهة أخرى، باشر بارك بإعادة هيكلة وتنظيم الإدارات الكورية الجنوبية التي عانت على مدار سنين من الفساد والفوضى واتجه في الآن ذاته لتعيين خبراء ومسؤولين عسكريين على رأسها لإعادة فرض النظام بها.

وفي العام 1962، أقر بارك خطة إقلاع اقتصادي استوحاها من برنامج التعبئة الاقتصادية اليابانية زمن الحرب. وقد اتجهت خطة الرأسمالية الموجهة للأخير لإغلاق السوق الداخلية والحصول على دعم مالي اعتمادا على القروض الأجنبية، المضمونة من قبل الدولة، التي قدمت من قبل الحكومة لعدد من رواد الأعمال الذين اختارتهم الدولة وفقا لقدراتهم على تحقيق أهداف الإنتاج المخصص لهم.

من ناحية أخرى، أمر بارك بحظر النقابات وحدد سقف الرواتب وأمر بتقسيم الصناعات بين الشركات التي دعا بعضا منها لتنويع إنتاجها. وعلى الرغم من معارضة البنك الدولي، أطلق بارك مشروع أول طريق سريع بكوريا الجنوبية وتابع بنفسه عملية تهيئته. وأمام هذا الوضع، وجد رجال الأعمال أنفسهم أمام خيارين تمثلا في الامتثال لأوامر بارك أو الرحيل عن البلاد.

وبفضل إصلاحات بارك، تخطت صادرات كوريا الجنوبية منتصف السبعينيات عتبة المليار دولار بعد أن كانت في حدود 50 مليون دولار عام 1960.

عملية اغتيال مريبة

خلال سعيه للترشح لولاية رئاسية ثالثة عام 1971، دعا رئيس جهاز الخدمة الاستخباراتية الكورية، والمسؤول عن حماية الرئيس، كيم جاي غو (Kim Jae-gyu) بارك تشونغ هي لتقديم وعود لناخبيه بعدم الترشح لولاية رابعة. ومع فوزه بالسباق الرئاسي، تنكر بارك لهذه الوعود ومرر دستورا جمع بفضله السلطة التشريعية والتنفيذية بين يديه. وعقب حادثة اغتيال زوجته عام 1974، عيّن بارك العسكري شا جي شول (Cha Ji-chul) مسؤولا عن حراسته الشخصية. وبسبب ذلك، بدأت العداوة بين بارك وكيم جاي غو الذي اعتبر الأمر إهانة بحقه.

إلى ذلك، تصاعدت وتيرة الاحتقان السياسي بكوريا الجنوبية عام 1979 عقب مطالبة السياسي المعارض كيم يانغ سام (Kim Young-sam) الأميركيين بوقف دعمهم لدكتاتورية بارك. وبسبب ذلك، هدد بارك الأميركيين بطرد سفيرهم في حال تلبيتهم لمطالب هذا السياسي المعارض. من ناحية أخرى، شهدت العديد من مدن كوريا الجنوبية خلال نفس الفترة تحركات احتجاجية طالبت بإصلاح سياسي بالبلاد.

وبهذا الجو السياسي المتوتر، حضر الرئيس الكوري الجنوبي بارك يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر 1979 عشاء أقيم بمقر خدمة الاستخبارات الكورية. وعقب مشادة كلامية بينه وبين كيم جاي غو، غادر الأخير القاعة قبل أن يعود حاملا بيده مسدسا وجه من خلاله رصاصات قاتلة نحو بارك وأربعة من حراسه، كان من ضمنهم شا جي شول، وسائق السيارة الرئاسية.

أثارت عملية اغتيال بارك العديد من الشكوك. فبينما تحدث كيم جاي غو عن قتله للرئيس بسبب قمعه للمظاهرات تحدث آخرون عن محاولة انقلابية فاشلة مدعومة من قبل المخابرات الأميركية.

بالفترة التالية، مثل كيم جاي غو أمام المحكمة التي أصدرت بحقه حكما بالإعدام شنقا تم تنفيذه يوم 26 أيار/مايو 1980.

#هكذا #اغتيل #الرئيس #الذي #جعل #كوريا #الجنوبية #قوة #اقتصادية

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد