هل أصبح قادة النظام الإيراني على وشك السقوط؟ – التليغراف – BBC News عربي
نشرت التليغراف مقالا لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، تناول أزمة الاحتجاجات في إيران ومستقبل نظام حكم الملالي هناك، وتساءل الكاتب “هل آيات الله المستبدين في إيران على وشك السقوط؟”
ونصح بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الغرب بضرورة دعم الاحتجاجات، وقال “عدة سنوات من القمع، يقاوم الإيرانيون. ولتحقيق النجاح، يجب على الغرب دعم نضالهم”.
وأضاف بولتون أن مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، 22 عاما، التي اعتقلتها وعذبتها شرطة الأخلاق بحجة انتهاكها قانون الحجاب الإلزامي في البلاد، أشعلت مظاهرات في إيران دخلت أسبوعها الخامس الآن دون أي بوادر للتراجع.
ويتعرض النظام “الديكتاتوري، العسكري، الديني” في إيران، لضغوط داخلية هي الأقوى منذ الثورة الإسلامية عام 1979، كما يقول الكاتب.
وشدد بولتون على أنه من الضروري الآن تقييم كيفية الإطاحة بنظام الملالي وما هو نوع الحكومة التي ستحل محله. القضية الرئيسية هي ما إذا كانت الاحتجاجات الواسعة النطاق اليوم لا تمثل فقط مجرد “معارضة” إيرانية جديدة، بل هي قوة حقيقية مضادة للثورة الإيرانية.
وبدأت الاحتجاجات من إقليم كردستان، ولكن سرعان ما انتشرت على الصعيد الوطني، وازداد حجمها ونطاقها وتطورها. لقد رد النظام بوحشية، لكن يبدو أن الملالي عاجزون بسبب شجاعة المتظاهرين وعدم خوفهم. يعرف المرشد الأعلى خامنئي أن لديه مشكلة خطيرة، حتى وهو يحاول إلقاء اللوم على أمريكا وإسرائيل.
ويرى مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق أن احتجاجات الحجاب تمثل تحديات أيديولوجية مباشرة لشرعية النظام، ولهذا السبب فإن المخاطر كبيرة جدا، وهي أعلى بكثير مما كانت عليه الاحتجاجات السابقة مثل عام 2009 ضد الانتخابات المزورة.
وليست الاحتجاجات مجرد تمرد الطبقات المتوسطة الحضرية المتعلمة، بل إنها “إيران الحقيقية” في الريف حيث يندر تواجد الصحفيون الغربيون. هؤلاء المواطنون العاديون، صرخوا “الموت لخامنئي” بدلا من شعار الملالي “الموت لأمريكا (أو إسرائيل)”.
وهناك أهمية كبيرة لإضرابات قام بها عمال النفط تعاطفا مع الاحتجاجات، وإن كان لهم مظالم كثيرة. يتذكر الكثيرون أن انتفاضة عمال النفط 1978-1979 ضد الشاه (محمد رضا بهلوي) كانت مؤشرا إلى أن أيامه باتت معدودة. فإذا زاد السخط في صناعة البتروكيماويات الحيوية، وأدى هذا إلى توقف الإنتاج المهم فسوف تصاب الحكومة الإيرانية بالشلل.
وحول دور العالم تجاه الاحتجاجات يرى بولتون أن العالم الخارجي يجب أيضا أن يساعد، بدءا من تقديم موارد ملموسة، لا سيما في مجال الاتصالات. هناك الكثير من الإشارات الداعمة من العواصم الغربية، لكن تأثيرها قليل ولا تقدم الكثير.
على سبيل المثال، على الرغم من الخطاب الداعم، لا يزال البيت الأبيض مهووسا بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الخاطئ لعام 2015. ولا تولي الحكومات البريطانية أو الفرنسية أو الألمانية، الشركاء الغربيون الآخرون في الاتفاق النووي، الكثير من الاهتمام لما يجري في إيران من تغيرات.
استراتيجية التخريب الروسية
في الفايننشال تايم، كتبت المحللة الألمانية كونستانزي ستيلزينمولر، عن استراتيجية الرئيس الروسي المستقبلية في أوكرانيا بعد التطورات الأخيرة، وقالت إن روسيا “تفضل تخريب البنية التحتية الهامة بدلا من استخدام الأسلحة النووية”.
وأضافت الخبيرة الألمانية في العلاقات الدولية أن استهداف روسيا لأنابيب الغاز وشبكات القطارات وأجهزة الكمبيوتر في المطارات يمثل الخطر الحقيقي لاتساع نطاق الحرب في أوكرانيا.
وتساءلت الكاتبة هل يستطيع بوتين عمل هذا؟ قد يفعل؟ هل سيفعل ذلك؟، مشيرة إلى أن العواصم الغربية تشعر بالقلق من التهديدات النووية المتكررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن احتمالية قيام معركة نهاية العالم “هرمجدون” في حدث لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فشرح في حديث تليفزيوني كيف سترد باريس على هجوم نووي روسي “يستهدف أوكرانيا أو المنطقة”، لكنه لم يشر إلى ضربة نووية مضادة، كما قيل.
وفي برلين، يتحدث كبار المسؤولين بشكل غامض وغير رسمي عن سيناريوهات مختلفة. يوم الاثنين، حذر رئيس وكالة المخابرات الوطنية الألمانية في البرلمان من أن موسكو قد تستخدم “أسلحة نووية غير إستراتيجية”.
يميل بوتين إلى المبالغة عندما يكون في موقف دفاعي، وهذه وضعه الآن سواء في ساحة المعركة في أوكرانيا أو في مواجهة انتقادات مضطربة في الداخل. لذلك لا يمكن أن يكون هناك شك في أن القادة الغربيين المسؤولين يجب أن يخططوا لهذا الاحتمال المروع، وفقا للكاتبة.
لكن الخطأ من وجهة نظر المحللة الألمانية يكمن في التحدث أو حتى التفكير في الأمر طوال الوقت، وأن يصرف الانتباه عن التهديدات الأخرى التي تكون بنفس الجدية وربما تكون أكثر احتمالية.
وتقول إن بوتين هو شرطي سري تدرب على التقليد اللينيني بإخضاع الآخرين من خلال الإرهاب السياسي. إن قسوة وحقد جرائم الحرب التي ارتكبها في أوكرانيا، “القتل والاغتصاب واختطاف الأطفال والقصف العشوائي للمدن ومحطات الطاقة” تهدف إلى شل الإرادة السياسية ومرونة الأوكرانيين وأنصارهم الغربيين، لكن العكس هو ما تحقق.
وتضيف أن التهديدات المتعلقة بالأسلحة النووية، وكذلك القصف المستمر لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا، لها نفس الهدف: بث الخوف والشلل. ويجب أن يفكر صانعو السياسة في برلين في إمكانية أن يكون هذا البديل الأخير من رسائل الكرملين موجها بدقة إلى الرأي العام الألماني، الذي كان قلقًا بشأن الكوارث النووية منذ أن كان في خط المواجهة خلال الحرب الباردة.
ومع ذلك ، فإن استخدام الأسلحة النووية شبه الإستراتيجية، والتي يكون مداها أقل من الأسلحة الإستراتيجية وقوتها أقل أيضا، قد يتطلب تحضيرا مكثفا وعلنيا وربما حتى اختبارا (قبل استخدامها). وسيتطلب الأمر أيضا قبول كبار القادة العسكريين الروس.
هذه الأسلحة ذات قيمة محدودة في ساحة المعركة، لا سيما ضد قوة رشيقة ومنتشرة على نطاق واسع مثل الجيش الأوكراني. وقد تتعرض القوات الروسية نفسها للخطر. كما أن استخدامها ضد المدن الأوكرانية سيعزز بشكل كبير الضغط على قادة الكرملين بتهمة ارتكاب جرائم حرب. قد يؤدي الاستخدام ضد دولة عضو في الناتو إلى المادة الخامسة، وهي استجابة “كارثية”، على حد تعبير مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وربما الحرب على الأرجح. وسوف يبتعد حلفاء روسيا في الجنوب (الصين وإيران) عنها، كما ترى الكاتبة.
وتشدد الكاتبة الألمانية على أنها ستكون فكرة سيئة حقا من جانب روسيا. يحرص مسؤولو المخابرات الغربية على القول إنهم حتى الآن لم يروا أي إشارات على أن القوات النووية الروسية في حالة تأهب.
وتشير إلى أن الهجمات على البنية التحتية الهامة أقوى تأثيرا، وأشارت إلى الانفجارات الأخيرة التي دمرت خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم، وانقطاع الكابلات الذي أدى إلى توقف القطارات عبر شمال ألمانيا، واختراق أجهزة الكمبيوتر في العديد من المطارات الأمريكية. كانت جميع الحوادث الثلاثة هجمات متعمدة تنطوي على إعداد متقن وخبرة تقنية عالية التخصص. هذه علامات تشير إلى روسيا باعتبارها الجاني المحتمل، كما تقول الكاتبة.
#هل #أصبح #قادة #النظام #الإيراني #على #وشك #السقوط #التليغراف #BBC #News #عربي
تابعوا Tunisactus على Google News