هل انتصرت الليرة، ماذا حدث وما القادم؟ بواسطة Investing.com
Investing.com – بين عشية وضحاها تبدل حال التي كانت تأن تحت وطاة الضغوطات والتراجعات التاريخية إلى عملة أكثر قوة وتماسكا منذ ساعات قليلة مضت.
وخلال تعاملات أمس الإثنين كانت الليرة التركية على موعد مع مستوى قياسي جديد هو الأدنى على الإطلاق مقابل الأمريكي، بعدما فقدت ما يقرب من 30% من قيمتها على مدار العام.
سؤال الساعة وجد الإجابة: اقرأ|
وبعد نحو 13 تراجعا قويا مقابل الدولار خلال تعاملات أكتوبر، نجحت الليرة التركية في حسم جولة أمس الإثنين لصالحها لتسجل ارتفاعا عزيزا، بينما يبدو انه في طريقها للارتفاع الثاني على التوالي.
وارتفعت الليرة مقابل الدولار في وقت سابق من تعاملات اليوم الثلاثاء إلى مستويات 9.4210 ليرة / دولار بنسبة 1.5%، بينما تتداول خلال تلك اللحظات عند مستويات 9.4468 ليرة/ دولار.
وسجل التركي خلال تلك اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء 547.300 ليرة بانخفاض بلغت قيمته 16.954 بتراجع 3.00%.
ماذا حدث؟
قال الرئيس رجب طيب أردوغان، في خطاب متلفز بعد ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء “هدفنا ليس خلق أزمات أبدا، إنه حماية حقوق وقوانين وشرف وسيادة بلدنا”.
جاءت تصريحات أردوغان بعدما تراجعت تركيا وحلفاؤها الغربيون عن الوقوع في أزمة دبلوماسية كاملة يوم الاثنين والتي قد تكون الأسوء في 19 عام.
وجاءت التهدئة بعدما قالت السفارات الأجنبية إنها تلتزم بالاتفاقيات الدبلوماسية بشأن عدم التدخل لتفادي التهديد بطرد 10 سفراء، من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال أردوغان وفقا للتلفزيون التركي: “تم التراجع عن تلك التصريحات ضد تركيا، أعتقد أن هؤلاء السفراء سيكونون أكثر حرصًا في تصريحاتهم فيما يتعلق بحقوق تركيا السيادية.”
تغريدات
قالت وسائل إعلام تركية حكومية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “رحب” بتصريحات عدة سفارات غربية من بينها الولايات المتحدة يوم الاثنين بأنها تلتزم باتفاقية دبلوماسية تقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة.
وتم الإدلاء بهذه التصريحات في وقت متزامن تقريبًا على Twitter حيث دخل أردوغان اجتماعًا لمجلس الوزراء لمناقشة طرد السفراء من 10 سفارات، في خطوة من شأنها أن تفتح أعمق خلاف دبلوماسي بين تركيا والغرب منذ 19 عامًا في السلطة.
وقالت سفارة الولايات المتحدة على تويتر: “لاحظت الولايات المتحدة أنها تحافظ على الالتزام بالمادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”.
أرسلت كل من كندا وهولندا ونيوزيلندا رسالة مماثلة، بينما أعادت النرويج والسويد والدنمارك وفنلندا تغريد الرسالة الأمريكية، ولم يصدر أي بيان واضح من السفارات الألمانية أو الفرنسية على موقع تويتر.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية نقلا عن مصادر في الرئاسة أن أردوغان “رحب” بهذه التصريحات، ووصفت الأناضول ومحطة تي آر تي تصريحات السفارات بأنها “خطوة إلى الوراء”.
هل كافالا السبب؟
قد يبدو أن أزمة عثمان كافالا سببا في تراجعات الليرة، بيد أن حقيقة الأمر أن الضغوط الاقتصادية كانت السبب الرئيسي والأهم في معاناة الليرة
منذ 4 سنوات تم احتجاز عثمان كافالا (64 عاماً) وراء القضبان منذ عام 2017 من دون أن تتم إدانته،ويواجه كافالا عدداً من التهم على خلفية احتجاجات جيزي عام 2013 ومحاولة الانقلاب عام 2016.
دعى الجزب الجمهوري المعارض أردوغان إلى حل المشكلات الاقتصادية للبلاد بدلا من طرد السفراء وافتعال مشكلة مع الغرب، وقال مسؤولون بالحزب الجمهوري المعارض أن أردوغان يقود تركيا نحو جرف.
قرار الفائدة
وصف مسؤول في وكالة التصنيف الائتماني فيتش الخفض الكبير المفاجئ لأسعار الفائدة في تركيا بأنه “خطوة أخرى في الاتجاه الخاطئ” وإن الوكالة تراقب مدى الضرر الذي قد يلحقه هذا الإجراء بتمويل البنوك والشركات.
وقال إريك أريسبي، المدير البارز المعني بالشأن التركي في وكالة فيتش، لرويترز إن تخفيف الإجراءات النقدية كان خطوة سابقة لأوانها، ويبدو أنها جاءت بدافع سياسي دون أن تترك للبنك المركزي الهامش المطلوب لحماية الليرة المتعثرة.
وخفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 16 % من 18 % يوم الخميس الماضي على الرغم من أن التضخم وصل إلى ما يقرب من 20%، مما أطلق شرارة موجة من عمليات البيع السريعة لليرة التي انخفضت فيمتها إلى مستويات قياسية جديدة.
وقال أريسبي “بالنسبة لنا، ينصب التركيز الآن على معرفة إلى أي مدى يمكن أن تفضي هذه الخطوة في الاتجاه الخاطئ للسياسة (النقدية)، أو هذا التيسير النقدي السابق لأوانه، إلى تمويل خارجي مخفض للاقتصاد، خاصة بالنسبة للبنوك والشركات”.
ما القادم؟
قال بنك جيه بي مورجان يوم الخميس إنه يتوقع أن يخفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة 100 نقطة أساس أخرى في نوفمبر ورفع توقعاته للتضخم بشكل حاد.
وقال ياركين سيبيشي من جيه.بي مورجان في مذكرة للعملاء “مثل هذا التيسير الأولي يشير إلى أن خفض التضخم بطريقة سريعة ليس من أولويات السياسة”.
وأضاف “نخشى ألا تؤدي هذه الخطوة إلا إلى تعزيز ضغوط الأسعار فقط وعدلنا توقعاتنا للتضخم إلى 19.9 في % لهذا العام وإلى 16.4 في % في 2022”.
وانخفض مؤشر ثقة المستهلكين انخفض 3.6% إلى 76.8 نقطة في أكتوبر،وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2009 في ظل استمرار زيادة التضخم.
أظهرت بيانات، الأسبوع الماضي ارتفاع التضخم في تركيا أقل بقليل من المتوقع إلى 19.58% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2019، مما يكبد العوائد الحقيقية المزيد من الخسائر بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة إلى 18%.
كان التضخم السنوي في تركيا قد ارتفع بالفعل لأكثر من سعر الفائدة الذي كان يبلغ 19.25% في أغسطس قبل الخفض، وكان قد بلغ 18.95% في يوليو والمستهدف الرسمي للتضخم هو 5%.
توقعات
قال Piotr Matys ، محلل العملات البارز في InTouch Capital في لندن: “يعلم الجميع أنه لا ينبغي عليهم خفض أسعار الفائدة أكثر ، وفي الواقع يجب عليهم رفع أسعار الفائدة”.
وأضاف محلل العملات البارز: “لا علاقة للتخفيض بالأساسيات، إنها مجرد وظيفة تدخل سياسي”.
وقال ماتيس: “سيتعلم طلاب الاقتصاد عن CBRT لسنوات قادمة حيث سيتم استخدامه كمثال لإظهار أهمية وجود بنك مركزي مستقل يتمتع بمصداقية قوية”.
وقال إبراهيم أكسوي ، كبير الاقتصاديين في إسطنبول في HSBC Asset Management Turkey : “على الرغم من انخفاض الليرة منذ أوائل سبتمبر، من المرجح أن يختار البنك المركزي خفضًا آخر من خلال التركيز على التباطؤ في القروض التجارية.
وترى مؤسسة MUFG التابعة لبنك بنك طوكيو ميتسوبيشي يو إف جي بأن الليرة التركية ستواصل الهبوط لـ 9.55 ليرة تركية لكل دولار خلال عام من الآن.
ينطلق لكن ليس بقوة…إليكم الأسباب: |
#هل #انتصرت #الليرة #ماذا #حدث #وما #القادم #بواسطة #Investingcom
تابعوا Tunisactus على Google News