- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

هل كانت الليبرالية سبب اندلاع الحرب في أوكرانيا؟

- الإعلانات -

تعدّدت‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬نشوب‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬هو‭ ‬روسيا‭ ‬المدمنة‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬الأرضي،‭ ‬أو‭ ‬لأن‭ ‬رئيسها‭ ‬بوتين‭ ‬لديه‭ ‬عقدة‭ ‬مما‭ ‬جرى‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬وأحياناً‭ ‬روسيا‭ ‬القيصرية،‭ ‬في‭ ‬عقود‭ ‬وعهود‭ ‬سابقة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬أصرّت‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬فكان‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬شبيهاً‭ ‬بالموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬الصواريخ‭ ‬الكوبية،‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬أزمة‭ ‬نووية‭ ‬عرفها‭ ‬التاريخ‭. ‬وهناك‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭ ‬بعضها‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بخصائص‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬أحادي‭ ‬القطبية،‭ ‬أو‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬عولمته‮»‬‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أصالة‭ ‬خدمة‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬بالحالة‭ ‬السياسية‭ ‬للرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬الذي‭ ‬تراجعت‭ ‬شعبيته‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬التي‭ ‬تجعله‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬عالمية‭ ‬كبرى‭ ‬تلمّ‭ ‬شمل‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ومعه‭ ‬حلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬والتحالف‭ ‬الغربي‭ ‬كله‭.‬

أياً‭ ‬كانت‭ ‬قائمة‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬ذكرها،‭ ‬والتي‭ ‬قريباً‭ ‬ستكون‭ ‬بين‭ ‬أيدي‭ ‬المؤرخين،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبعاد‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬‮«‬الليبرالية‮»‬‭ ‬و»الديمقراطية‮»‬‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬كانت‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬فكرة‭ ‬نبيلة‭ ‬لحرية‭ ‬الفرد،‭ ‬ونظاماً‭ ‬سياسياً‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الغربية‭ ‬وأعطاها‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار،‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬فكرة‭ ‬أيديولوجية‭ ‬تستخدمها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لزعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬ونزع‭ ‬الشرعية‭ ‬عن‭ ‬نظم‭ ‬الحكم‭ ‬القائمة‭ ‬فيها،‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الهندسة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬وخيمة‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬بالحرية‭ ‬ولا‭ ‬بالنجاح‭.‬

عالِم‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكي‭ ‬جون‭ ‬ميرشايمر‭ ‬كان‭ ‬ضمن‭ ‬أقلية‭ ‬في‭ ‬الجماعة‭ ‬العلمية‭ ‬لعلم‭ ‬السياسة‭ ‬الذين‭ ‬رأوا‭ ‬منذ‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬أن‭ ‬السعي‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬الليبرالي‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬أمريكي‭ ‬كبير‭. ‬فعل‭ ‬الرجل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والمقالات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬كلها‭ ‬حول‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الوهم‭ ‬العظيم‮»‬‭: ‬الأحلام‭ ‬الليبرالية‭ ‬والواقع‭ ‬الدولي‭.‬

ولمن‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬فإن‭ ‬جون‭ ‬ميرشايمر‭ ‬وُلد‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬1947،‭ ‬وهو‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬شيكاغو‭ ‬التي‭ ‬يدرّس‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬وُلد‭ ‬في‭ ‬بروكلين‭ ‬نيويورك،‭ ‬وتعلم‭ ‬هناك،‭ ‬وفي‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬جُنِّد‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬مدة‭ ‬عامين،‭ ‬ثم‭ ‬درس‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬العسكرية‭ ‬‮«‬ويست‭ ‬بوينت‮»‬،‭ ‬وتخرج‭ ‬عام‭ ‬1970،‭ ‬ليخدم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬برتبة‭ ‬ضابط‭ ‬في‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الأمريكي‭. ‬بدأ‭ ‬دراسته‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بجامعة‭ ‬كورنيل‭ ‬عام‭ ‬1975،‭ ‬وحاز‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬ويعد‭ ‬ميرشايمر‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬‮«‬المدرسة‭ ‬الواقعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬العالم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬شيكاغو‭ ‬أيضاً‭ ‬هانز‭ ‬مورجانثاو‭. ‬ولذا‭ ‬فإنه‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الجامعة‭ ‬مدّ‭ ‬أطراف‭ ‬مدرسته‭ ‬إلى‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الأخرى‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ممثلاً‭ ‬لتيار‭ ‬كبير‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬ستيفن‭ ‬والت،‭ ‬أستاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بكلية‭ ‬‮«‬جون‭ ‬كنيدي‭ ‬للدراسات‭ ‬الحكومية‮»‬‭ ‬بجامعة‭ ‬‮«‬هارفارد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تأليف‭ ‬ونشر‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬القوة‭ ‬السلبية‭ ‬للوبي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بوصفه‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬الواقعية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

يقدم‭ ‬ميرشايمر‭ ‬ورفاقه‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً‭ ‬للفكرة‭ ‬الليبرالية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وفي‭ ‬كتابه‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬فيه‭ ‬الليبرالية‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الوهم‭ ‬العظيم‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للهيمنة‭ ‬الليبرالية‭ ‬التي‭ ‬تبنّتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬فشلت‭ ‬فشلاً‭ ‬ذريعاً‭. ‬ويلقي‭ ‬ميرشايمر‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الافتراضين‭ ‬الأساسيين‭ ‬لليبرالية‭ ‬اللذين‭ ‬تقوم‭ ‬عليهما‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية‭: ‬أولاً،‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬الفرد‭ ‬له‭ ‬الأسبقية‭ ‬على‭ ‬المجموعة‭. ‬ثانياً،‭ ‬تفترض‭ ‬الليبرالية‭ ‬أن‭ ‬الأفراد‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬عالمي‭ ‬حول‭ ‬المبادئ‭ ‬الأولى،‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬تؤدي‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭ ‬إلى‭ ‬العنف‭. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العنف‭ ‬المحتمل،‭ ‬تقدم‭ ‬الليبرالية‭ ‬حلاً‭ ‬يشمل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أجزاء‭: ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬حقوق‭ ‬فردية‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتصرف،‭ ‬ويحظى‭ ‬التسامح‭ ‬بتركيز‭ ‬خاص،‭ ‬وتصبح‭ ‬الدولة‭ ‬ضرورية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يحترمون‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭. ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السمات‭ ‬تجعل‭ ‬الليبرالية‭ ‬نظرية‭ ‬كونية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حوّل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬صليبية،‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الليبرالية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬تعزِّز‭ ‬اقتصاداً‭ ‬دولياً‭ ‬مفتوحاً،‭ ‬وأن‭ ‬تبني‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭. ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬سياسة‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتعزز‭ ‬السلام،‭ ‬وتجعل‭ ‬العالم‭ ‬آمناً‭ ‬للديمقراطية‭. ‬لكنّ‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬ما‭ ‬حدث،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أصبحت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬عسكرة‭ ‬عالية‭ ‬تخوض‭ ‬حروباً‭ ‬تقوّض‭ ‬السلام‭ ‬وتضرّ‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتهدد‭ ‬القيم‭ ‬الليبرالية‭ ‬في‭ ‬الداخل‭. ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فعلياً‭ ‬أن‭ ‬النزعة‭ ‬القومية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والأوضاع‭ ‬الواقعية‭ ‬فيها‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬الليبرالية‭ ‬دائماً‭ ‬التي‭ ‬بدت‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬والمعضلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والعرقية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬واقعها‭ ‬المعقد‭.‬

وربما‭ ‬لا‭ ‬نحتاج‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬المعرفة‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬المدرسة‭ ‬الواقعية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لفهم‭ ‬خطايا‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لأن‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وأفغانستان‭ ‬عرّضت‭ ‬كليهما‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬لعملية‭ ‬الهندسة‭ ‬السياسية‭ ‬الليبرالية‭ ‬وانتهت‭ ‬في‭ ‬كليهما‭ ‬للوضع‭ ‬الذي‭ ‬نشاهده‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬الأولى‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬السياسية‭ ‬للدولة،‭ ‬وفي‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬‮«‬طالبان‮»‬‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬الدولة‭. ‬وخلال‭ ‬عقد‭ ‬كامل‭ ‬وقفت‭ ‬واشنطن‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬سمّي‭ ‬‮«‬الربيع‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬إخفاق‭ ‬كبير‭ ‬تمكن‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬والإرهاب‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭. ‬وبينما‭ ‬نالت‭ ‬ثورات‭ ‬الربيع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أسماء‭ ‬الزهور،‭ ‬كاللوتس‭ ‬والأرز،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬متراوحة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السيطرة‭ ‬الدينية‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬الشلل‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬في‭ ‬الجمهوريات‭ ‬السوفياتية‭ ‬السابقة‭ ‬نالت‭ ‬أسماء‭ ‬ثوراتها‭ ‬المؤيَّدة‭ ‬أمريكياً‭ ‬ألوان‭ ‬البرتقالي‭ ‬والبنفسجي‭ ‬الزاهرة،‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬فشلاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة‭ ‬ديمقراطياً‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأقليات‭ ‬روسية‭ ‬اللغة‭.‬

المشروع‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬للعالم‭ ‬كان‭ ‬تقسيمه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬السلطوية‮»‬،‭ ‬بدا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬تدخلاً‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لدول‭ ‬العالم،‭ ‬وإنما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬نزعاً‭ ‬لشرعية‭ ‬النظم‭ ‬الحاكمة‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬روسيا،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭. ‬وبينما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬مؤدياً‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عظمى‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قاد‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬فإنه‭ ‬قاد‭ ‬إلى‭ ‬توترات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬دول‭ ‬كانت‭ ‬حليفة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬واشنطن،‭ ‬وبدا‭ ‬في‭ ‬أعينها‭ ‬مزايا‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المطالبة‭ ‬بمراجعة‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أوجهه‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬حلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬نتيجة‭ ‬أسباب‭ ‬إستراتيجية‭ ‬بعد‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬واستعداد‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬لدخول‭ ‬حلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬ذاته،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬لأسباب‭ ‬أيديولوجية‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بنشر‭ ‬الليبرالية‭ ‬والنموذج‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬روسيا،‭ ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬الهجوم‭ ‬الفكري‭ ‬لنظامها،‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بهجومها‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لاستباق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نظامها‭ ‬السياسي‭.‬

{ رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مؤسسة‭ ‬الأهرام‭ ‬سابقا

#هل #كانت #الليبرالية #سبب #اندلاع #الحرب #في #أوكرانيا

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد