- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

هل للفن جدوى؟!

- الإعلانات -

النزهة، امرأة بمظلة، كلود مونيه، 1875م، المعرض الوطني للفنون (واشنطن)

غالباً عندما تدور الموضوعات حول “الفن” وتحديداً تلك التي تخص الفن التشكيلي يتصرف معظم الأشخاص بطريقة تبدأ من نظرة فاحصة للعمل المعروض يتخللها الصمت الطويل والحيرة التي يخفيها الشخص بداخله خوفاً من ردة فعل الآخرين اتجاه أي سؤال أو استفسار! إذ يتطلب ذلك ثقة وجرأة كبيرة من الشخص.. وفي الواقع هذه مشكلة وجدت قديماً واستمرت حتى يومنا هذا بسبب عدد من المعتقدات الخاطئة التي نشرت عن الفن، مثل: الاعتقاد السلبي في أن الأسئلة التي قد يطرحها الجمهور حول الفن هي بديهية وواضحة من المخجل طرحها! فيما يتبنى آخرون رأيا آخرا يصنف الفن ومفهومه على أنه معقد وشديد الصعوبة لن يتمكن أي شخص لا ينتمي للمجال الفني أو للطبقة الرفيعة من فهمها. فنشأت فكرة أن الجميع يتوقع منك كمشاهد وشخص مهتم بالفنون معرفة كل الإجابات الصحيحة مسبقاً ، ولا بد أن تندثر تلك المعتقدات، ليتم الإجابة بشكل وافي على كل تساؤل لإشباع كل فضول. إذاً لنطبق ذلك فوراً ونسأل إن كان للفن جدوى؟! ما الذي يضيفه الفن لنا؟ وكيف سيكون شكل الحياة بدونه؟ تلك الحقيقة التي يجهلها الكثير -مع الأسف- حول أهمية الفن ودوره الفعال منذ بداية العصر الحجري وما قبل الميلاد حينما كان الفن وسيلة التواصل الأساسية بين الفرد ومجتمعه يحكي بها عن طريق الرسم ما يحدث في حياته اليومية من أحداث ومغامرات تتمحور حول اصطياد الحيوانات ووجوده في بيئتها الطبيعية، وما الصعاب التي واجهها أثناء وجوده هناك؟ تطورت لغة الفن واحتياجه على مر العصور واستمر حتى يومنا هذا، فأصبح يحدث فارقاً إيجابياً في حياتنا الروتينية المملة ليدهشنا بالجمال ويزيد حصتنا من المتعة لينسينا ولو لوهلة تلك المشكلات المقلقة، وقد ذكر أحد المواقع المختصة في بيع اللوحات الفنية أن اللوحات التي تصور المناظر الطبيعية الخلابة والمشاهد الحياتية اللطيفة قد ازدادت نسبة بيعها بشكل ملحوظ أثناء فترة تفشي فايروس كورونا وحظر التجول، كأن تلك اللوحات أصبحت بمثابة متنفس وذكرى جميلة لشكل الحياة الطبيعي. ولا شك أيضاً في أن الفن يشاركنا الآلام الخارج والجانب المظلم للحياة ليخفف بدوره علينا آلمنا وحزننا فعندما نشاهد من يعاني من ألمنا أو أسوء.. ليؤكد لنا أن كل منا يعاني بشكل أو بآخر لأن المعاناة عنصر أساسي من الحياة الإنسانية.

في النهاية، الفن يعد مرآة المجتمع الصادقة التي تعكس لنا صوراً من جميع المجالات سواء كانت الاقتصادية ، أو السياسية أو الدينية أو غيرها.. و تتغير تلك الانعكاسات للمرآة بتغير العصر وأحواله، لتسرد لنا الحكايا وتوثق لنا التاريخ الممتلئ بالأحداث المهمة والاستثنائية ، ورغم أن فوائد الفن حتماً لم تنتهِ هنا، ما زلت مؤمنة أن للفن جدوى عظيمة لا يمكن حصرها في إطار سطحي يعتمد على الجمال الخارجي فحسب! ولا يمكن أن تحدد الجدوى لزمن محدد دون غيره.. فهي تنمو وتتجدد للتناسب مع تغيرات الحياة واحتياجات البشر..

زهرة الهوليهوكس، بيرث موريسو، متحف مورماتان مونيه، باريس

«العالم مليء بالغرقى» الرسامة اليونانية ماريا غياناكاكي

«المأساة» بابلو بيكاسو 1903م، المعرض الوطني للفنون (واشنطن)

#هل #للفن #جدوى

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد