هل يضمن لقاح كورونا العودة للحياة الطبيعية؟
متأخرة بأشهرعن العالم، وبأسابيع عن جارتيها المغرب والجزائر اللتين بدأتا تطيعم لقاحي أسترازينيكا وسبوتنيك- الروسيّ، انطلقت تونس في حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، بعد شهر من الموعد المعلن عنه من وزارة الصحّة وبجرعات محدودة للغاية ووسط هالة اعلاميّة تُسوّق لانطلاق اللقاح على أنه نجاح باهر- رغم مظاهر الفوضى في مركز التلقيح الذي يٌهدد بأن يصبح مركز عدوى!
أولى جرعات اللقاح، ووفق استراتيجية محددة من وزارة الصحة، من نصيب جنود الصفوف الأولى الذين لأفراد في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء، حوالي 360 شخصا تلقوا اللقاح في مصافحة أولى لمدى نجاعة خطة وزارة الصحة أمس.
محرزية الهمامي الممرضة بدائرة الرعاية الصحية الأساسية بباردو، (54 سنة)، هي أولّ مواطنة تتلقى التلقيح. في تصريح إعلامي، أكدت الممرضة التي كانت أول عون صحيّ يستقبل مريض كورونا في مارس 2020، أن لديها ثقة كبيرة في معهد باستور واللجنة العلمية لمجابهة فيروس كوفيد-19 الذين أكدوا أن اللقاح آمن وفعال ولا يشكل أي خطورة. مؤكدة أنها على ثقة تامة في سلامة التلاقيح داعية المواطنين للاقبال على حملة التلقيح.
لـ11 مليون مواطن، حاليا لا يوجد سوى 15 الف تلقيح (30 الف على جرعتين)، أي أن 1.36 في المائة فقط سيتمتعون بالتلقيح. تترقب وزارة الصحة وصول دفعات جديدة من اللقاحات، من بينها 137 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا البريطاني، و94 ألف و600 جرعة من بيونتيك/ فايزر الأميركي، ثم ستتلقى تونس هبة تقدر بنحو 200 ألف جرعة من التلقيح الصيني سينوفاك، لكن ذلك لن يكون كافيا لتغطية 50 بالمائة من السكان التي أكدت الحكومة أنها تنوي تلقيحهم في أفق 2021، مما يعني أنه يجب اقتناء 10 ملايين جرعة (لخمسة ملايين مواطن يتلقون التلقيح على مرتين).
من المتوقع أن تشهد تونس في أواخر شهر مارس الجاري، موجة جديدة من انتشار فيروس كورونا مع ثبوت تسجيل السلالة البريطانية والتراخي الكبير التي شهدته البلاد في تطبيق الاجراءات الصحية (تأخير حظر الجولان، التنقل بين الولايات، التحركات الاحتجاجية)، لكنّ لا يبدو أنه يوجد ارادة سياسية لانقاذ ما يمكن انقاذه خاصة مع اقتراب شهر رمضان وامكانية تأخير حظر التجول أو الغاؤه كليا.
هل لقاح كورونا -المحدود كميّا- فعال ضد السلاسة الجديدة؟ عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا هاشمي الوزير “رجّح” أن تكون التلاقيح المضادة لفيروس كورونا فعالة ضد السلالة الجديدة التي ظهرت في تونس، أي أنه غير متأكد من ذلك. فنحن لا نعرف ان كان اللقاح هو الحلّ السحري، ولا نعرف بعدُ مدى توزيعه على المواطنين، ومدى اكتساب المواطنين لمناعة ذاتية طبيعية من الفيروس.
الوزير أكد أن التلاقيح التي تم تطويرها ضد فيروس كورونا أثبتت فاعليتها ضد جل السلالات الجديدة المتحورة لهذا الفيروس التي ظهرت حول العالم وهو ما يجعل إمكانية نجاعتها ضد السلالة المحلية المكتشفة في تونس كبيرة جدا.”التحور” (variant)- هي نسخة من الفيروس تضم مجموعة من الطفرات، وهو ما يعني أن كل سلالة متحورة تضم مجموعة من الطفرات. والطفرة (mutation) هي تغير في ترتيب المادة الوراثية في الفيروس، تؤثر في قدرته على الانتقال والعدوى.
أثببت عملية التقطيع الجيني الكامل للسلالة الجديدة المكتشفة في تونس خلوه هذه السلالة من الطفرات الخصوصية المتسببة في سرعة وخطورة انتشار السلالات الجديدة للفيروس المسجلة في كل من البرازيل وبريطانيا وجنوب افريقيا.لم يتم العثور على الطفرات الرئيسية المتسببة في سرعة انتشار الفيروس وخطورته والتي يطلق عليها الطفرات المقلقة أو Variants of concern أو varaiants inquiétants.
الفئة المعنية بالأولوية في التلقيح هم كبار السن (أكثر من 60 سنة) كذلك إطارات الصحة والعاملين في المصالح الأساسية إضافة إلى الأشخاص الأقل من 60 سنة ممّن يعانون من أمراض القلب والقصور الكلوي والسكري وتم احداث مركز تلقيح جهوي في كل ولاية يعمل كامل أيام الأسبوع ومركز بكل معتمدية (حوالي 300 مركز) يعمل خلال نهاية الأسبوع، في انتظار تعميم اللقاحات بعد تطعيم الفئات ذات الأولوية.
يمكن التسجيل على evax.tn او الرقم الأخضر 80.10.20.21 أو إبعث SMS فيه evax على 85.355
أو اضغط #2021*
بسبب المدة القصيرة بين ظهور الفيروس واكتشاف اللقاح، لانعلم بعد ما مدة فعالية المناعة التي توفرها اللقاحات، وما مدى اكتساب المصبين بكوفيد لمناعة طويلة المدى. قد يعبد اللقاح الطريق لاستعادة الحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن، لكن ذلك لن يكون قبل موفى 2022. منظمة الصحة العالمية، أكدت أنه من غير المنطقي، الأمل في نهاية الوبء بمجرد تعميم اللقاح- والذي لم يصل الى كافة أنحاء العالم، ولم يُقسم بصفة عادلة.
الأسئلة التي يُمكن أن تتبادر الى الأذهان، هل يمثل اللقاح نهاية الوباء؟
لا، اللقاح هو بداية النهاية لكن كورونا سيظل ضيفا ثقيل الظل لسنوات وستعود الموجات الشتوية كل سنة. حتى مع تعميم اللقاحات، سنواصل العمل باجراءات صحية، قد تكون مخففة لكن لن يتم الغاءها، سنواصل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي ومن المحتمل أن تعود بعض الدول للاغلاق لجزئي أو الكلي لحدودها في فترات ارتفاع عدد الاصابات.
هل يمكن اكتساب مناعة جماعية ضد كورونا؟
نعم، عبر اللقاح وعبر الاصابة بالفيروس، تسمى المناعة جماعيا اذا بلغت 50 بالمائة من سكان بلد ما. حاليا، يجري مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة دراسة ستكشف مناعة المجتمع التونسي ضد كورونا، وسيتم الاعلان عننتائجها في الأسابيع القادمة.
هل يمكن الاصابة بكورونا بعد اللقاح؟
نعم، يمكن الاصابة بالفيروس بعد اللقاح وبعد الاصابة به مرة أولى. بفضل اللقاح تكون الاصابة أقل خطرا والأعراض بسيطة. اللقاح لا يعني عدم الاصابة بالمرض.
عبير قاسمي
تابعوا Tunisactus على Google News