هيئة الفضاء تشارك في محاضرة القمر الصناعي التونسي “تحدي 1”

شاركت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عبر تقنية الاتصال المرئي في المحاضرة التعريفية التي أقامتها جمعية البحرين لمهندسين بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب والتي قدمها الدكتور أنيس يوسف مدير أنشطة البحث والابتكار في مجموعة شركات تلنات بالجمهورية التونسية الشقيقة، حيث تضمنت المحاضرة ثلاث محاور رئيسية وهي “سوق الفضاء الجديد” و”قصة نجاح أول قمر تونسي من التصميم إلى الإنتاج” و”أهم تطبيقات الأقمار الصناعية منخفضة المدار”. حضر اللقاء نخبة من المهندسين والمهتمين بقطاع الفضاء من مختلف الدول العربية وقد مثل الهيئة كلا من سعادة الدكتور المهندس محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي ومجموعة من أعضاء فريق البحرين للفضاء.

قدم الدكتور أنيس يوسف عرضا متميزا عن أهم نواحي الابتكار في قطاع الفضاء ومن ذلك ما يتصل بتطوير تقنيات الاتصال وحسن استغلال الذكاء الاصطناعي وتطوير مهمات السفر عبر الفضاء وصولاً إلى استعراض سبل توظيف تلك التقنيات في تنمية المدن الذكية، حيث أشارت الدراسات المختصة بتقنيات المستقبل ان حوالي 70 مليار من أجهزة أنترنت الأشياء (IOT) سوف يتم تصنيعها ونشرها في مختلف دول العالم خلال 2025 باستثمار يقدر بحوالي 1.6 ترليون دولار. كما أشار إلى ان علوم الفضاء أصبحت أكثر تغلغلاً في حياتنا اليومية مما كانت عليه من قبل واعتمادنا عليها في ازدياد مستمر، بالإضافة إلى حقيقة إن قطاع الفضاء بدأ في النمو على المستوى العالمي ولم يعد حكراً على حكومات دول بعينها، وانما أصبح قطاعا جاذبا للاستثمار والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى وهي معلومة للجميع. وأضاف ان التسابق في الاستثمار في مختلف مجالات الفضاء أدى إلى انخفاض تكلفة تقنياته مما سهل على الكثير من الدول تملك الأقمار الصناعية الخاصة بها، ومع دخول ما يسمى بالأقمار الصناعية المكعبة ميدان العمل الفضائي الفعلي بعد أن كانت محصورة في مجالات التطبيقات البحثية باتت التكاليف منخفضة جدا وفي مقدور الجميع ان يستفيد من الفضاء. وانتهى حديث الدكتور أنيس بتحفيز الشباب العربي على الابتكار والدخول في قطاع الفضاء والاستفادة من الفرص النوعية الموجودة في هذا القطاع المتنامي.

وحول مشاركة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء أشار المهندس إبراهيم البورشيد: “أن ما نشاهده الآن من سباق تكنلوجي محتدم للاستفادة القصوى من علوم الفضاء وتطبيقاته من مختلف الدول بغض النظر عن مستواها الاقتصادي لدليل دامغ على أهمية هذا القطاع، وان من لم يركب قطار الفضاء مبكراً قد يتأخر كثيرا وربما تفوته الفرصة مستقبلاً”. مضيفا “ان قطاع الفضاء اليوم أصبح يستخدم كداعم أساسي لعمليات التنمية وبدأت كثير من الشركات الخاص حول العالم الاستثمار فيه وبشكل ضخم، كما ان شباك التذاكر لسياحة الفضاء تم افتتاحه بشكل رسمي منذ 11 يوليو 2021 بانطلاق أول رحلة تجارية خاصة إلى الفضاء الخارجي عن طريق شركة “فيرجن غلاتيك” وعلى متنها خمس ركاب ونجاحهم في التحليق على ارتفاع 80 كيلو متر عن سطح البحر باستخدام الطائرة الصاروخية المبتكرة وعودتهم بسلام إلى الأرض.

من جانبه أثنى الدكتور محمد العسيري على هذه المبادرة التي تسهم في تعريف المجتمع العربي عموما ومجتمع المهندسين العرب خصوصا على أهمية قطاع الفضاء وتقنياته، متوقعا ان يكون لهذه المبادرة انعكاسات إيجابية سنشهدها خلال الفترة المقبلة بمشيئة الله، كما شكر القائمين على جمعية المهندسين البحرينية واتحاد المهندسين العرب على توجيههم الدعوة للهيئة مشيدا بالمعلومات القيمة التي تم عرضها خلال المحاضرة، متمنيا للأشقاء في جمهورية تونس مزيداً من التقدم والأزدهار.