2022.. عام تحولت فيه الدوحة إلى متحف عالمي للتعريف بالتراث
ثقافة وفنون
724
2022.. عام تحولت فيه الدوحة إلى متحف عالمي للتعريف بالتراث
31 ديسمبر 2022 , 07:00ص
طه عبدالرحمن
حفل عام 2022 بزخم هائل من المعارض الفنية، بالإضافة إلى انتشار العديد من الجداريات في مناطق مختلفة بالدولة، ما حول الدوحة إلى متحف مفتوح، وهو الأمر الذي استحوذ على أصحاب الذائقة الفنية، وخاصة من جمهور المونديال، لتزامن هذا الزخم مع إقامة بطولة كأس العالم.
وخلال ذات السنة، تبارى العديد من الفنانين في تنفيذ أعمالهم التشكيلية، حيث نهلوا فيها من التراث القطري الأصيل، فكان ذلك خير رسالة لإبراز عراقة هذا الإرث التليد أمام الزائرين من مشجعي كأس العالم، ليكونوا سفراء للفن القطري في بلدانهم، ما يعكس أهمية الفنون كقوة ناعمة، وأنها أعمال يخلدها التاريخ بأحرف من نور.
وترافقت هذه الأجواء من المعارض التشكيلية وأعمال الفن العام، مع إعادة افتتاح متحف الفن الإسلامي، ليبدو في ثوب بديع أمام الزائرين، وأعقب هذا الافتتاح إقامة العديد من المعارض، وسط تفاعل لافت من جمهور الزائرين، لتنوع مقتنياتها وتفردها.
حُلة متحفية
إعادة افتتاح المتحف الإسلامي، أظهر المتحف في حُلة جديدة للجمهور، بعد مشروع تحسين المرافق، وإعادة تصور وتركيب صالات عرض مجموعته الدائمة، حيث يُعد المتحف إحدى المؤسسات الرائدة في الفن الإسلامي في العالم، وأول متحف عالمي المستوى في المنطقة. ويقدم المعرض أكثر من ألف قطعة فنية مقتناة ومحفوظة حديثًا، ويعرض العديد منها في صالات العرض الدائمة بالمتحف لأول مرة، إلى جانب التحف الفنية التي اشتهر بها متحف الفن الإسلامي منذ فترة طويلة، فيما تغطي مقتنيات المتحف فترة زمنية تمتد 13 قرناً من الزمان، وتشكل واحدة من أهم وأندر مجموعات الفن الإسلامي على مستوى العالم، حيث تتألف المقتنيات من أكثر من 11000 قطعة فنية من ثلاث قارات، تعرض مختلف أشكال الفن الإسلامي.
وحصد المتحف شهادة الحياد الكربوني المعترف بها عالميًا، وشهد بعد افتتاحه إقامة معرض “بغداد – قرة العين”، الذي يتواصل حتى 25 فبراير المقبل، ويسلط الضوء على أحد أكثر المدن تأثيرًا في العالم، ويحتفي بها، نظرًا لتراثها كعاصمة للخلافة العباسية، حيث أصبحت المدينة من جديد مركزًا مزدهرًا للفنون والثقافة والتجارة.
العام الثقافي
وشهدت نفس السنة إطلاق العام الثقافي قطر-الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. كما تم الاحتفاء بالذكرى العاشرة لمبادرة الأعوام الثقافية، وذلك بتقديم العرض العالمي لسيمفونية وردة الصحراء للملحن السوري الأمريكي مالك جندلي، التي قامت بتأديتها أوركسترا قطر الفلهارمونية في متحف قطر الوطني.
وبالإضافة إلى ذلك، قدمت متاحف قطر والأعوام الثقافية تجمعًا خاصًا لبرنامج جداري آرت، وهو البرنامج الذي يجمع الفنانين المحليين لإضفاء الحيوية والمعنى الفني على الجدران في أنحاء الدوحة من خلال الجداريات وأشكال أخرى من فن الشارع، حيث أنجز الفنانون أعمالًا احتفت بالتقليد الشهير في كل من باكستان والهند.
وفي هذا السياق، فإنه احتفاءً بالتراث والإبداع المعاصر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، أقامت متاحف قطر، منها معارض”بغداد – قرة العين” في متحف الفن الإسلامي، و”صوفيا الماريا”، “العلاج بالتأمل: العمالة غير المرئية”، “الحوار متعدد الأوجه لعلاقة منطقة الخليج بالعالم”، “تيسير البطنيجي.. دوام الحال من المحال”، “نمرٌ ما أو سواه”، وهو المعرض البحثي لمشروع رباعية قطر، وهو مشروع ضخم عبارة عن معرض فني يُقام كل أربع سنوات، سيُقدَّم في نسخته الافتتاحية في جميع أنحاء قطر بحلول عام 2024.
تنوع المعارض
ومن بين هذه المعارض أيضاً، معرض الفنانة المها المعاضيد بعنوان “من وحي البر”، ويتناول العلاقة المترابطة بين التاريخ الطبيعي والذاكرة الثقافية والمدنية، ومعرض مجاز: الفن المعاصر قطر، الذي يعرض أعمالًا فنية لنحو 36 خريجاً من برنامج الإقامة الفنية بمطافئ: مقر الفنانين، ومعرض “ريشة” الفني من عمل أطفال قطر، من تنظيم الفنانة مريم الملا في مكتبة قطر الوطنية، بالإضافة إلى معرض “سفر” بالتعاون مع وزارة الخارجية، ويستكشف تاريخ وثقافة أفغانستان وتجربة اللاجئين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من بلادهم في عام 2021 بفضل مساعدة قطر، ومعرض “غزل العروق: حياكة تاريخ فلسطين” بالتعاون مع المتحف الفلسطيني، يستكشف دور التطريز في حياكة الهوية والمقاومة الفلسطينية، ومعرض “حياة الترحال من منظور جديد”عن التراث الثقافي الغني للبدو الرحّل وشبه الرحّل في وسط الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط العربي، ووسط أوراسيا- منغوليا في متحف قطر الوطني.
ومن بين المعارض التي شهدتها الدوحة، تلك التي أقيمت في M7، مركز قطر الابداعي، حيث شهد إقامة سلسلة معارض فنية خلال المونديال، قدمها فنانون ومصممون، مثل معارض “عناصر” و”من الوطن” و”مسرى” و”ميلانو x الدوحة”.
حراك إبداعي
اللافت في ذات العام، ذلك الحراك الثقافي والفني لمبادرة قطر تُبدع، وهى الحركة الثقافية الوطنية التي استمرت على مدار العام، لرعاية وترويج الأنشطة الثقافية والفنية محلياً، وكذلك الاحتفاء بها، حيث تم تكليف عدد من الفنانين القطريين والإقليميين والعالميين لتقديم أعمالهم في الدوحة ومختلف أنحاء الدولة، الأمر الذي حول معه البلاد إلى متحف فني مفتوح في الهواء الطلق، بانتشار أكثر من 100 عمل للفن العام.
وفي إطار برنامج زاخر من الفعاليات والأنشطة التي تجمع بين الثقافة والفن والرياضة، قدمت مبادرة “قطر تُبدع” مجموعة من 22 زجاجة مياه تحمل رسماً فنياً فريداً مستلهماً من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وتولى تصميم هذه الزجاجات 22 فنانًا من الدول المشاركة في البطولة، وذلك في إطار مبادرة تعاونية بين شركة “إن-كيو” التابعة لمتاحف قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم. وتم تكليف 22 فنانًا مرموقًا بتصميم زجاجات مياه متعددة الاستخدام لتكون بمثابة تذكار رسمي للبطولة، وهم علي حسن الجابر، نور أبو عيسى، ومريم الحميد، وشوق المانع، وبثينة المفتاح، وفاطمة الشرشني، ومحمد فرج السويدي، ومبارك آل ثاني، وشعاع علي، وعبد العزيز يوسف، من قطر؛ ومنال الضويان (السعودية)؛ وأولافور إلياسون (الدنمارك)؛ ومنير فاطمي (المغرب)؛ وأورس فيشر (سويسرا)؛ وليام جيليك (إنجلترا)؛ وكارستن هولر (بلجيكا)؛ وسوكي سيوكيونغ كانغ (كوريا الجنوبية)؛ وبريان دونلي “KAWS” (الولايات المتحدة)؛ ونجا مهداوي (تونس)؛ وإرنستو نيتو (البرازيل)؛ وجان ميشيل أوثونيل (فرنسا).
الفن العام
ومن أعمال الفن العام التي تزينت بها مناطق مختلفة بالدولة، الجساسية (2022)، للفنان سلمان المالك، واستوحى إلهامه من الموقع التراثي الذي يحمل العمل اسمه. وتم تثبيت العمل الفني في ساحة المعارف، وكذلك عمل لنفس الفنان بعنوان توب توب يا بحر (2022)، والمثبت على الواجهة البحرية لكورنيش الدوحة، وهو مستوحى من أغنية قديمة تعود إلى قطر ومنطقة الخليج العربي، وتدور حول موضوع “الانتظار”، وغنتها نساء المجتمع للبحارة والغواصين. ومن الأعمال أيضاً، عمل الفنانة شوق المانع “عقال” في مارينا لوسيل، وهو عمل يحتفي بالتقاليد القطرية.
ومن أعمال الفن العام أيضاً، جبال الدوحة (2022) للفنان السويسري أوغو روندينوني، وساحة ألعاب الدوحة الحديثة (2022)، وزفير (2022) للفنانة منيرة القديري، وهُنا نسمع (2022)، للفنانة الكورية سوكي سيوكيونغ كانغ، وبقرة البحر (2020-2022)، منحوتة قابلة للنفخ للفنان جيف كونز، وعائلة بقر البحر (2022)، للفنان العراقي أحمد البحراني.
مساحة إعلانية
#عام #تحولت #فيه #الدوحة #إلى #متحف #عالمي #للتعريف #بالتراث
تابعوا Tunisactus على Google News