- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

30 يونيو.. نهاية فوضى كونداليزا رايس

مثلت ثورة 30 يونيو 2013، المحطة الأخيرة لمخطط الفوضى الخلاقة وعدم امتداده إلى باقي المنطقة العربية، وكانت الحجر الأول في إعادة بناء دول الشرق الأوسط، ويكتب «ميدان التحرير» نهاية الفوضى التي ضربت تونس وسوريا وليبيا والسودان ومن قبلهم العراق واليمن.

- الإعلانات -

ويعتبر المستشرق اليهودي برنارد لويس هو أول من دعا للفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط والعالم العربي؛ ويرى ضرورة تقسيم دول الشرق الأوسط إلى وحدات عشائرية وطائفية، لحماية مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، ومنع وجود الجيوش النظامية والوحدات السياسية الكبرى ذات الثقل الإقليمي.
وبدأ تنفيذ المخطط بغزو العراق في مارس 2003، وقد رجُح العراق كبداية لتنفيذ مشروع برنارد لويس؛ لما تتمتع به بغداد من ثروة نفطية يتم استغلالها في تنفيذ المخطط وتم تقسيمها لثلاث دويلات شيعية وسنية وكردية.
وفي يناير 2005، كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية «كونداليزا رايس» المخطط كاملا، موضحة أنه يتعدى إلى دول الشرق الأوسط كافة، مؤكدة أن “نظرية الفوضى الخلاقة أصبحت أولوية للسياسة الخارجية الأمريكية”.
ومع نهاية عام 2010 وبداية 2011، وعلى أثر الإخفاقات التي ضربت الشرق الأوسط، اشتعلت الأحداث العنيفة في العالم العربي، وامتدت إلى تونس في 17 ديسمبر، ومصر في يناير 2011، وليبيا في 17 فبراير 2011، وسوريا في 15 مارس 2011.من أنتم؟ كان السؤال الذي عجزت الأنظمة السياسية عن الإجابة عليه، وأشهر من طرحه كان معمر القذافي حاكم ليبيا، الذي حاول أن يستفهم طبيعة الفواعل السياسية التى دخلت على المجتمع القبلي الليبي، فظهرت الشركات ممتعددة الجنسيات ومنظمات المجتمع المدني غير الوطنية، قبل أن يتفاجأ الشعب الليبي بظهور المليشيات، وولاءاتها للقوى الخارجية، وهو المعني التطبيقي لمفهوم الفوضى الخلاقة عند برنارد لويس، والذي يقصد به تكوين حالة سياسية معينة، بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث، يقوم بها أشخاص وجماعات معينه دون الكشف عن هويتهم، ثم يظهروا بعد تعديل الأمور لصالحهم.
ولأن الشعب المصري جماعة واحدة مترابطة بحكم التعريف الأنثروبولوجي المتخصص بدراسة علم الإنسان، خرج ملايين المواطنين في 30 يونيو 2013، رافضين الجماعات حكما سياسيا، وتواجدا اجتماعيا وثقافيا، وعند هذه اللحظة التاريخية تحطم مشروع برنارد لويس في ميدان التحرير.
وحملت القيادة السياسية، أمانة تعديل مسار الدولة الوطنية، والحفاظ على ثوابت الأمة المصرية، والعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمن والأمان، وفي مقدمتها أن تتحرك السفينة في بحر هادئ مستقر في دول الجوار، وهو ما تطلب إعادة ترتيب المنظومة الأمنية في مصر والشرق الأوسط، وإعادة تحديد الأهداف.
ولأن القضية الفلسطينية على قمة أولويات القيادة السياسية، تحركت الأجهزة المصرية بهدف لم الشمل بين فصائل المقاومة من جانب والسلطة الفلسطينية من جانب أخر؛ للحصول على موقف موحد بهدف إعادة إعمار فلسطين والحصول على المكتسبات في المحافل الدولية وأولها الاعتراف بدولة فلسطين وفق حدود الرابع من يونيو 1967، وهو ما دمر وحطم مشروع برنارد لويس حول أمن إسرائيل.
وجنوبا، عملت القوات المسلحة المصرية على إعادة الانتشار وتشكيل قواعد عسكرية لحماية الملاحة في البحر الأحمر وتأمين الحدود الجنوبية، وهو التحرك الذي يمنع تحويل منطقة “أمن البحر الأحمر” إلى منطقة تنافس على بناء القواعد العسكرية للقوى الخارجية، وتحركت القيادة السياسية المصرية لاستقبال الأطراف السودانية والجلوس على مائدة المفاوضات لحقن الدماء وبدء مرحلة بناء الدولة الوطنية السودانية.
وليبيا جرحُ أخر لم يندمل، حيث احتضنت القاهرة مسار الأمان والاستقرار للشعب الليبي، ونظمت اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 بحضور المبعوث الأممي وممثلين عن السودان وتشاد والنيجر؛ لإخراج المليشيات والمرتزقة، وإيقاف الصراع الذي راح ضحيته أكثر من 100 ألف شخص، وامتد إلى دول الجوار، وتكالبت القوى الخارجية على نهش الجسد الليبي، وخلقت مصر موقفا عربيا موحدا يدعم البرلمان الليبي ومؤسسات الحكم؛ لإعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية في ليبيا.
واستلهمت تونس نموذج ثورة 30 يونيو المصري، وخرجت جموع الشعب التونسي في ملاحقات ومطاردات سياسية لحركة النهضة، والتي انتهت بحبس قائد الحركة، لتعود مؤسسات الدولة الوطنية التونسية للمسار الصحيح الذي يخدم مصالح تونس فقط. وامتدت الأيادي المصرية لدعم ومساندة العراق الشقيق، ها هي بغداد وحضارتها وعبقريتها وتاريخها التليد، يُقطع إلى 3 دويلات، وتظهر فيه أفتك وأشد الجماعات في التاريخ المعاصر.
ختاما.. يمكن القول إن ثورة 30 يونيو ألهمت دول الشرق الأوسط، ومنحتهم الأمل في مجابهة المخططات المشبوهة، وصنعت حالة من الأمان والاستقرار والسلام، وهذا يوضح صراحة أن مصر لها تأثير وقبول كبير في محيطها العربي والإفريقي، فهي الركيزة الوطنية والسياسية والاقتصادية ونموذج للترابط الاجتماعي، وهي البوابة الرئيسية للتنمية ومفتاح التقارب بين الشعوب.

#يونيو. #نهاية #فوضى #كونداليزا #رايس

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد