5 شواهد على التهدئة.. لماذا تتجه دول الشرق الأوسط إلى تصفير المشاكل؟
حالة من المهادنة تسود منطقة الشرق الأوسط، خاصة بين لاعبيها الأساسيين؛ ذلك بعدما اقتنع غالبيتهم بأن الاستمرار في حالة العداء والقطيعة لا يحقق أي مكاسب، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تمر بها دول العالم كافة، تتمثل في كساد تجاري، وبطء في عمليات النمو، وارتفاع نسب البطالة والتضخم، وقد ضاعف من تداعيات الأزمة الاقتصادية جائحة “كوفيد-19”.
تقول تقارير إن من بين محاولات التهدئة، وتصفية المشاكل، إنهاء الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) الأزمة مع دولة قطر، والتي عرفت إعلاميًا بـ”مقاطعة الرباعي العربي لقطر”. كما أن هناك تقارب بين تركيا الراعي الأكبر لتنظيم “الإخوان” الإرهابي، ودول إقليمية مهمة في المنطقة مثل مصر والإمارات والسعودية. فضلًا عن المحادثات الاستكشافية بين الرياض وطهران، الأمر الذي سينعكس على هدوء في الأوضاع في اليمن ودول أخرى مثل لبنان وسوريا.
تشير التقارير إلى أن اتباع سياسة المهادنة أو تصفير المشاكل، سيساعد اللاعبين في الشرق الأوسط على التقاط أنفاسهم، وبالتالي تخفيف حدة التوترات والقلاقل في المنطقة، والاهتمام بالجانب الاقتصادي، وتنفيذ خطط استثمارية كبيرة تساعد على تنفيذ مخطط تنويع مصادر الدخل وعدم الاكتفاء على تصدير النفط والغاز، هذا فيما يخص الخليج، كما أن ذلك سيساعد تركيا أيضًا على تجاوز أزمتها الاقتصادية المتمثلة في انهيار سعر صرف الليرة التركية، وزيادة معدلات التضخم والبطالة. كما أن التهدئة ستساعد إيران كذلك على التعامل مع العقوبات الأمريكية القاسية.
ويفرض الانسحاب الأمريكي من أفغانستان تحديات كبيرة في المنطقة، تستلزم على الجميع التهدئة والانخراط في سياسات تنسيقية لتفادي النتائج المترتبة على ذلك الانسحاب.
تراجع وهزيمة
يعد من بين أبرز الأسباب التي دفعت داعمي أحزاب الإسلام السياسي في التهدئة، (قطر – تركيا) هي الخسائر التي مني بها تنظيم “الإخوان” خلال الفترة الأخيرة، ابتداءً من مصر حيث ثورة 30 يونيو 2013 التي أنهت حكم الإخوان، وكذلك هزيمة حزب الإخوان في المغرب وخسارتهم تشكيل الحكومة، إلى جانب الهزيمة السياسية التي منيت بها حركة “النهضة” في تونس.
أما بالنسبة للسعودية والإمارات، فالأوضاع في اليمن تمثل تحديًا أمنيًا خطيرًا، في ظل قدرة جماعة الحوثي استهداف مناطق استراتيجية في المملكة، بينها استهداف منشآت أرمكو عملاق النفط السعودي. فضلًا عن قدرة الجماعة استهداف مطارات في دبي.
زيارة مرتقبة
كما ينظر الكثير من المراقبين إلى الزيارة المرتقبة لشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، إلى مرجعية النجف الشيعية في العراق، آية الله السيستاني، بكثير من الاهتمام، في ظل التناغم في العلاقات المصرية العراقية، فضلًا عن رغبة الإمام الأكبر الاستمرار في سياسة الحوار بين المذاهب.
كان مصدر مطلع في الأزهر الشريف، كشف عن اعتزام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، زيارة العراق في مطلع نوفمبر المقبل. وأوضح المصدر أن زيارة شيخ الأزهر المتوقعة في شهر نوفمبر المقبل ستشمل مدن النجف وبغداد والموصل وأربيل.
وزار وفد عراقي رسمي برئاسة محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب العراقي، زار شيخ الأزهر، وأعرب الوفد العراقي عن تطلع وترقب العراق بكل طوائفه لزيارة شيخ الأزهر وأن محافظات العراق وأحياءه ومعالمه التاريخية وعلماءه مستعدون لهذه الزيارة المهمة التي تمثل رسالة قوية لوحدة الشعب العراقي وتقديره لعلمائه، ووحدة الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة العنف والتطرف وتمسكها بدينها وقيمها وإرثها الثقافي والحضاري الكبير.
النساء في إيران
في السياق، فاجأ الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي، الكثيرين بالسماح للسيدات بدخول ملعب “آزادي” بطهران لحضور مباراة تصفيات كأس العالم بين إيران وكوريا الجنوبية هذا الشهر، وإيران هي الدولة الوحيدة التي تمنع النساء من حضور الأحداث الرياضية للرجال. ولم يتضح ما إذا كانت الخطوة إجراء لمرة واحدة أم أنها تشير إلى تخفيف أو رفع الحظر.
يرجح مراقبون أن رئيسي يرى في تلك الخطوة وسيلة لحشد الدعم المحلي وتحسين صورة الجمهورية الإسلامية في الغرب.
#شواهد #على #التهدئة #لماذا #تتجه #دول #الشرق #الأوسط #إلى #تصفير #المشاكل
تابعوا Tunisactus على Google News