جريدة المغرب | سعيد خلال لقاءاته مع عدد من رؤساء الدول والحكومات في بروكسيل.. البحث عن حشد الدعم الخارجي لقراراته والردّ على خصومه في الداخل والخارج
مثلت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل للمشاركة في القمة الأوروبية– الإفريقية مناسبة مهمة وفارقة له،
زيارة تأتي بعد 7 أشهر من إعلان الرئيس عن التدابير الاستثنائية يوم 25 جويلية وما تبعها من قرارات أحدثت ضجة كبيرة في الداخل وفي الخارج وأقلقت عدة دول أجنبية لاسيما قرار حلّ الأعلى للقضاء وتجميع كل السلط بيده، زيارة حاول خلالها سعيد خلال لقاءاته المختلفة مع نظرائه الأوروبيين والأفارقة توضيح الأسباب التي أدت به إلى اتخاذ جملة التدابير والإجراءات الاستثنائية وتبعاتها والردّ على كل الانتقادات والاتهامات الموجهة ضدّه واستعادة صلاحياته في السيادة الخارجية.
أجرى الرئيس العديد من اللقاءات والمحادثات خلال اليوم الثاني من مشاركته في أشغال القمة الأوروبية – الإفريقية، لقاءات تتنزل في إطار مزيد حشد الدعم الخارجي لتونس واستعادة إشعاعها ومكانتها خاصة بعد تعالي الأصوات الخارجية بالعودة إلى الديمقراطية، ومن بين المحادثات التي قام بها الرئيس، مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبارتا ماتسولا ، محادثة تطرق فيها سعيد إلى الوضع في تونس وما يشهده من صعوبات، واستعرض جملة التدابير الاستثنائية التي تم اتخاذها والقرارات التي تم الإعلان عنها بشأن المواعيد الكبرى المقبلة عليها تونس خلال السنة الجارية.
البرلمان الأوروبي يتابع الوضع في تونس
شدد رئيس الجمهورية في لقائه مع رئيسة البرلمان الأوروبي على احترامه للقانون وتشبثه بقيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وشدّد على حاجة تونس إلى مؤسسات قوية تضطلع بمهامها على أحسن وجه. من جانبها، أفادت ماتسوالا بأن العلاقات مع تونس ذات أولوية، ونوّهت بمكانة المرأة والشباب في المجتمع التونسي. كما أعربت، من جهة أخرى، عن حرصها على أن يواصل البرلمان الأوروبي نسق تعاونه مع بلادنا. وأشارت، أيضا، إلى أن البرلمان الأوروبي يتابع الوضع في تونس، وهو يأمل في أن تتمكن بلادنا من تجاوز هذا الظرف من أجل تدعيم المكاسب التي تحققت لها وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب التونسي. كما أجرى سعيد محادثة مع بيدرو سانشاز، رئيس الحكومة الإسبانية. ونوّه رئيس الجمهورية بالروابط التاريخية التي تجمع تونس بإسبانيا، وأبدى حرصه على مزيد تدعيمها وتنويعها وإعطاء دفع جديد للتعاون الاقتصادي والتجاري والمالي للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مراتب أفضل.
إجراءات لإنقاذ الدولة
وفي سياق تطرقه للوضع في تونس، بيّن رئيس الجمهورية بأن ما تم اتخاذه من تدابير استثنائية كان يهدف إلى إنقاذ الدولة وبناء مستقبل أفضل للشعب التونسي مع التمسك باستقلالية القضاء وبقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، واستعرض، في ذات السياق، مختلف المحطات التي ستقبل عليها تونس خلال سنة 2022، وفق بلاغات صادرة عن رئاسة الجمهورية. من جانبه، أفاد رئيس الحكومة الإسبانية بحرص بلاده على تطوير علاقاتها مع دول الضفة الجنوبية للمتوسط. كما ذكر بأن بلاده تعمل على تنفيذ برامج شراكة جديدة مع دول جنوب المتوسط، ودعا إلى أن تبادر تونس بتقديم مقترحاتها وتصوراتها للاستفادة من هذه المشاريع. كما أعرب عن انفتاح حكومته على كل ما من شأنه تطوير العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية ومزيد تشجيع المؤسسات الإسبانية على الانتصاب في تونس.
برنامج إدارة الفترة القادمة والاستحقاقات الداخلية
من جهة أخرى، شدد رئيس الحكومة الإسبانية على أهمية تعزيز قنوات التواصل والحوار بين المسؤولين في البلدين وتكثيفها للوقوف على حقيقة الأوضاع في تونس وتفادي كل الإشاعات والأخبار المغلوطة. هذا وأجرى سعيد في نفس اليوم محادثة مع المستشار النمساوي كارل نيهامر. وتناول اللقاء علاقات التعاون القائمة بين تونس والنمسا واستعراض فرص تطويرها لا سيّما في المجالات الصحية والاقتصادية والتجارية. وقدّم رئيس الجمهورية للمستشار النمساوي لمحة حول الأسباب التي أدت إلى اتخاذ إجراءات وتدابير استثنائية، وبيّن مدى حجم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس نتيجة لسوء إدارة المرحلة السابقة وانتشار الفساد، فضلا عن تداعيات الأوضاع الأمنية في المنطقة وتأثيرات جائحة كوفيد 19. كما استعرض رئيس الدولة برنامج إدارة الفترة المقبلة والاستحقاقات الداخلية المقبلة عليها تونس خلال سنة 2022، مجدّدا التأكيد على التزامه الثابت بضمان حقوق الإنسان والحريات وتمسكه بقيم الديمقراطية والعدالة واستقلالية القضاء.
دعم ومساندة
وأبلغ رئيس الجمهورية المستشار النمساوي دعم تونس لترشح النمسا للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن. كما وجّه له دعوة رسمية لزيارة بلادنا. من جانبه، أفاد المستشار النمساوي بأن بلاده تتابع تطور الأوضاع في تونس، وهي مستعدة لتقديم كل الدعم والمساندة الممكنة. وأشار، أيضا، إلى أن النمسا ترغب في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع تونس وتجاوز بعض الصعوبات التي قد تعترض المؤسسات النمساوية في تنفيذ أنشطتها ببلادنا. كما رحّب المستشار النمساوي بالدعوة الموجّهة إليه لزيارة تونس، وأعرب، بدوره، عن تطلعه لاستقبال رئيس الجمهورية في فيانا.
تشاور وتنسيق
لقاءات ومحادثات تواصلت على امتداد اليوم الثاني، ليلتقي أيضا محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي. وتم خلال هذا اللقاء، استعراض سير روابط الأخوة المتينة وعلاقات التعاون المتنوعة التي تجمع بين تونس وليبيا، والتأكيد على العزم المشترك على تدعيمها لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين. كما كانت هذه المحادثة فرصة لمواصلة التشاور والتنسيق بشأن جملة من المسائل المتصلة بالعلاقات الثنائية وبتطور الأوضاع في المنطقة.
الاستفادة من التقنية الحديثة الخاصة بالتلاقيح
هذا وشارك سعيّد في مؤتمر الإعلان عن الدول الإفريقية التي تمّ اختيارها للاستفادة من تقنيةMrna الحديثة الخاصة بالتلاقيح وهي تونس وجنوب إفريقيا وكينيا ومصر والسنغال ونيجيريا. ودار هذا المؤتمر بحضور رؤساء الدول الإفريقية المعنية، فضلا عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمدير العام للمنظمة العالمية للصحة تيدروس أدهانوم غييربيسوس. وألقى رئيس الجمهورية كلمة ذكّر فيها بمبادرة تونس بالتعاون مع فرنسا في اعتماد مجلس الأمن للقرار 2532، وأشار إلى أن جائحة كوفيد 19 أبرزت مدى أهمية تعزيز التعاون الدولي والتشجيع على نقل التكنولوجيا. وأعرب رئيس الدولة عن شكر تونس على هذه الثقة في قدراتها على تطوير إنتاج اللقاحات، معتبرا أن هذا اليوم تاريخي في التعاون بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات الصحية.
#جريدة #المغرب #سعيد #خلال #لقاءاته #مع #عدد #من #رؤساء #الدول #والحكومات #في #بروكسيل #البحث #عن #حشد #الدعم #الخارجي #لقراراته #والرد #على #خصومه #في #الداخل #والخارج
تابعوا Tunisactus على Google News