هل ستحيد الهند عن حيادها في أزمة أوكرانيا؟
وتابع: "تحاول الهند التوازن في علاقاتها بين الولايات المتحدة وروسيا، كما أنها لن تتمنع عن الإقدام على محاولة اقتناص فرص الحصول على بعض وارداتها النفطية من روسيا بأسعار تفضيلية في ظل ارتفاع أسعار الطاقة عالميا، وفي ظل حاجاتها المحلية المتنامية، فالمصلحة البراغماتية كذلك والحال هذه تقتضي من الهند مراعاة التوازن وعدم الانجرار نحو مواقف تصادمية مع روسيا، واتخاذ موقف حيادي من الأزمة الأوكرانية".
هذا ورغم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وفرض العقوبات الغربية على موسكو، اشترت شركة النفط الهندية الحكومية 3 ملايين برميل من النفطالخام من روسيا لتأمين احتياجاتها من الطاقة، مقاومة بذلك الضغوط الغربية عليها لتجنب مثل هذه الصفقات.
وأكد مسؤول حكومي هندي أن بلاده تتطلع لشراء المزيد من موسكو رغم الدعوات الغربية بتجنب ذلك، فيما ذكرت تقارير إعلامية هندية أن روسيا تقدم خصما على مشتريات النفط للهند بنسبة 20 في المئة مقارنة بالأسعار القياسية العالمية.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد وصف الهند بأنها استثناء بين حلفاء الولايات المتحدة، بسبب موقفها "المتردد" من عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا.
“>
وكانت الولايات المتحدة حذرت الهند من مغبة التقارب مع روسيا، وذلك قبيل زيارة لافروف إلى العاصمة نيودلهي.
وقد امتنعت الهند عن التصويت على قرارات في الأمم المتحدة، دعت لفرض عقوبات على موسكو على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا، كما وتستمر في شراء النفط الروسي، فيما تعتبر موسكو أكبر مزوديها بالسلاح.
ويرى المراقبون أن المقاربة الهندية الحالية للحرب الروسية الأوكرانية وما خلفته من أزمة حادة بين موسكو وعواصم الغرب، هي امتداد لنهجها الوسطي التقليدي المعروف عنها ولا سيما منذ دورها المحوري في تأسيس حركة عدم الانحياز.
ويعتبرون أن الهند بحكم علاقاتها الوثيقة مع الاتحاد السوفياتي السابق، محكومة بالحفاظ على الإرث العميق من الروابط القوية تلك مع الاتحاد الروسي الحالي، وهي تاليا حريصة على عدم إقحام نفسها في استقطابات الأزمة الأوكرانية الحادة، والحفاظ على مصالحها الحيوية وثوابت سياستها الخارجية، وتوازن علاقاتها كقوة دولية كبيرة.
وتعليقا على خلفيات الموقف الهندي من الأزمة الأوكرانية، يقول علي يحيى، الباحث والخبير في العلاقات الدولية، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية”: “صحيح مثلا أن التبادل التجاري بين الهند والولايات المتحدة الأميركية يقارب 146 مليار دولار، في حين أن تبادلها التجاري مع روسيا لا يتجاوز 11 مليار دولار، كما وأن نيودلهي ترتبط بواشنطن بأحلاف منها التحالف الأمني الرباعي كواد”.
كما وأن معظم واردات الهند النفطية تأتي من دول الخليج والعراق، كما يشرح يحيى: “إلا أن العلاقات الهندية الروسية، والتي لم تتأثر سلبا بتحالف روسيا مع الصين، تقليدية ومتوارثة منذ زمن الاتحاد السوفياتي السابق، والتي توثقت خلال الحرب الباردة واختبرت متنانتها خلال الفيتو الروسي الثلاثي في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات التدخل الدولي في كشمير (1957، 1962، 1971) وصولا حتى لمعاهدة السلام والصداقة والتعاون بين البلدين في 1971 حتى إعلان الشراكة الاستراتيجية في 2020. كما انعكس هذا التعاون بوضوح على الهيكلية العسكرية للجيش الهندي الذي تشكل المعدات والأسلحة الروسية 70 في المئة من ترسانته، كما أن 58 في المئة من مشترياته التسليحية من روسيا“.
وتابع: “تحاول الهند التوازن في علاقاتها بين الولايات المتحدة وروسيا، كما أنها لن تتمنع عن الإقدام على محاولة اقتناص فرص الحصول على بعض وارداتها النفطية من روسيا بأسعار تفضيلية في ظل ارتفاع أسعار الطاقة عالميا، وفي ظل حاجاتها المحلية المتنامية، فالمصلحة البراغماتية كذلك والحال هذه تقتضي من الهند مراعاة التوازن وعدم الانجرار نحو مواقف تصادمية مع روسيا، واتخاذ موقف حيادي من الأزمة الأوكرانية”.
هذا ورغم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وفرض العقوبات الغربية على موسكو، اشترت شركة النفط الهندية الحكومية 3 ملايين برميل من النفطالخام من روسيا لتأمين احتياجاتها من الطاقة، مقاومة بذلك الضغوط الغربية عليها لتجنب مثل هذه الصفقات.
وأكد مسؤول حكومي هندي أن بلاده تتطلع لشراء المزيد من موسكو رغم الدعوات الغربية بتجنب ذلك، فيما ذكرت تقارير إعلامية هندية أن روسيا تقدم خصما على مشتريات النفط للهند بنسبة 20 في المئة مقارنة بالأسعار القياسية العالمية.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد وصف الهند بأنها استثناء بين حلفاء الولايات المتحدة، بسبب موقفها “المتردد” من عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا.
#هل #ستحيد #الهند #عن #حيادها #في #أزمة #أوكرانيا
تابعوا Tunisactus على Google News