- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

‫ انتهى موسم الحج.. ولكن!

مساحة إعلانية

عائشة عبيدان
عائشة عبيدان

مساحة إعلانية

مقالات

2721

عائشة عبيدان
انتهى موسم الحج.. ولكن!
02 يوليو 2023 , 02:00ص

- الإعلانات -

 

وحزم الحجاج حقائبهم للعودة الى ديارهم بعد تأدية الركن الخامس من أركان الاسلام، وتلبية دعوة الله لمن استطاع اليه سبيلا، ها هم يعودون بمشاعر ايمانية ربانية بعد أن عاهدوا الله بالتوبة والمغفرة والعتق من النار كما جاء في الحديث (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، الحج هذا العام يختلف، أكثر من مليونين من البشر من مختلف الجنسيات واللغات والثقافات تحتضنهم أراضي مكة المكرمة، بكل مشاعرها ومناسكها وخدماتها يلبون تلبية واحدة بلغة واحدة “لبيك اللهم لبيك” بدءا بالطواف والسعي وانتهاء بمنى ومزدلفة ثم بطواف الوداع تأكيدًا لحكمة الله في التساوي بين البشر أغنياء وفقراء وملوكا وأمراء وعامة، متساوون كأسنان المشط، كما هي السلاسة والتسهيلات التي قدمتها المملكة العربية السعودية لتوفير وسائل الراحة والاطمئنان لجميع الحجاج بلا استثناء. استوعبت تلك الملايين وفتحت بواباتها براً وبحراً وجواً للدخول من خلالها ايمانا بأن هذا البيت هو بيت الله بلا حدود ولا شروط ولا عرقلة مانعة، لذلك هذا العام الحج يختلف بالرغم من تلك الأعداد فلم نسمع عن حوادث ومشاغبات واحتكاك وعراقيل، الجميع يشهد بالتسهيلات والخدمات والتنظيم، وأدوا فرضهم بكل أريحية وطمأنينة، نسأل الله لهم القبول، كم يشهدون بالخدمات المقدمة من الحملات في وسائل الراحة الشاملة لمتطلبات الحجيج والبرامج الدعوية الدينية التوعوية.

لكن ما يؤخذ عليه هذا العام وربما توجه أغلب حملات الدول استغلال الحج كتجارة رائجة، ومساومة ربحية لا ندرك الأسباب، هل هي نتيجة موجة الغلاء الفاحش الذي اجتاح جميع متطلبات الحياة على المستوى العالمي، أم إنها توجه لبعض الحملات بالاستفادة من الموسم لتعويض الخسائر أثناء الجائحة الوبائية “كورونا”، أم نتيجة ارتفاع أسعار المواقع السكنية والخدماتية في المناطق التي يفد اليه الحجيج ! هناك من يستطيع الدفع مهما ارتفعت الأسعار، وهناك مهيضو الجناح لا يستطيعون مسايرة التكلفة بالأسعار الباهظة يُحرمون من تأدية الحج، لابد من خلق التوازن ومسايرة الجميع حسب الظروف المادية لذلك حكمة الله وعدالته فرضية الحج من استطاع اليه سبيلا.
… ما أثير هذا العام مع بداية موسم الحج خلال وسائل التواصل الاستنكار من العروض المقدمة من بعض حملات الحج بتوفير كامل وسائل الراحة لحجاج بيت الله من خلال توفير خصوصية المكان بخمس نجوم في منى ومزدلفة وعرفة بكل رفاهية، خيم واسعة مكيفة، وحمامات خاصة، وطعام خاص – مع الأسف – ليصبح حديث المجالس وابرازها والاهتمام بها، والتسابق في حجزها، لتنتفي العبادة وتختفي المشاعر الايمانية وراء عباءة الاسراف والمغالاة التي حرمهما الاسلام، وتبرز تلك مظاهر الأبهة والغنى التي يعيشها الحاج وكأن على رأسه الطير، ليرتفع مؤشر الاهتمام بالشكليات والرفاهية على مؤشر العبادة والايمان وتأدية المناسك، ومعها ترتفع الأسعار لتصل الى مائة وخمسين ألفا وربما أكثر في بعض الحملات حسب الخدمات المرفهة والمتوفرة.
…. حقًا شيء مؤلم أن يصل العقل الانساني الى هذا المستوى من الفكر دون ادراك الاختلاف ما بين العبادة والسياحة، والذي لا يرضى به الله من الاسراف والتبذير وأين؟ في أرض الله المشرفة التي يندفع الانسان اليها بروح ايمانية بعيدة عن مظاهر الحياة وضجيجها وزخارفها من أجل تأدية الفريضة ومناسكها ويلتمس من الله القبول والرضا، دون التأمل أنه كلما زادت المشقة والتعب ارتفع الأجر، رحم الله زمانا يأتون الى الحج من كل فج عميق يتحملون مشقة السفر والمسافات الطويلة والعوائق السكنية والمادية وقسوة العيش، تحتويهم غرف وخيم جماعية بلا كلل ولا تذمر ولا شكوى تدفعهم المشاعر الايمانية لتأدية الركن الخامس من أركان الاسلام، متى ندرك أن العبادة روح ايمانية ربانية تسبق مظاهر الحياة وزخارفها. تقبّل الله من الجميع الطاعة والعبادة بحج مبرور وذنب مغفور.
[email protected]

اقرأ المزيد

لا تعتادوا المشهد!
اليوم كالأمس، ولكن الجغرافيا هذه المرة لم تتفق، حيث الاستراتيجيات واحدة، والهجمات واحدة، الصواريخ واحدة، التهديدات واحدة، حتى… اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

#انتهى #موسم #الحج. #ولكن

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد