جندوبة تتذيل أسفل الترتيب في نتائج الباكالوريا ..تكريس للتفاوت التنموي أم خلل في البيت الداخلي ؟

باحت نتائج البكالوريا بأسرارها صباح اليوم وتعالت الزغاريد هنا وهناك وبعث عدد آخر من المواطنين رسائل أمل للمؤجلين. كما كشفت وزارة التربية نتائج المندوبيات الجهوية حسب نسب النجاح لتتذيل مرة أخرى ولاية جندوبة أسفل الترتيب على المستوى الوطني. وهي نتيجة تكشف مرة أخرى أن هذه النسب هي مرآة عاكسة للتفاوت التنموي في مفهومه الشامل في حد الآن مازالت ولاية جندوبة تتصدر نسب الفقر والبطالة وانتشار الأمراض المزمنة وتواضع القطاع الصحي. وهذا الوضع ألقى بظلاله على القطاع التربوي إذ وجدت العائلات بولاية جندوبة عجزا تاما في المراهنة على أبناءهم وتوفير أفضل الظروف من خلال مجاراة نسق الدروس الخصوصية بالجهة واقتناء كتب موازية بأثمان باهضة.

كما كرست هذه النتائج أيضاً عدة اشكاليات يتخبط فيها القطاع التربوي بولاية جندوبة خاصة خلال المرحلة الإبتدائية من خلال تفشي ظاهرة نظام الفرق ونقص في عدد المعلمين والتعويل على المعوضين والذين هم في حاجة للتأهيل والتكوين. في مقابل ذلك يرفض البعض الإلتحاق بأرياف ولاية جندوبة والتي تفتقد لأبسط الضروريات من مسالك فلاحية وعرة وغياب الماء الصالح للشراب ورفض عدد من المعلمين الاستقرار بالأرياف وتكبد عناء التنقل يومياً بين المدن والأرياف. كما تعاني بعض المؤسسات التربوية من تواضع في البنى التحتية والتجهيزات وغياب ربطها بالأنترنيت. في مقابل ذلك فإن التوجيه المدرسي يحتاج إلى مزيد الاهتمام وتأطير التلاميذ لاختيار المسالك التي تتماشى وقدراته الذهنية وأثر عدم استقرار المربين بالمرحلة الإعدادية والثانية على هذه النتائج السلبية بالإضافة إلى معضلة النقل المدرسي والذي كان من بين أسباب أهم تردي نتاىج البكالوريا. وتبقى اللجان المكلفة بتحسين نتاىج البكالوريا والحد من ظاهرة الإنقطاع المدرسي في حاجة إلى مجهودات اضافية للحد من هذا التفاوت ووضع الإصبع على الجرح.

عمار مويهبي