بالفيديو- تعرف على “مخارق” باجة التونسية التي تستقطب آلاف الزوار في رمضان
خلال شهر رمضان المبارك، يتوافد التونسيون من كل حدب وصوب على مدينة باجة شمال غربي البلاد، لشراء حلويات “المخارق والزلابية” التي عرفت بها المحافظة منذ أكثر من قرن ونصف، لما يميزها من مذاق خاص، وهي الحلويات التي لا تغيب عن الموائد الرمضانية التونسية.
تبعث في المدينة حياة جديدة في شهر رمضان بكثرة الزوار والوافدين الذين يأتون لاقتناء ما تيسر من تلك الحلويات ذات اللون الذهبي والمذاق السحري. ورغم وجودها بكثرة في كامل أنحاء البلاد، فإن للمخارق والزلابية الباجية نكهة خاصة ومميزة.
يتطلب قلي المخارق الباجية جهدا مضاعفا ويمكن أن تتخذ هذا الشكل الدائري (الجزيرة)سر المذاق المميز
تتكون المخارق بالأساس من عجينة السميد والطحين والزبدة والزيت والبيض، لكن صناع المخارق الباجية أضافوا السمن والعسل إلى المكونات العادية، وقد أطلقوا عليها اسم “المعذبة” لما يتطلبه صنعها من مشقة.
يقول العم مصطفى (60 عاما) “من أكثر من 40 عاما أعمل في صنع المخارق الباجية، وقد سميت المعذبة لما تتطلبه من تعب ومشقة، من تخمير العجين إلى اختيار السمن الذي يبقى سنة كاملة مخزنا، واختيار دقيق لمكونات الشحور (العسل) وحتى طريقة القلي”.
ويقول محمد (40 عاما) من محافظة زغوان “المخارق والزلابية الباجية مثل الملح الذي لا يغيب عن الطعام بالنسبة لي، أقطع مئات الكيلومترات وآتي هنا لأشتري كمية كافية على الأقل لمنتصف رمضان، ثم أعود حال انتهائها، فالمائدة دون مخارق باجة تعد فارغة بالنسبة لي ولعائلتي”.
الشكل الثاني للمخارق وهي صلبة ذات لون بني لامع وطعمها كالعسل (الجزيرة)طريقة التحضير
مدّنا العم مصطفى بتفاصيل صنع المخارق الباجية الأصلية، إذ يقول للجزيرة نت “نخلط السميد مع الطحين الرطب، بعضه مع بعض، ثم نقوم بمزجه مع الزيت والسمن، ونضيف الماء شيئا فشيئا حتى نحصل على عجينة ملتصقة. عندها نقوم بإضافة صفار بيضة ونمزج.
ثم نقوم بدلك العجينة جيدا مدة 15 دقيقة فوق سطح أملس حتى تتماسك وتصبح لينة، ونتركها تتخمر حتى يتضاعف حجمها.
العم مصطفى يغمس المخارق في الشحور أو العسل الصناعي بعد قليها (الجزيرة)بعد أن يتضاعف حجمها نقوم بتسخين الزيت، ونقسم العجينة إلى قطع صغيرة. ونشكل كل قطعة على شكل أسطوانة تتوسطها 3 ثقوب، أو إلى حلقة بحسب الرغبة.
بعدها نقوم بقلي المخارق مباشرة حتى يميل لونها إلى اللون البني، ثم نخرجها من الزيت ونضعها في القطر مباشرة لتجف.
أما الزلابية، فتأخذ شكلا آخر، ويضاف إليها ملون غذائي أصفر ليضفي عليها اللون الذهبي الذي يميزها عن المخارق.
تتميز الزلابية بشكلها الحلزوني المقرمش ولونها الأصفر الذهبي (الجزيرة)الثنائي الأشهر
وتعد المخارق والزلابية ثنائي الحلويات الأشهر في تونس، وفي باجة تحديدا، ورغم اختلافهما في المذاق واللون، فإن المتجه نحو المدينة لا يشتري نوعا واحد فقط بل يجمع الاثنين معا، وتكون الزلابية ذهبية اللون في شكل حلزوني دائري مقرمش ذي مذاق سكري، أما المخارق فهي صلبة نوعا ما وتتميز بلونها البني اللامع، وعادة ما تكون دائرية الشكل أو مستطيلة ومذاقها يشبه مذاق العسل.
وتستقطب المخارق الباجية في شهر رمضان وفي المناسبات الدينية آلاف الزوار من تونس وحتى من الدول المجاورة على غرار ليبيا والجزائر، وهو ما جعل عجلة السياحة والاقتصاد تدور في المدينة بعد أن شهدت ركودا في السنة الماضية.
المزيد من رمضان 2021