حلم السياحة في الكويت

أصبحت السياحة في الكويت حلما لكل كويتي يتمنى تحقيقه بأسرع وقت ممكن وهي ليست صعبة التحقيق وخاصة بعد اختفاء الأماكن الترفيهية من الكويت والتي كان الجميع يأمل أن يتم تحديثها وليس اختفائها بالكامل، وكذلك إن معظم الفنادق تم استخدامها للحجر الصحي للمسافرين كما هو الحال في معظم دول العالم، أما بالنسبة للرحلات سواء كانت البحرية أو البرية فإنها محدودة جدا، وتكاد تكون غير موجودة.

إن السياحة هي أهم عناصر انتعاش اقتصاد أي بلاد في العالم وقد تم وضع الكويت في خارطة السياحة العالمية ولكن هل هي سياحة للصيد أو الرحلات البحرية أو سياحة الآثار أو السياحة الثقافية أو سياحة المؤتمرات، ونتساءل: أين البنية الأساسية للسياحة في الكويت وأهم عناصرها.

نكاد لا نرى غير السياحة العلاجية التي يقوم بها البعض وهذه السياحة تكون خارج البلاد ولا تستفيد البلاد منها اقتصاديا، فلماذا لا نقوم بعمل بعض المنتجعات والأماكن للسياحة العلاجية بالكويت أسوة ببعض الدول مثل الأردن وتونس وغيرها ممن سبقونا في هذا المجال.

وأعتقد أنه قد حان الوقت لتوفير السبل المناسبة بالعزيمة والإرادة للوصول إلى الهدف المرجو، وهو أن تبقى الكويت على خارطة السياحة العالمية، إذ لابد من إنشاء المرافق الترفيهية المناسبة وغرس روح الضيافة لدى جميع أفراد المجتمع وتشجيع المبادرات الاجتماعية وتوقيع اتفاقيات بروتوكولات تعاون مع الجهات المتخصصة، وإنشاء كلية للسياحة والفنادق سواء في جامعة الكويت أو في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.

ولابد من الاستفادة من التجارب الناجحة للدول المجاورة والتي قامت بالفعل بمبادرات لتشجيع السياحة وأعتقد أن على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مسؤوليات كبيرة لتشجيع السياحة الثقافية التي تجذب المثقفين والأدباء والفنانين من كل مكان وهذه آمال قابلة للتحقيق وليست مستحيلة.

إن تنوع مصادر الدخل له الأهمية الكبيرة وخاصة في ظل تقلبات أسعار النفط، وهو المصدر الوحيد للدخل للكويت، فلابد من تشجيع السياحة بكافة أنواعها لأنها يمكن أن تفتح علينا أبواب الرزق والتي قد تعادل أو تفوق الرزق من النفط.

والأمثلة حولنا كثيرة لبعض الدول التي لم تكن لديها أي سياحة، ولكنها استطاعت جذب السياح من كل مكان بعد إنشاء العديد من الأماكن السياحية فيها والدعاية الخاصة بها.

وأتمنى من الجهات ذات العلاقة العمل لتطوير السياحة في الكويت، حيث إنه لدينا الكثير من مقومات السياحة الناجحة التي لو أحسن توظيفها، فإنها تجعل الكويت بلدا سياحيا في الدرجة الأولى، وهذا هو أفضل حل في ظل التحديات التي تواجه الأسواق في مختلف دول العالم، وعلينا أن نطرح المبادرات بتنوع مصادر الدخل حتى لا نندم بعد ذلك.