- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

أبو الغيط: الإنفاق على الصحة هو أعلى استثمار يمكن أن تقوم به الدول

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الإنفاق على الصحة، وعلى الإمكانيات المادية والبشرية للقطاع الصحي، هو أعلى استثمار يُمكن أن تقوم به أي دولة من حيث العائد المجتمعي، بل والاقتصادي على المدى الطويل.
جاء ذلك في كلمة أبو الغيط التي ألقاها اليوم الاثنين أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الـ(54) لمجلس وزراء الصحة العرب التي تعقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس برئاسة تونس.
وأضاف أبو الغيط: “لقد تابعنا جميعاً استجاباتٍ مختلفة لحكومات مختلفة عبر العام الماضي في التعامل مع جائحة كورونا، صحياً ومجتمعياً واقتصادياً.. وظني أنه لا توجد حكومة تقريباً لم تُخطئ أو تتعرض للنقد في مرحلة من مراحل مواجهة الوباء.. بعض الحكومات كان أنجح من البعض الآخر من دون شك.. ولكن حتى الحكومات التي نجحت في البداية تعثرت عند مرحلة ما.. وبعض الحكومات أخطأ في التعامل الأوليّ، ثم ما لبثت أن صححت المسار لاحقاً.” 
وتابع الأمين العام للجامعة أنه من المهم أن تستقي الحكومات العربية الدروس وتصل لخلاصاتها من دون تهاون مفرط من ناحية، أو إغراق غير مبرر في جلد الذات من ناحية أخرى، فالعالم كله واجه خطراً لم يكن مستعداً له، والجميع جرب وأخطأ وأصاب وأعاد التقييم.
وأوضح أنه “مرّ ما يزيد على عامٍ على قيام منظمة الصحة العالمية بإعلان كورونا جائحةً أو وباء عالمياً.. وقد تجاوزت عداد الوفيات عتبة 2.5 مليون إنسان.. والآثار المتشعبة لهذه الجائحة تكاد لا تستثني بلداً أو حتى إنساناً.. وكما هو الحال مع النوازل والملمات التي تقتضي من الإنسان وقفة لمراجعة حياته وأولوياته.. فإن الدول أيضاً ستنخرط في مراجعات لقائمة أولوياتها وطُرق أدائها لوظائفها”.
وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده في أنه “لا يخلو تحدٍ من فرصة، وأن الفرصة الكبرى التي ينطوي عليها وباء كورونا هي دفعنا جميعاً، كمجتمعات وحكومات، إلى مراجعة طرق تفكيرنا، واتخاذ الإجراءات المناسبة للتكيف مع هذا الواقع الجديد.. الذي يبدو لنا جميعاً أنه ليس واقعاً عابراً، أو أمراً طارئاً ولكنه سيصبح، في بعض جوانبه على الأقل كما يسمى بالانجليزية- New normal أي وضع جديد مستديم يتعين التعامل معه بوصفه كذلك”.
وأشار إلى أن العنوان الأهم للتغيير الجاري عالمياً يتمثل في مزيد من التركيز على تعزيز قدرات الحكومات على الصمود في مواجهة أزمات مركبة، وممتدة التأثير، حتى لو كان احتمال وقوع هذه الأزمات ضئيلاً.. وقد كشفت جائحة كورونا عن الكلفة الإنسانية والاقتصادية العالية لمثل هذه الأزمات الخطيرة بما يُبرر حشد الموارد والإمكانيات في المستقبل للاستعداد لها، ذلك أنه مهما ارتفعت تكلفة تعزيز قدرات الدول في التعامل مع أزمات مستقبلية محتملة، فإنها لا تُقارن بتكلفة الأزمة حال وقوعها. 
وأوضح أن حال المنطقة العربية يظل أفضل من غيرها.. والاستجابات الحكومية اتسمت بقدر عالٍ من المسئولية والحسم.. موجها الشكر لجميع الأطقم الطبية الذين يعملون على الخطوط الأولى في البلدان العربية.. والذين بذلوا الوقت والجهد والعرق، بل والحياة نفسها في بعض الحالات، لكي يساعدوا المجتمع على تجاوز هذا الخطر الداهم. 
وقال أبو الغيط: “لقد صار واضحاً أن الاجتثاث الكامل لفيروس كورونا لن يكون ممكناً في الأجل المنظور.. وإنه سيكون علينا في المستقبل التأقلم مع قدر من التعايش مع هذا الفيروس وما يفرضه من تغير في النظم الحياتية.. وفي العادات الصحية والاجتماعية”.
وأضاف أن العالم يعبر في هذه الآونة إلى المرحلة الثانية في التعامل مع الوباء باحتوائه وتطويقه من خلال الأمصال واللقاحات.. وهي مرحلة دقيقة وحاسمة حتى بالنسبة للمجتمعات التي لا تشهد نسباً عالية من الإصابة أو الوفاة.. لأن اللقاحات تُمثل السبيل الأقصر إلى إعادة النشاط الاقتصادي وفتح الحدود.. ويقتضي ذلك من الحكومات العربية، والقطاعات الصحية العمل بصورة حثيثة ومتواصلة من أجل تأمين وصول اللقاحات إلى أكبر عددٍ من السكان، في أقصر مدى زمني ممكن.. وهو تحدٍ كبير، ويقتضي استجابة على قدره. 
وأكد أن التكامل الإقليمي في السياسات الصحية يُمثل عنواناً مهماً في السنوات القادمة.. إذ ثبت أن لا دولةَ قادرة على مواجهة التحدي الذي تمثله الجائحة بمفردها.. الأمر الذي يقتضي تفكيراً إبداعياً في مجال التكامل في السياسات الصحية العربية.. بداية من نظم الإنذار المبكر وتبادل المعلومات، ونقل الخبرات وأفضل الممارسات، وليس انتهاء بتنسيق السياسات الدوائية، إنتاجاً واستثماراً وتفاوضاً مع الشركات العالمية.
ورحب أبو الغيط بقرار مجلس الأمن الذي اعتمد بالإجماع حول الإتاحة العادلة للقاحات في مناطق الصراع… مؤكدا أن مكافحة فيروس كورونا تقتضي توحيد الجهود الدولية والإقليمية والإنصاف في توزيع اللقاحات حول العالم.. فلا يُمكن أن يُهزم فيروس كورونا في أي مكان من دون أن يُهزم في كل مكان.
وثمن ما يجري من تنسيق بين الجهود العربية ومثيلتها على الصعيد الدولي في المجالات الصحية… خاصة مع كلٍ من الجانبين الصيني والأمريكي… وأيضا مع الجانب الأوروبي. 
اقرأ أيضا| «زايد» و«أبوالغيط» يبحثان سبل استمرار تقديم الدعم الطبي للدول العربية 
 

- الإعلانات -

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد